مجتمع

الاتفاق بالدولار وعند الدفع بالليرة: نقابة المعلوماتية ترفع الصوت

كأن الشباب اللبناني لا يكفيه ما يمر به من ضغوطات حياتية وعملية ونفسية وإجتماعية، حتى تأتيه ضربات جديدة من ارهاصات الأزمة المالية والاقتصادية، فهل وقعتم ضحية الوعود ببدل الأجر بالدولار وعند الحساب كان الدفع بالليرة اللبنانية؟.
من المتعارف عليه تميز الأيدي العاملة اللبنانية وكفاءتها في سوق العمل، خاصةً التقني منه، ومن هنا رغبة الأسواق الخارجية دائماً باستخدام هذه اليد العاملة، وجاءت جائحة كورونا لتزيد من حدة الطلب على وظائف خاصة بالمعلوماتية، وهذه عن بُعد ولا تتطلب سفراً وانتقال الموظف من دولة الى دولة، ما زاد طلب الشركات على توظيف شباب وشابات مقابل أجور شهرية تُحتسب بالدولار الاميركي، وغالباً ما يتم الاتفاق عليه بعقد عمل موقع بين الطرفين.
حتى اللحظة الأمور طبيعية وتسير كما هو مرسوم حتى تحين لحظة تسديد الأجر فتكون المفاجأة مدوية: الأجر بالليرة اللبنانية بدلاً من وعود الدولار.
أ.ح، شاب لبناني بمنتصف العقد الثاني من العمر، يرى أن “واقع البلد الآن يهدد مستقبل الشباب نظراً لتعدد المخاطر وزيادة الحاجات الأساسية، وعندما نقع على عملٍ نتقاضى أجره بالعملات الأجنبية نسارع للموافقة عليه، وهذا الخطأ بعينه اذا لم نتنبه لإستغلال البعض لحاجة الناس والشباب اللبناني” ويضيف “هذا ما حدث معي مع شركة معروفة في هذا المجال وقد اتفقت معهم على مبلغ مالي محدد بالدولار الاميركي ومر الشهر الاول مثلما جاء بالعقد، لكن بالشهر التالي عندما حان وقت تحصيل الراتب تبين ان الدفع تحول من دولار إلى لولار، وعند سؤالي عن السبب لم اتمكن من الحصول على جواب شافي وبدأ التسويف والتهرب من المسؤولية”.
النقابة
نقابة المعلوماتية والتكنولوجيا في لبنان اعلنت رفضها لما يحصل، معلنة “عدم سماحها بهذا الموضوع” وأكدت أنها “ستعمد لحماية العاملين في القطاع وستقوم بالملاحقات القانونية بحق الشركات التي تستغل شباب وشابات لبنان”. وهددت باللجوء الى “الإعلان عن اسماء الشركات واصحابها المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل مقاطعتها من قبل العاملين في هذا المجال بالإضافة إلى مقاطعة منتجاتهم وخدماتهم”.
وفي هذا الاطار أكد النقيب جورج خويري بإتصالٍ مع “أحوال” أن “النقابة قد تتخذ إجراءات قانونية في هذا الموضوع بانتظار نتائج المفاوضات بين نقابتنا والشركات العاملة في هذا الاطار قبل اتخاذ قرار الاعلان عن الاسماء، نحن نراعي رغبة الجميع بحل القضية بهدوء حتى لا نتسبب بشرخٍ كبير بين الشباب اللبناني والشركات والأشخاص المسؤولين بغية تحصيل الحقوق وحفظ كرامة الجميع”.
ويشير خويري الى أن “الاتفاق كان يتم حسب الخدمة التي يرغب العميل بالحصول عليها فيتم تحديد السعر بالدولار وعند اتمام العمل المطلوب يتم محاسبتهم عن طريق اللولار”. ويختم بالقول “لا نريد الاستخفاف بالشباب اللبناني لكي نبقى بالطليعة لان شبابنا عباقرة ولا نقبل إهانتهم والتقليل من شأنهم والكرامة هي كل شئ”.

نوال الغندور

صحافية لبنانية. تحمل شهادة الإجازة في الإعلام من الجامعة العربية في بيروت. عملت في العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الاخبارية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى