منوعات
أخر الأخبار

حادث البداوي ليس بريئًا… هل نحن أمام مسلسل إرهابي جديد؟؟

مسلسل الخلايا الإرهابية النائمة والنشطة في آن معا، عادت إلى المشهد اللّبناني من جديد، فبعد جريمة كفتون التي أدّت إلى استشهاد ثلاثة من أبنائها، وثبوت ضلوع خلية إرهابية يتزعمها خالد التلاوي بالجريمة، مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية استنفرت منذ تلك اللّحظة لكشف الملابسات واعتقال كل من تورط بها.
روى مصدر أمني لـ “أحوال” تفاصيل العملية وأكد أن قيادة المخابرات في الجيش اللّبناني ومنذ لحظة الجريمة سعت لإلقاء القبض على زعيم المجموعة واسمه خالد التلاوي لكنها عجزت عن تحديد مكانه، إلا أنّها وصلت إلى الإرهابي عبد الرزاق الرز المزود اللوجيستي للتلاوي، والذي يقطن في محلة جبل البداوي في الأمنية.
توجهت دورية لمخابرات الجيش مؤلفة من خمسة عناصر إلى المبنى الذي يقطن فيه الرز ، وعند وصولها وجدته عند مدخل المبنى ، العناصر الأربعة ترجلوا من السيارة وألقوا القبض عليه فيما بقي الخامس داخل السيارة.
وبحسب المصدر الأمني فإن العناصر اقتادت الرز إلى شقته وأثناء صعودهم تفاجأوا بوابل من الرصاص وقنبلتين يدويتين تم رميهما على العناصر ما أدّى لاستشهاد ثلاثة منهم وأصيب الرابع بجروح بالغة وما لبث أن فارق الحياة.
ويقول المصدر إن عنصرين من الخلية الإرهابية كانا في بيت الرز ومن بينهما زعيم المجموعة المطلوب الأوّل خالد التلاوي.
ويؤكد المصدر أن الإرهابيين الثلاثة فرّوا من المبنى وألقوا قنبلة يدوية على العسكري الخامس، الذي انتظر في السيارة، فأصيب بجروح.

وغادر الإرهابيون المنطقة بسيارة تاكسي، وبعد وصولهم لمنطقة عشاش رفضوا الإمتثال لأوامر حاجز للجيش ما دفع بعناصر الحاجز إلى رمي العوائق الشائكة أمام عجلات السيارة ما أدى إلى ثقب الإطارات وتوقفها بعد أربعمئة متر، فما لبث أن لاذ الإرهابيون بالفرار نحو الأحراج المجاورة فحصل تبادل لإطلاق نار مع عناصر الحاجز أدى لمقتل الإرهابي خالد التلاوي فيما ألق الجيش القبض في وقت لاحق على عبد الرزاق الرز في منطقة حرجية في بلدة رشعين.
المصدر الأمني أشار أيضا إلى أن زوجة الرز زعمت أنها لم تكن تعلم بوجود التلاوي والإرهابي الثاني في منزلها تحت حجة أن الغرفة التي كانا فيها لا يدخلها احد.
مصدر عسكري آخر أكد لـ “أحوال” أنّ الذي حصل ليس بريئًا والمرحلة القادمة صعبة جدًا لأنّ الوضع الأمني مرتبط بأوضاع داخلية وخارجية وحذّر من أن تصل الأمور إلى الاغتيالات داعيًا كل القوى الأمنية والعسكرية إلى الحذر الشديد.
ولفت المصدر إلى أنّ من يقوم بمثله هذه العمليات الإرهابية يستغل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة لتنفيذ أجندته وربما سيعود لمثل هذه الأعمال في القريب العاجل.

وحول سؤاله عن عملية طرابلس واستشهاد عناصر الجيش أشار المصدر العسكري إلى أن قيادة الجيش أدرى بعناصرها وجهوزيتهم وخبرتهم ولكن في الكثير من الأحيان تتغيّر المعطيات وطبيعة الأرض خصوصًا إذا كان المطلوبُ مُلاحقًا، فإنه يغيّر ساحته الجغرافية وأماكن تواجده والظروف المحيطة به لضمان سلامته، معتبرًا أنّ مثل هذه الحالات تحصل دائمًا وأحيانًا يكون الإرهابي أخطر بكثير ويتم القبض عليه من دون حتى إطلاق نار.

المصدر العسكري لفت إلى إمكانية وجود عناصر أكثر من هؤلاء المطلوبين من مجموعة التلاوي، وهذا ما ستبينه التحقيقات حسب تعبيره .

مقتل الإرهابي خالد التلاوي سيفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الخلايا الموجودة والتي قد تكون مرتبطة بأطراف خارجية والتي يمكن أن يكون لها أهدافًا على الساحة اللّبنانية بغية زعزعة الاستقرار ، هذه الأسئلة سيجيب عنها الإرهابي عبد الرزاق الرز خلال التحقيقات مع قيادة المخابرات، كي يكتمل المشهد.

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى