منوعات

لبنان يحصد ست ميداليّات ذهبيّة في معرض المخترعين في المغرب

رغم كل الأزمات المتلاحقة، وانشغال اللّبنانيين بالمحروقات والكهرباء والصراع من أجل البقاء في هذا الوطن، إلّا أن أبناءه وطلابه ومخترعيه لا زالوا رغم كل شيء، حاضرون في المحافل العلمية الدوليّة من أجل حصد الإنجازات وتسجيلها باسم لبنان، وآخرها ست ميداليات ذهبيّة وست شهادات امتياز للفرق اللّبنانية المشاركة في أسبوع الابتكارات الذي أقيم في المغرب.

المعرض السنوي نظّمته جمعية المخترعين المغربيين، وهم أعضاء أيضًا في جمعية (إيفيا) للمخترعين العالميين. شارك لبنان في ستة مشاريع، ولأوّل مرّة حصلت المشاريع المقبولة جميعها بميداليات ذهبيّة، وفق ما أكّد الدكتور موسى سويدان المتخصص في علوم التكنولوجيا والروبوت في حديث لـ “أحوال”، لافتًا إلى أنّ هناك مشاركات من مختلف قارّات العالم في هذه المسابقة، وقبول المشاريع اللبنانية هو أمر مهم جدًا، والأهم أنّها أخذت ميداليات ذهبيّة، وهذا إنجاز كبير جدًّا للبنان.

بالسنبة لنا، قدّم طلاب من جامعة العائلة المقدسة في البترون وهم طلابي الذين يعملون على الروبوت التعليمي، وهدفهم تنفيذ مشاريع تربوية من خلال الإلكترونيات والشيفرات، وكانت المشاريع كلّها حول فايروس كوفيد 19، وهناك  طالبات صنعن لعبة تربوية تعريفية بكورونا، وأخريات صنعن مجسمات تعمل على اللّمس وتعلّم الناس ما يجب اتّباعه لعدم انتقال الفايروس، بالإضافة إلى مشروع عبارة عن مجسم لمسرح يحاكي المؤتمرات وكيف تُعقد في ظل الفايروس وما يجب اتباعه خلال انعقادها، بنفس الوقت المهندس محمد اسماعيل قدم مشروعه وهو عبارة عن آلة توضع في غرف المرضى، وبعد خروجهم منها تدخل لتعقّمها بالأشعة ما فوق البنفسجية، ومجرّد أن يدخل شخص تتوقف عن العمل، وهي استكمال لمشروعه المشابه  في المصاعد، حيث اخترع آلة تعقيم بالأشعة ما فوق البنفسجية للمصاعد عندما تكون خالية ، ومجرد أن يفتح باب المصعد للناس تتوقف، وفق ما أشار إليه سويدان.

ولفت سويدان إلى أن الجمعية اللبنانية للمبتكرين هي التي أمّنت التواصل مع الجمعية المغربية للمخترعين، وأمّنت عرضًا بعدم دفع الرسوم للفرق اللبنانيية المشاركة ، مشيرًا إلى أن هناك عشرات المشاريع والاختراعات قُدِّمت من طلاب ومخترعين لبنانيين، وقُبلت في العديد من المحافل العلميّة العربيّة والدوليّة، وسنسمع عنها في الأيام القليلة المقبلة.

لا أحد تكلم معنا لا في هذه المشاريع ولا في المشاريع السابقة، لا من وزارة الصناعة ولا من أي وزارة، هذه المشاريع يمكن أن تتبناها الدولة وتصنعها وتبيعها كإنجاز وصناعة لبنانية، غدًا يأتي أحدهم في الخارج ويسرق هذه الاختراعات ويبعها لكل دول العالم، ويأتي لبنان ويشتريها من هذه الشركات، وهي بالأساس مشروع لبناني، ونحن نقوم بتسجيل براءات الاختراع في لبنان، ولكن لا أحد يسأل، التفاتة الدولة هي أن يأتي الوزير أو المسؤول ليلتقط الصور التذكارية مع المخترعين، ويوعدهم بأنهم سيكونوا ضمن لجان متخصصة، ومن بعدها لا يحدث أي شيء، وتنتهي القصة هنا، وفق ما أكّد سويدان.

ميداليات بالجملة حصدها لبنان عبر مخترعيه وطلابّه، في تحدٍّ واضح للوضع المتأزّم الذي يعيشه المواطنون، فأصحاب الإنجاز أكملوا مهمّتهم على أكمل وجه، أما الدولة فعليها واجب  حفظهم والاستفادة من إنجازاتهم، حتى لا تصبح هذه الإنجازات مجرّد خبرٍ عابرٍ أو صور تذكارية تأكلها الأيام.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى