صحة

إنجاز طبي إغترابي جديد … عبد المسيح لـ”أحوال”: أعدنا الحياة لمريض في حالة نادرة منذ عقود

كعادته، فإن انجازات الاغتراب اللبناني دائماً ما تتألق وتبدع في العالم، عربياً أو عالمياً، ومن الملفت عدد الانجازات في الملف الطبي، حيث برزت أسماء عديدة قدمت إنجازات وعلاجات كثيرة في خدمة البشرية جمعاء.
مؤخرا حقق الطبيب اللبناني جزيل عبد المسيح، ابن بلدة بقرقاشا الشمالية، المقيم حالياً في بلجيكا، انجازاً علمياً وطبياً عالمياً في مجال جراحة القلب والصدر تمثل في “إنعاش قلبي رئوي”، تُعتبَر الأولى من نوعها في أوروبا.
الإنجاز الطبي
نجح الطبيب عبد المسيح، في إعادة الحياة لرجل يبلغ الخامسة والسبعون من العمر، بعد أن كان في حالة “الموت السريري” إثر نوبة قلبيّة تنفسيّة لمدّة 30 دقيقة، وبعدما نفذ الطبيب كل مستلزمات إعادة عمل الوظائف الحيوية للمريض ووضعه في بيئة مستقرّة بشكل طبيعي تمكّن، هذا المريض، بعد أيام من مغادرة المستشفى بصحّة ممتازة وبدون أي آثار جانبية على صحته وحركته العادية.
الإنعاش القلبي (Cardiopulmonary resuscitation)هي “عملية إسعافية طارئة يقوم بها الشخص المسعف ويتم تنفيذها يدوياً في محاولة للحفاظ على وظائف الدماغ سليمة حتى يتم اتخاذ مزيد من التدابير لاستعادة عفوية الدورة الدموية والتنفس لإنقاذ حياة شخص مصاب بسكتة قلبية”.
ويعتبر المريض الذي تجرى له عملية الإنعاش القلبي في حالة الموت السريري، وإذا لم يتم على الفور البدء بعملية الإنعاش فإن خلايا الدماغ تبدأ بالتلف غير الرجعي (الموت) خلال دقائق (عشرة دقائق)، أي حالة نادرة.
يقول الطبيب جزيل عبد المسيح لـ”أحوال” أن “هذا الحدث حالةً نادرة حيث استمر الإنعاش لمدة نصف ساعة وتكللت محاولتنا بالنجاح، وتمكن المريض من استعادة تنفسه وعمل أعضاءه الحيوية وتماثل للشفاء بغضون أيام” ويضيف “وفقاً للمنشور العالميّ منذ العام 1982 سُجّلَت 38 حالة مشابهة فقط على صعيد العالم أجمع، في حين لم يُسجَّل أيّ حدث من هذا القبيل على صعيد بلجيكا أو أوروبا”.
ويتابع “نحن هنا أمام انجاز علمي سنسعى لتقدمه وتكريسه كنهج طبي في معالجة الحالات المماثلة، وهذا يحتاج مزيداً من البحث والجهد لتكريسه في التطبيق على صعيد العالم، وأنا فخور بانتمائي الى بلدي لبنان وإخلاصي للدولة التي أعمل فيها حالياً، رغم أن الانجاز العلمي يصبح ملكاً للإنسانية جمعاء خاصةً في مجالات الطب والعناية الصحية”.
يذكر أن الطبيب جزيل عبد المسيح قد كرس حياته للعمل الطبي، ولديه الآن خبرة في ممارسة المهنة تمتدّ لـ37 عاماً في عدّة دول أوروبيّة وفي لبنان من خلال عدد من المستشفيات الكبرى، وهو خريج جامعات فرنسا وبلجيكا، بالإضافة إلى أنّه مُسجَّل لدى جداول نقابة الأطبّاء في فرنسا، بلجيكا، هولندا، لبنان، والآن هو مستقر في بلجيكا.
هذا الإنجاز اللبناني الجديد، يُضاف الى انجازات عدد ممن سبقوه في بلاد الاغتراب، فتحية لمن يرفعون اسم لبنان عالمياً في كل المجالات والحقول، وكل الامنيات أن تكون الانجازات المقبلة في قلب وطن الأرز دون اضطرار هذه الكوادر للهجرة بحثاً عن الفرص الأفضل.

نوال الغندور

صحافية لبنانية. تحمل شهادة الإجازة في الإعلام من الجامعة العربية في بيروت. عملت في العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الاخبارية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى