منوعات
أخر الأخبار

الإمعان في “شيطنة” حزب الله… نقل “نيترات أمونيوم” لتنفيذ تفجيرات في أوروبا

“حزب الله يخزن الأمونيا في أوروبا بهدف تنفيذ عمليات إرهابية”، ملخص التقارير الصحفية الغربية الحديثة. تقارير تنسب إلى جهات “استخبارتية” أوروبية وإسرائيلية، دون إبراز أي مسند أو دليل، مع وضوح في أهداف الحملة وتعدّد رسائلها.
يقول منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، “ناثان سيلز”: “إن حزب الله يهرب متفجرات، بما في ذلك نيترات الأمونيوم، إلى أوروبا، حيث يمتلك شبكة من المخازن والمخابئ”.
التصريح لم يأتِ من فراغ، فهو ملخص تقارير وردت في صحف “ألمانية” على ثلاث دفعات. ورغم التناقضات التي وردت فيها، وفشلها في الربط بين ما حصل في مرفأ بيروت في الرابع من آب، وما قالت إنه اكتشاف لتخزين بضع مئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيم في جنوب ألمانيا، إلّا أنّ الحملة استمرت مع مزيد من “التلفيقات والفبركات” وتوسيع مروحة “نشاط حزب الله” المزعوم عالميًا.
يرى حزب الله أنّ التقارير الصحفية الجديدة والإتهامات الاميركية، بغض النظر عن حجمها وأدواتها، أولًا “مكشوفة”، وثانيا، أنّها تأتي في سياق الحملة المستمرة عليه منذ عام 2005، كأقرب تقدير، والتي تهدف إلى “شيطنته” وتشويه صورته، خاصة بعد انتصار تموز.
وهنا، يشير الحزب إلى ما ورد في صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية عام 2006، حول وقوفه خلف اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وما بني على ذلك التقرير طيلة 15 عامًا، قبل صدور حكم المحكمة النهائي والذي برّأ المقاومة.
لكن، ما يروج له في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان والمنطقة، له أهدافه، سواء فيما يتعلق بالداخل، أو الصراع مع الكيان الاسرئيلي، أو المساعي الأميركية لتصنيف الحزب كمنظمة إرهابية لدى كثير من دول العالم وعلى رأسها أوروبا.
يتهم أحد “التقارير الألمانية” حزب الله بنقل “نيترات أمونيوم” وتخزينها بهدف تنفيذ تفجيرات في دول عدة بينها بريطانيا وفرنسا. هنا يمكن فهم أولى الرسائل وهي: حث دول أوروبية وعلى رأسها فرنسا لتصنيف الحزب كـ”منظمة إرهابية”. فليس خافيًا أنّ المحاولات الأميركية في دفع باريس نحو هذه الخطوة فشلت لسنوات طويلة. وتتهم واشنطن باريس بالوقوف وراء تعطيل صدور أي قرار أوروبي جامع من هذا النوع.
الهدف الآخر من وراء الحملة، هو إيجاد “مواد اتهامية”، بغض النظر عن صحتها، قد يستند إليها الأميركيون للتحرك دولياً، تحديدًا عبر مجلس الأمن، لاستصدار قرار يدين حزب الله ويمهد لتصنيفه “إرهابيًا”، ومساواته مع التنظيمات التكفيرية والانتحارية كـ “داعش” و “جبهة النصرة” في سوريا. هنا من المؤكد أن المساعي ستصطدم بالمانع الروسي.
بغض النظر عن إمكانية نجاح المساعي الأميركية من عدمها، فإن حزب الله، له كلمته، فهو ينفي كل تلك الاتهامات. نفي يصل إلى حدّ السخرية منها. لكنّه مدرك لطبيعة أهداف هذه الحملات، فهي تصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي، الذي عجز عن تحقيق أي من أهدافه في المواجهة المباشرة طيلة عقود من الزمن، وعلى رأسها إنهاء المقاومة، ناهيك عن عجزه في وقف تطور وتعاظم قوّة المقاومة في لبنان.
وإن كان الهدف تشويه الصورة فقط، فإن حملة “جيفري فيلتمان” المموّلة بنصف مليار دولار، سجلت فشلها برتبة “امتياز”، وبالتالي “من جرب المجرب عقله مخرب”.

خليل نصر الله

خليل نصر الله

كاتب وإعلامي لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى