مجتمع

جريمة عين السكة… الضحيّة أُحرقت حيّة وقطب مخفية بانتظار نتائج التحقيق

لم تُحسم بعد ملابسات جريمة عين السكة في الضاحية الجنوبية لبيروت. المعطيات المتوفرة حتى الساعة، تجعل من الصعب الوصول إلى خلاصة تشرح أسباب مقتل القاصر زينب الحسيني حرقاً.

جلاء الغبار عن الصورة هو اليوم بيد الأجهزة الأمنية التي تستكمل التحقيقات مع الموقوفين، ليدلوا كل منهم بدلوه وتالياً تحديد المعلومات الصحيحة من تلك المتضاربة.

وفيما يزعم القاتل ع. س. إحراق بيت خاله م. س. إثر خلاف بينهما، دون علمه بوجود فتاة داخل الغرفة، يقول الطبيب الشرعي الدكتور حسين شحرور إن القتيلة أحرقت حيّة.

كلام الطبيب الشرعي لا يؤكد حصول إعتداء جنسي أو عنف بحق القتيلة قبل إحراقها، وذلك لتعذر الوصول إلى هكذا إستنتاج نتيجة تعرض زينب لحروق من الدرجة الثالثة.

وحول هذه النقطة يشرح شحرور في حديث خاص لأحوال قائلاً: “لا يمكن التأكد من حدوث عنف جسدي قبل القتل، لأن المعالم الظاهرة على الجسم اختفت بفعل الإحتراق”.

ويضيف: “المعاينة الطبية الشرعية لا يمكنها إكتشاف أعمال العنف على الجسم الذي كان متفحماً”.

وهذا ما حصل مع عائلة الحسيني التي فشلت في التعرف على زينب نظراً للضرر الكبير الذي لحق بالجثة نتيجة الحريق، فما كان منها إلا انتظار نتائج فحص الحمض النووي لتتأكد من أن الضحية هي زينب.

وبينما يحسم الدكتور شحرور سبب الوفاة قائلاً إن: “الموت سببه الحريق”، تصبح الجريمة أكثر غموضاً. خاصة أن المعلومات المتداولة حول الدوافع لا تشي بخلاصات منطقية.

ففي ظل معلومات تقول إن الجريمة أتت في سياق خلافات بين ع. س. وخاله م. س. على خلفيّة إيواء الأخير لفتيات هاربات من منازل ذويهنّ وإحضاره لنساء إلى الشقّة، وانكشاف حقيقة أن الحسيني أحرقت حية، يتضح أن ثمة قطبة مخفية تتعلق بطبيعة العلاقة بين سبييتي والسباعي، بما فيها تعرض الحسيني دون سواها لعملية الحرق.

وهذا الأمر تدعمه تصريحات والد القتيلة عاطف الحسيني الذي أكد أن سبيتي “اعترف برمي غالون بنزين على ابنتي وإحراقها”.

أما القطبة المخفية الأخرى والتي تنتظر نتائج التحقيقات لتتضح، هي طبيعة عمل السباعي وما هي الأسباب التي تجعل بيت شخص عادي أشبه بــ “مركز إيواء” لفتيات هربن من منزل ذويهن؟ ومن كلفه بذلك؟ ولماذا لم تخرج قصته إلى العلن؟ وكيف يمكن لخلاف بين قريبين أن يكون بهذا الشكل من العنف؟

لا نستطيع تقديم جواب جازم، لكن من المرجح أن السباعي وربما سبيتي كانا يديران شقة للدعارة.

هذا الإدعاء يستند إلى جملة استنتاجات يمكن الحصول عليها من الاعترافات الأولية التي نقلت عن لسان القاتل.
أولاً: أن الضحيّة تركت منزل ذويها إثر خلافات معهم والتجأت إلى شقّة م. س.، وبعد حصول الجريمة أبلغ أهالي الضحية عن مكان وجود القاتل، ما يعني أنهم يعرفونه. ولا ندري سبب المعرفة وشكلها.

ثانياً: يقول القاتل إنه أقدم على إحراق الشقة بعد خلاف بينه وبين خاله م. س. (ونجله وشخص رابع يدعى ذو الفقار يحفوفي تحوم حوله الشبهات)، وأن الخلاف مرده لجوء إحدى الفتيات التي “يأويها” السباعي إليه. وقد عزم سبيتي على أن “يلقّن خاله درساً ليمنعه من إحضار الفتيات، فقرّر أن يحرق الغرفة”.

وتترك هذه الجريمة جملة من الأسئلة منها: هل يعني لجوء فتاة الى سبيتي معرفتها المسبقة به؟ ولماذا تذهب الفتاة إلى سبيتي لتشتكي على السباعي إذا لم تكن على علم ودراية مسبقين بأن لسبيتي “مونة” أو “مكانة” ما تجبر خاله على حل مشكلته معها؟
لماذا لجأ القاتل إلى إحراق زينب الحسيني حية؟ هل أراد إخفاء معالم اعتداء جنسي أو جسدي أو كتم معلومات محتملة تملكها الضحية فتخلص منها حرقاً؟ لماذا يوجد عناصر أخرى في الجريمة هما نجل السباعي ورجل آخر، إذا كانت الجريمة مجرد خلاف شخصي بين سبيتي وخاله؟
أسئلة كثيرة لا تنتهي ستظل عالقة إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وإلى ذلك الحين فإن عائلة ع. ح. تختبر أسوأ كوابيسها.

نانسي رزوق

نانسي رزوق

صحافية منتجة ومعدة برامج تلفزيونية وأفلام وثائقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى