مجتمع
أخر الأخبار

أوراق من فئة 5 آلاف ليرة مزوّرة بالشارع اللبناني وهكذا يُمكن اكتشافها

نهار الجمعة الماضي ركبت الزميلة محاسن مرسل سيارة “ظنّتها” مخصصة للنقل العام، لتقلّها من منطقة الملا الى كورنيش المزرعة. عندما دفعت ثمن التوصيلة، ردّ لها السائق 3 أوراق من فئة الـ 5 آلاف ليرة لبنانية، وفتح لها الباب باحترام لتخرج. وخرجت.
عصراً توجهت مرسل بحسب ما تقول لـ”احوال”، الى الدكان لتشتري بعض الاغراض، وعندما دفعت المال مستعملة أوراق الـ 5 آلاف، أبلغها صاحب الدكان أن الاوراق مزيّفة، لتستعيد بذلك شريط ذكريات “التوصيلة” وتكتشف أن الإحترام الزائد كان يهدف للتخلص منها بأسرع وقت قبل اكتشافها امر الاوراق المزورة.


تشير مرسل الى أن الاوراق أصغر من ورقة الـ 5 آلاف الحقيقية، ولكن المواطن قد لا ينتبه لهذا التفصيل في أوراق المبالغ الصغيرة، كاشفة أن الورقة أرقّ من الحقيقية وهي عبارة عن قصاصات ورق “A4″، ولا تحتوي على أي إشارة من إشارات سلامة الأوراق النقدية، وبالتالي من ينظر جيدا للورقة يمكنه ملاحظتها.
لا تُعتبر حالات تزوير العملات، أو ترويج العملات المزورة، جديدة في الشارع اللبناني، اذ تشير مصادر مصرفية مطّلعة عبر “أحوال” الى أن المعنيين بملاحقة المزورين، يكتشفون بشكل شبه أسبوعي عمليات تزوير منظمة، كاشفة أن الليرة اللبنانية دخلت في دائرة اهتمام “المزوّرين” منذ سنوات، ولكن هؤلاء لا يملكون القدرة ولا المعدات على تزوير عملة بطريقة محترفة، ما يجعل مسألة كشف هذه العملات المزورة امرا سهلا، كما هو حال العملات من فئة 5 آلاف التي حصلت عليها محاسن.
يعاقب القانون اللبناني على التزوير، اذ تنص المادة 448 من قانون العقوبات على أنه من صنع آلات أو أدوات معدة لتقليد أو تزييف أو تزوير العملة أو أوراق النقد أو أوراق النقد المصرفية اللبنانية أو الأجنبية بإذن الدولة أو حصل عليها بقصد استعمالها على وجه غير مشروع، عوقب بالأشغال الشاقة المؤقتة وبغرامة مئتي ألف ليرة على الأقل، وتنص المادة 446 من قانون العقوبات على أنه “من قبض عن حسن نية قطعاً من العملة أو أوراقاً نقدية أو أوراق النقد المصرفية أو الأجنبية الصادرة بإذن الدولة، مقلّدة أو مزيّفة أو مزوّرة وروّجها بعد أن تحقّق من عيوبها عوقب بغرامة لا تجاوز المايتي ألف ليرة”.
تؤكد المصادر المصرفية أن مزوري العملة اللبنانية يستعملون المطابع العادية للقيام بعملياتهم، لذلك على المواطن أن يتعلم كيفية تمييز العملات الحقيقية، وهذه امور سهلة اذ لا تتطلب خبرات كبيرة، داعية الى التركيز على الخطوط التي لا يمكن تزويرها، والمؤثرات البصرية، وشكل الورقة عندما توضع مقابل الضوء، وحجمها، ورقّتها، مذكرة بحادثة حصلت عام 2016 عندما غزت السوق ورقة مزورة من فئة 100 ألف ليرة، ويومها تمكن المواطنون من إضعاف التعامل بها، قبل أن تتمكن القوى الأمنية من توقيف المزورين.
تؤكد مرسل أن السائق الذي يملك سيارة مهترئة، ويسرح شعره الى الخلف، يملك رزمة من اوراق الـ 5 آلاف، وعلى الأغلب فكلها مزورة، مشيرة الى أن القوى الامنية اتصلت بها بعد نشر تغريدتها على التويتر واستفسرت منها عن الحادثة لاجل متابعتها.
إن تزوير 5 آلاف ليرة يعني أن هناك من وصل به اليأس الى هذا المستوى المتدني من الإجرام، لذلك على المواطنين أن يحترسوا من العملات المزورة، لكي لا يقعوا ضحية هؤلاء المجرمين.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى