منوعات

لقاء حاد وسلبي بين أديب والخليلين

تدخل فرنسي يمدد المهلة حتى الأحد...

تكثفت اللقاءات والإتصالات على كافة الخطوط في محاولة لاستثمار الساعات الأخيرة لإخراج حكومة الرئيس المكلف مصطفى أديب من عنق الزجاجة. لكن يبدو أنّ المفاوضات التي امتدت منذ ليل أمس حتى عصر اليوم، لم تتمكن من تجاوز عقدة وزارة المال “المختلقة” لأسباب مكشوفة بحسب مصادر ثنائي أمل وحزب الله، الأمر الذي عزّز خيار اعتذار أديب عن متابعة عملية التأليف، إلا أنّ دخولاً فرنسياً على الخط استمهل الرئيس المكلّف ثلاثة أيام فاتحاً الباب أمام مزيد من المشاورات تمتد حتى يوم الأحد المقبل.

لقاء أديب – الخليلين

ولم يُبدّل مواقف الأطراف اللقاء الذي عقد بين الرئيس المكلّف وبين المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل قبيل توجه أديب إلى بعبدا، وأشارت معلومات خاصة إلى أنّ الخليلين أبلغا الرئيس المكلف تمسّك الثنائي بحقيبة المال وبتسمية الوزراء الشيعة.

وأشارت مصادر مطلعة على اللقاء لـ”أحوال” أنّ اللقاء بين أديب والخليلين كان سلبياً وحاداً وساخناً، حيث أبلغ ممثلو الثنائي أديب بأنّ هناك تلاعباً وتحريفاً وانقلاباً على المبادرة الفرنسية، وأبلغ الخليلان أديب بأنّ الثنائي كانا أكثر المسهلّين لتأليف الحكومة سيما الموافقة على أن يسمي الرئيس المكلف وزيراً شيعياً للمالية لا ينتمي إلى الثنائي لكن ليس معادياً للطائفة الشيعية وللمقاومة، “لكن بعد الأسلوب الذي اتبعه الرئيس المكلّف ورؤساء الحكومات السابقين معنا دفعنا للتمسك أكثر بأن تكون المالية للشيعية وأن يسميه الثنائي إضافة إلى الوزراء الشيعة الآخرين وذلك لحماية مصالح وحقوق الطائفة الشيعية في ظل هذا النظام الطائفي القائم”، فرّد أديب بأنّ تشدد الثنائي سيدفع فرقاء آخرين للتشدد أيضاً، فرد الخليلين بأنّ “موقفنا مبني على نقاط ثلاث:

-التمسك بالمالية.

– تسمية الوزراء الشيعة.

– رفض أي فيتو على أي اسم يطرحه الثنائي لأي حقيبة.

وانتهى اللقاء بقول الرئيس المكلف إنّ في هكذا شروط لا يمكنه تأليف حكومة، فأصرّ الخليلين على موقفهم مخاطبين أديب: هذا شأنك… نحن مع نجاحك ونجاح المبادرة الفرنسية لكن ليس على حسابنا، وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة 2005 لن تتكرّر مهما بلغ حجم العقوبات المالية على حركة أمل وحزب الله.

ويشعر الثنائي الشيعي بالخديعة بحسب قول مصدر متابع في الثنائي لـ”أحوال”، مشيراً إلى أنّ “قواعد لعبة التأليف تبدّلت، فبعد أن منح الرئيس نبيه بري ومعه حزب الله الثقة للرئيس سعد الحريري حسوا بأنّهم تعرضوا لخداع من خلال الأسلوب الذي اتبعه الرئيس المكلف مع الثنائي، لذلك يرى المصدر أنّ المفاوضات مع أديب بلغت مرحلتها الصعبة منذ بداية التأليف.

ويظن رؤساء الحكومات السابقون بحسب المعلومات أنّ التدخل الفرنسي سينعكس مزيداً من الضغوط والعقوبات على الثنائي الشيعي، لذلك بعث الثنائي برسالة إلى المعنيين في الداخل والخارج بأنّ سيف العقوبات لن يدفعهما إلى التنازل أو الاستسلام.

لقاء عون – أديب

وبحسب المعلومات، فإنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وخلال اللقاء مع أديب، طلب منه الاستمرار في الإتصالات الجارية لمعاجلة الملف الحكومي لأنّ الظروف الراهنة في البلاد تستوجب عملاً إنقاذياً سريعاً، لا سيما وأنه مضى ١٦ يوماً على التكليف والبلاد تنتظر التفاهم على تشكيل حكومة جديدة”.

ووضع الرئيس المكلّف عون بأجواء الإتصالات التي أجراها منذ اللقاء الأخير معه وجرى نقاش في السبل الكفيلة بتذليل العقبات من أمام التشكيل، وقد اتُفق على استمرار الإتصالات لتذليل العقبات، وجرى تبادل للآراء بين الطرفين في هذا الإطار. كما عرض عون لأديب حصيلة الإستشارات التي أجراها عون مع رؤساء الكتل النيابية.

وتشير المعلومات إلى أنه وبعد انتهاء اللقاء مع الخليلين أجرى أديب اتصالاً بالرئيس سعد الحريري أبلغه بأن اللقاء كان سلبياً وأنه سيتجه إلى بعبدا لتقديم اعتذاره للرئيس عون، لكن الحريري استمهله وأجرى اتصالاً بمدير المخابرات الفرنسية الذي أجرى بدوره اتصالاً بأديب طالباً منه التريث وإعطاء فرصة أخرى للمشاورات.

وفيما توقعت المصادر حصول اتصال على خط باريس-بعبدا لتقييم حصيلة المشاورات حتى الساعة، أكد الرئيس عون التمسك بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها والتي كانت حظيت بتوافق القيادات السياسية اللبنانية.

المبادرة الفرنسية خدعة بحسب أوساط سياسية

ويبدو بحسب أوساط سياسية أنّ المبادرة الفرنسية خدعة للإلتفاف على حزب الله والمقاومة عبر استهداف حلفاء الحزب عبر الرئيس بري من خلال انتزاع المالية منه وبالتالي تقليص دوره كممثل للطائفة الشيعية في الدولة وموقعه الوطني وبالتالي في مركزية القرار السياسي في مجلس الوزراء، إلى جانب استهداف تيار المردة وحركة أمل بعقوبات مالية دون الأطراف الآخرين. ولفتت الأوساط أنّ المبادرة الفرنسية منسقة مع الأميركيين مع تبادل للأدوار بينهما لتقاسم الضغط على المقاومة من جهة والرئيس عون والتيار الوطني الحر من جهة ثانية لفصل الحلف بين التيار وحزب الله ومسك عصا تأليف الحكومة من الوسط.

وتضيف الأوساط أن الفرصة الأخيرة لن تصنع المعجزات في ظل وجود مشروع أميركي خارجي لتطويق المقاومة بمعاركة وضغوط وأزمات متعددة الأوجه والأشكال لدفعها للتنازل، في ملفات سيادية في ضوء تقدم مشروع التطبيع الإسرائيلي مع عدد من الدول العربية، ما يضع الثنائي وحلفائهما في موقع الدفاع عن حقوق طائفتهما أولاً وعن المقاومة ثانياً وعن الوطن ثالثاً، ما يعني أننا أمام ثلاثة خيارات: تراجع الثنائي وهذا مستبعد، اعتذار أديب وهذا مرجح، أو تراجع رؤساء الحكومات السابقين.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى