مجتمع
أخر الأخبار

طريق ضهر البيدر غير صالح حتّى للدواب

طريق الموت، هكذا يصف المواطنون وخصوصاً البقاعيون طريق ضهر البيدر الدّولي الذي يعد الشريان الحيوي بين بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، وهو الطريق الأساسي لعبور البضائع والمنتجات من وإلى سوريا والبلدان العربية، إلّا أن هذا الطريق وعلى الرغم من أهميته الاستراتيجية يعاني منذ زمن بعيد من إهمال الدولة المتمادي.

يفتقد الطريق إلى أدنى معايير السلامة العامة، لا أعمدة إنارة ولا تحديد للطريق بالألوان ولا إشارات سير ولا لوحات لتحديد السرعة والاتجاهات، الحفر المنتشرة أشبه بالخنادق، وما يزيد خطورة الطريق هو الضباب الذي يغطيها خصوصًا في فصل الشتاء، كلّ هذا أدّى إلى حوادث سير مأساوية أدّت لقضاء العشرات من المواطنين والسالكين في حوادث سير. أصوات كثيرة علت، وتحركات شعبية عديدة ذكرت الدولة بإهمالها لكن ما من مجيب .

النائب عن المنطقة، عضو تكتل الجمهورية القوية سيزار معلوف وفي حديث خاص لـ “أحوال” أكّد أنّ طريق ضهر البيدر لا يصلح لعبور الماشية ولا الدواب كدليل على سوء حال الطريق.

وإذ قارب معلوف بين خطورة طريق ضهر البيدر وانفجار المرفأ، قال: “هناك كارثتان في لبنان لا يمكن نسيانهما الأولى انفجار المرفأ والثانية طريق ضهر البيدر الدّولي، فكلّ أسبوع يسقط عدد من الضحايا على هذا الطريق نتيجة إهمال الدولة” .

حادث على طريق ضهر البيدر

معلوف سأل أين تذهب أموال الميكانيك ؟ فالمواطن البقاعي يدفع رسوم الميكانيك ومن واجب الدولة أن تقوم بإصلاح كل الطرقات، معتبرًا أن البقاع ليس جزيرة وإنما جزء أساسي من لبنان .

وعن مشروع النفق الذي أقرّه مجلس النواب والذي يربط البقاع ببيروت، أكد معلوف أن النفق مشروع حيوي وضروري جدا لكن وبسبب تعثر الدولة خصوصا عندما امتنعت عن دفع اليورو بوند فإن أحدًا من الدول لم يقبل أن يلتزم المشروع حتى الآن على الرغم من المفاوضات التي أجريت مع عدد منها، وقال: حتى لو أقيم النفق، لن يتم التخلي عن هذا الطريق الحيوي وعلى الدولة إصلاحه فورًا.

بدوره رئيس جمعية الياسا للسلامة المرورية في لبنان  (YASA) المحامي زياد عقل أكد لـ “أحوال” أن طريق ضهر البيدر خطر جدًا، وبحاجة إلى صيانة ولا يمكن الاستمرار في إهمال الطريق، داعيًا إلى اكمال الفواصل  التي وضعت والتي تساهم إلى حدّ كبير في منع التجاوزات بين المسلكين ومشددا على أهمية التزام الشاحنات بالدوام المحدد لها والتزام المواطنين بالمسؤولية أثناء القيادة.

طريق ضهر البيدر ليس الوحيد الذي يعاني من الإهمال واللّامبالاة، فمعظم الطرقات والأوتوسترادات اللّبنانية تفتقر للحد الأدنى من السلامة وبالتالي يرتفع عدد الضحايا أسبوعيا في لبنان، على أمل أن تلقى هذه الصرخة آذانا صاغية لدى وزارة الأشغال والمعنيين، كي لا يستمر عدّاد الضحايا في تسجيل أرقام جديدة من أبنائنا.

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى