انتخابات

دائرة الشّمال الثالثة: نواة لائحة رابعة تخلط الأوراق

يُشير معظم الحَراك السّياسي والإنتخابي الذي تشهده دائرة الشّمال الثالثة، والتي تضم أقضية زغرتا والكورة والبترون وبشرّي، إلى أنّ ثمّة تحضيرات جدّية تجري على قدم وساق لتشكيل لائحة ستُنافس اللوائح الرئيسية الثلاث في هذه الدائرة، والتي حصدت في دورة انتخابات العام 2018 المقاعد العشرة فيها.

فقد كشفت مصادر مطلعة لـ”أحوال” عن “نواة لائحة يجري العمل على تشكيلها في هذه الدائرة، وأنّ هناك مشاورات تجري بين أعضائها مباشرة أو بشكل غير مباشر، وأنّ هذه النواة مكوّنة من سياسيين وشخصيات تمثّل قوى المجتمع المدني، وقد جرى تأمين دعم مالي لها من متموّلين لبنانيين يقيمون في الخارج”.

وأشارت المصادر إلى أنّ “هذه النواة مكوّنة مبدئياً من النّائب المستقيل ميشال معوض والنائب السّابق جواد بولس في زغرتا، بول سالم في الكورة، مجد بطرس حرب في البترون، وأنّ محاولات تجري لضم مرشحين آخرين إليها، أبرزهم نبيل فريد مكاري في الكورة ووليم جبران طوق في بشرّي، بهدف السعي إلى زيادة حاصلها الإنتخابي، لكن الأمور لم تُحسم بعد”.

ولفتت المصادر إلى أنّ “هذه اللائحة تستطيع تأمين حاصل إنتخابي في هذه الدائرة، عبر معوّض الذي حصل في دورة إنتخابات 2018 على 8571 صوتاً تفضيلياً في زغرتا، لكنّها تطمع في تأمين حاصل إنتخابي ثانٍ، مستفيدة من تراجع شعبية “التيّار الوطني الحرّ” في هذه الدائرة، بعد خسارته معوّض الذي كان متحالفاً معه في الدورة السّابقة، وخسارته أيضاً أصوات النّاخبين السنّة فيها بسبب الخلاف الناشب بين التيّار والرئيس سعد الحريري الذي له “مونة” كبيرة على قسم واسع من النّاخبين السنّة في هذه الدائرة، والذين بلغوا في دورة الإنتخابات الماضية 23011 ناخب على لوائح الشطب، إقترع منهم 10292″.

واستناداً إلى أرقام إنتخابات دورة 2018، في دائرة مكوّنة من 10 نوّاب موزّعين مناطقياً بين زغرتا (3 نوّاب موارنة) والكورة (3 نوّاب أرثوذكس) والبترون (نائبان مارونيان) وبشرّي (نائبان مارونيان)، فإنّ حواصل القوى السّياسية فيها موزّعة على الشّكل التالي:

تيّار المردة والحزب السّوري القومي الإجتماعي وحلفائهما: 4 حواصل
-القوّات اللبنانية: 3 حواصل
-التيّار الوطني الحرّ + معوّض: 3 حواصل

لكن افتراق التيّار عن معوّض قلّص حصته إلى حاصل واحد، ما يعني أنّ الحاصل الثاني المتمثّل في مقعد النّائب جورج عطاالله في الكورة، باعتبار أنّ مقعد النّائب جبران باسيل في البترون سيكون محسوماً بنسبة كبيرة، سوف يكون محور التنافس الإنتخابي بين هذه التيّارات والقوى السّياسية.

غير أنّ الحواصل الإنتخابية السّابقة ليست ثابتة، ولا يتوقع لها أن تبقى كما هي في دورة الإنتخابات المقبلة، إذ أنّ التحالفات التي ستُعقد بين الأحزاب والتيّارات والقوى والشّخصيات السّياسية في عملية تشكيل اللوائح، هي التي سترسم إلى حدّ بعيد معالم ونتائج الإنتخابات المقبلة في هذه الدائرة.

فالتيّار الوطني الحرّ إذا لم يستطع تأمين بديل عن معوّض وأصوات النّاخبين السنّة الذين طلب منهم الحريري التصويت لـ”صديقه” جبران باسيل، قبل أربع سنوات، فإنه لن يتجاوز الحاصل الواحد؛ كما أن معوّض إذا لم يقدر على تشكيل لائحة مع حلفاء أقوياء ولهم حيثيتهم الشّعبية في هذه الدائرة، فإنّ مقعده النّيابي سيصبح مهدّداً.

أما القوّات اللبنانية ففي حال خسرت تحالفها الذي أرسته قبل 4 سنوات مع حزب الكتائب ومع شخصيات وازنة، فإنّ حاصلها الثالث سيكون بدوره مهدّداً؛ وتيّار المردة والحزب السّوري القومي الإجتماعي في حال لم يجدّدا تحالفهما مع بطرس حرب أو نجله، ومع وليم طوق، فإنّ حاصلهما الرابع قد يخسرانه، علماً أنّ أمامهما فرصة لزيادة حواصلهما إلى خمسة إذا بقي التحالف الذي نشأ بينهم بدورة 2018 قائماً، مع احتمال كبير في استمالة أصوات النّاخبين السنّة المحسوبين على تيّار المستقبل بعد تقاربهم معه مؤخراً.

وجهة النّظر هذه يؤيّدها الخبير في الشّؤون الإنتخابية، د. إيليا إيليا، الذي أوضح لـ”أحوال” أنّ “الحواصل الإنتخابية للأحزاب والتيّارات السّياسية ما تزال على حالها، حسب دراسة أكاديمية أجريت للواقع الإنتخابي بعد حَراك 17 تشرين الأوّل 2019، والتراجع في شعبيتها كان نسبياً، لأنّ عملية الإقتراع في لبنان ما تزال قائمة على العصبيات الطائفية والمذهبية والمناطقية والشخصية، ولم تصل بعد إلى مرحلة العمل الديمقراطي كما هو الحال في بقية دول العالم، علماً أنّ التجارب السابقة علّمتنا أنّه لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر في بلد تعدّدي مثل لبنان”.

وحول إذا ما كانت نتائج الإنتخابات المقبلة ستكون مشابهة لانتخابات دورة العام 2018، أكد إيليا أنّ “الكلّ يدرس حسابات الربح والخسارة قبل نسج أي تحالف إنتخابي مع الآخرين”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى