صحة

على أبواب الخريف لقاحات الانفلونزا غير متوفرة لكل اللبنانيين

تأخير في وصولها والكميات غير معلومة بعد

على أبواب الخريف وإنطلاق الموسم السنوي للإنفلونزا، ومع تفشي جائحة “كورونا” على نطاق واسع في لبنان في الأيام الأخيرة ودق ناقوس الخطر جراء وصول القدرة الطبية الاستيعابية لهذه الجائحة الى حدّها الأقصى، يسود القلق من تهافت الناس إلى المستشفيات بسبب الإلتباس عليهم بين الإصابة بالانفلونزا أو الكورونا جراء تشابه الأعراض بينهما كالحمى والسعال وآلام الرأس والعضلات والإرهاق وإن بنسب مختلفة. الأمر قد يؤدي الى إستنفاد مستلزماتنا الطبية والدوائية وإنهاك الطاقات البشرية.

وهذا التوجّه هو عالمي، حيث أعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية لدى روسيا ميليتا فوينوفيتش الأربعاء في حديث لقناة “روسيا-24” أنّ “المنظمة توصي بالتطعيم ضد الإنفلونزا والمكورات الرئوية لأنه سيكون من الأسهل فهم مكان إصابة الشخص بـجاحة “كورونا” إذا مرض”.

وأوضحت أن هذا من شأنه أن يقلل من حدوث التهابات الجهاز التنفسي، وسيسهل على النظام الصحي التعامل معه. وأشارت ممثلة منظمة الصحة العالمية إلى أن العدوى المختلطة دائماً ما يواجه الجسم صعوبة على تحملها.

وفي خطوة استباقية وقائية للحد من خطر الالتباس هذا، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن منذ اشهر سعيه لتأمين لقاحات ضد الانفلونزا لكافة الشعب اللبناني مجاناً. هل اثمرت هذه الجهود؟ ما اهمية هذا اللقاح؟ ما مدى اللجوء اليه سنوياً في لبنان؟

الشرائح البشرية التي لها الاولوية بأخذ اللقاح

تشير رئيسة الجمعية اللبنانية للامراض الجرثومية ورئيس قسم الامراض الحرثومية في مستشفى المعونات الدكتورة مادونا مطر عبر “احوال” ان المجتمع اللبناني لم يكن سابقا يتجاوب مع حملات التوعية لأخذ هذا الطعم، وتردف: “لكن اليوم في ظل تفشي جائحة كورونا أتوقع أن يكون هناك اقبالاً أكثر على لقاح الانفلونزا سعياً للحد من الإصابة بها وبالتالي الحد من الالتباس لدى المواطنين بين الإصابة بالانفلونزا أو الكورونا”.

“لدينا خمس شرائح بشرية مستهدفة بشكل رئيس من هذا اللقاح: الفئة العمرية ما دون 5 سنوات، الفئة العمرية ما فوق 65 سنة، المرأة الحامل، مرضى القلب والسرطان والامرض الخطرة وكل العاملين في القطاع الصحي”، توضح مطر. وتضيف: “كل عام يعاد النظر باللقاح ويجري تعديله بناء على تركيبة انفلونزا العام السابق. فاعلية هذا اللقاح تتراوح بين40 % الى 70%”.

وتختم: “ربما تأخرنا هذا العام في إعداد الطلبيات لأنه يجب أن ترفع قبل بسنة، لذا إعداد الطلب هذا السنة من أجل الحصول على كمية أكبر العام 2021”.

مساعي حمد تؤمن مبدئياً 300 ألف لقاح إضافي

لمعرفة اين اصبح مسعى الوزير حسن لتأمين طعم الانفلونزا، تواصل “احوال” معه، فأحالنا الى مستشاره المعني بالملف الدكتور الدكتور ادمون عبود الذي أوضح: “أجرينا مفاوضات كوزارة صحة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، كونها من يؤمّن اللقاحات للبنان. لكنها لم تستطع الحصول على اللقاح جراء الطلب العالمي الكبير. فتواصلنا مع وكيلي اللقاح في لبنان شركتي “مرساكو” Mersaco و”ايبو”  UPO اللتين تستوردان 250 الف لقاح. فتمكنت “ميرساكو” بجهود وزارة الصحة والوزير حمد من تأمين 300 الف لقاح إضافي عن الكميات التي يتم استقدامها سنوياً. لقد نجحنا برفع مجموع اللقاحات التي سيستفيد منها الشعب اللبناني الى 550 الفاً”.

وعن مدى توفر مصادر لتمويل كلفة هذه اللقاحات، يشير عبود الى أن “البحث جار الآن لسبيل دفع ثمن هذه الكمية إما من قرض البنك الدولي أو من التمويل الموجود لدى “اليونيسف” لمصلحة وزارة الصحة اللبنانية”.

أضاف: “بما أن اللقاحات المرتقبة لا تكفي كل الشعب اللبناني، فالأولوية في اعطائهم هي للاشخاص الذين لديهم ضعف مناعة او مخاطر صحية أو كبار السن او للعاملين بالقطاع الصحي”.

اما عن هاجس الناس الفاقدة للثقة بكل منظومة الدولة بشأن كيفية توزيع عدل للقاح المجاني على مستحقيه بعيداً عن المحسوبيات، يقول: “سوف يوزع على كل المناطق اللبنانية بالتساوي عن طريق أطباء القضاء و تحت إشراف مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة”.

رداً على سؤال، يجيب: “طعم الانفلونزا للوقاية من انفازنزا A  ( خصوصا H1N1) و انفلونزا B، للأننا متخوفون في فصل الخريف والشتاء من تزامن موسم الانفلونزا مع الكورونا. لذا بانتظار أن يصبح لقاح الكورونا متوفراً نسعى عبر لقاح الانفاونزا أن نخفف من المضاعفات والاشتراكات التي قد تحصل عند  فئات الناس التي ذكرتها اعلاه”.

منعاً لأي التباس، يشدد عبود أن لقاح الانفلونزا يحمي فقط ضد الانفلونزا ولا فعلية له للتحصين ضد الكورونا.

وعن الخطوات الوقائية الاستباقية قبل انطلاق موسم الانفلونز في ظل جائحة كورونا، يشرح عبود: “وزارة الصحة تنصح المؤسسات الصحية العاملة سواء مراكز الرعاية الصحية الاولية أو المستشفيات الخاصة والحكومية أن يكون لديها عيادات مخصصة حصراً للمرضى الذين يأتون اليها حاملين عوارض رشح او حرارة. على أن تكون هذه العيادات منفصلة عن اقسام المستشفى ويجري فيها فحص الكورونا والانفلونزا، وبناء على النتائج يتقرر من هي حالة المريض”.

لكن مصادر ملمّة بالقطاع الصحي وتحديداً الدوائي، اعتبرت أنّه “بغض النظر عن حُسن نيّة حَسن او “شعبويته”، لكن إعلانه العمل على تأمين لقاحات الانفلوزا لكل اللبنانيين اوقعه في مطبات، لأنه من المفروض ان يعلم ان حجز اللقاحات يتم قبل سنة من استيرادها ولا “ستوك” كافٍ مع إرتفاع الطلب العالمي قبل اشهر من طرح حسن. لذا كان الاجدى به التريّث بإعلان مساعيه وانتظار النتائج لإعلانها”.
كما اشارت مصادر من داخل “ميرساكو” أن “الشركة وفّرت الـ 300 الف لقاح ولكنها بإنتظار مبادرة وزارة الصحة للاسراع بتأمين ما هو مطلوب منها”.

أسباب تأخر وصول اللقاح المدعوم

إن لقاح الانفلونزا مدعوم مثل اي دواء، اللهم إن لم يرفع الدعم في الاشهر المقبلة جراء اشتدّاد الانهيار المالي والاقتصادي، والسعر منشورة على موقع وزارة الصحة:

اسم اللقاح الشركة الوكيلة السعر
VaxigripTetra UPO 21014 ليرة لبنانية
Influvac Mersaco 12115 ليرة لبنانية

 

 

“احوال” تواصلت مع الشركتين المستوردتين، فتمنعت شركة Mersaco عن اعطاء أي معلومة عن سبب تأخر وصول شحنة اللقحات أو عن الكمية التي ستستقدمها هذا العام والتي تشكل هاجساً لدى المواطنين.

أما شركة UPO فكشفت لـ”أحوال” انها “لم تعلم حتى الأن عن الكمية التي سيوفرها لها المصنّع”. كما أشارت الى أن “ثمة تأخير مقارنة بالاعوام الماضية حيث تتوقع وصول اللقحات في نهاية تشرين الاول عوض أيلول، لأن حجم السوق اللبناني صغير مفارنة بالاسواق الاخرى التي تعطى الاولوية لها. كما أن الطلب على اللقاحات ازداد هذا العام ربما عشرة اضعاف بسبب جائحة كورونا”.

وفق المؤشرات الواردة اعلاه، منسوب القلق والذعر سيرتفع في ظل تأخر لقاحات الانفلونزا وعدم إمكان توفيرها لكل اللبنانيين مع تزايد تفشي جائحة كورونا وتقارب العوارض بينهما، فعسى أن تكون الانفلونزا خفيفة وقليلة التفشي هذا العام.

جورج العاقوري

جورج العاقوري

صحافي ومعّد برامج سياسية ونشرات اخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى