مجتمع

مجرمون يستهدفون “السيارات” بالحجارة على أوتوستراد الجنوب – بيروت  إحذروهم

عند الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم أمس، وخلال توجهنا، أنا وعائلتي، من الجنوب الى بيروت على أوتوستراد الجنوب – بيروت في منطقة الرميلة، سقط جسم غريب على الجهة اليمنى لسيارتي، شاء القدر أن لا يُصيب الزجاج الذي تنام ابنتي خلفه، فأحدث دويّا جعلنا نتساءل عما جرى، فهل كان الحادث مقصوداً، أم أنه مجرد حادث صُودف حصوله معنا، وما هو هذا الجسم الغريب؟

الى هنا، كانت الأمور توحي وكأننا تعرّضنا لحادث مجهول التفاصيل، ولكن عندما يكون هذا الحادث قد حصل سابقا مع عدد من اللبنانيين وفي نفس المنطقة الجغرافية، وفي مناطق جغرافية قريبة تتغير الأمور، ويصبح الحادث “محاولة” قتل، تستوجب المتابعة.

نهار الإثنين 7 أيلول، تعرّضت نور وعائلتها الى حادث مماثل بعد خروجها من الرميلة بأمتار، فسقط حجر على الزجاج الأمامي لسيارتهم الـ”gmc” السوداء، وتشير نور في حديث لـ”أحوال” الى “أننا اعتقدنا أن الحجر سقط نتيجة سيارة قربنا ولكن لم يكن هناك أي سيارة قريبة منا”، لافتة النظر الى أن “الحجر سقط من جهتها وتسبب بصدمة قوية، ولكنه بفضل الله لم يخرق الزجاج والا لكنا قد تعرضنا لأذى”.

وتضيف نور: “في البداية شعرنا أنّها رصاصة، ولكن سقطت النظرية بعد رؤية الأضرار والتفكير بالأمر، ولو كنت أنا من يقود السيارة لكنت تعرضت لحادث سير بكل تأكيد”.

ليست نور الوحيدة التي تعرضت للحادث، فمنذ أيام علم “احوال” أن شخصا من وادي الزينة تعرض لإصابة بليغة بكتفه جرّاء اختراق الحجر زجاج سيارته الحمراء، في نفس النقطة تقريبا التي تعرضنا فيها أمس للجسم الغريب في الرميلة، فقصد بلدية الرميلة لتقديم الشكوى. وفي هذا السياق يؤكد الشرطي البلدي المكلف متابعة هذا الملف يوسف داغر أن البلدية أخذت علما بما يجري على الأتوستراد منذ أيام.

ويضيف داغر في حديث لـ”أحوال”: “بادر رئيس البلدية جورج خوري لتكليف عناصر الشرطة بالمتابعة، ولأجل هذه الغاية بدأنا عملنا في المراقبة وتكثيف الدوريات، وقما بوضع كاميرا مراقبة على الجسر الذي يشهد هذا النوع من الحوادث وهو الجسر المعروف بإسم “جسر بلوك أبو جودة”، مشيرا الى أن ما يجري هدفه الأذية وهو يهدد حياة الناس وعلى هذا الأساس نتعامل معه بجدّية مطلقة.

تراقب الشرطة البلدية المكان الذي تتكرر فيه الحوادث، اذ أصبحت على يقين بأن ما يجري بمثابة “جرم” ولا يمكن وضعه بإطار “التسلية” التي قد يمارسها البعض، خصوصاً بعد تكرار العملية أكثر من مرة، وإصابة عدد من المواطنين، ويشير داغر الى أن البلدية تتعاون مع قوى الأمن الداخلي، وشعبة المعلومات، لتحديد الفاعلين وتوقيفهم، وهي لن تتوقف عن العمل قبل توقيف المعتدين. كما تدعو البلدية كل من تعرض لحوادث من هذا النوع أن يبادر للإتصال بها للتعاون وتحديد الأمكنة التي تحصل فيها مثل هذه الاعتداءات.

من جهتها تؤكد مصادر أمنية عبر “أحوال” أن القوى الأمنية أخذت علما بما يجري، وهي فعّلت عملها بعد استبعاد فرضية “الحادث”، واستحضار فرضية  العمل الإجرامي، مشيرة الى أن المعنيين سيصلون الى نتائج قريبا جدا بخصوص هذا الملف.

بلدية الرميلة والبلديات المعنية بمحيط الطريق الدولية والأجهزة الأمنيّة مدعوة لأن تقفل هذا الملف بأسرع وقت ممكن، وقبل حصول ما لا يرغب أحد بحصوله، ولكي لا يشعر اللبناني بأنّه مستهدف بالموت على الطرقات اللبنانية.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى