منوعات

بنت جبيل تتجه للطاقة البديلة: لدينا الشمس والهواء

في ظل الانقطاع المستمرّ للكهرباء، وارتفاع بدلات اشتراكات المولدات الخاصة، تحوّلت أنظار الأهالي الى الطاقة البديلة، فبدأ العشرات من المواطنين البحث عن سبل تأمين الطاقة الهوائية أو الطاقة الشمسية، بأسعار ممكنة ومدروسة.
وكانت تجارب العديد من المواطنين ملجأ للكثيرين للاستفسار عن جدوى هذه التجارب ومدى امكانية نجاحها على المدى البعيد، في جنوب لبنان، وخلال السنوات العشر الأخيرة لجأ العشرات من الميسورين الى استخدام الطاقة البديلة في منازلهم، غالب عاشور ابن بلدة شقراء ( قضاء بنت جبيل) كان من أوائل الجنوبيين الذين عملوا على شراء التوربينات الهوائية واستخدامها في توليد الطاقة الكهربائية.


يبيّن عاشور أن ” هذه التجربة هي من أنجح التجارب التي يمكن للمواطن اللجوء اليها لتأمين الاكتفاء الذاتي من الكهرباء، لأن كلفة شراء التوربينات مع البطاريات اللاّزمة لها مقبولة نسبياً، وقد لا يحتاج منزل واحد الى دفع أكثر من 4 آلاف دولار أميركي، للحصول على الطاقة الكهربائية”، لكن عاشور يؤكد أن ” التوربينات الهوائية لا تكفي وحدها، بل يجب شراء ألواح المرايا الخاصة لتوليد الطاقة الشمسية، فالتجارب أثبتت أن استخدام التوربينات مع ألواح المرايا، هو البديل الأكثر نجاحاً” .
يدّعم عاشور فكرته بأن ” طقس لبنان يسمح باستخدام التوربينات في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن الاستقادة منها في فصلي الربيع والصيف ولكن بشكل جزئي، لذلك فإن وجود الطاقة الشمسية هي متمم لهذا النقص”.
فكرة الطاقة البديلة مأخوذة من الصين، من خلال التجّار الجنوبيين الذين وجدوا قراهم وبلداتهم أكثر حاجة لهذه الخدمة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمرّ، وقد عمد أحد مغتربي بلدة حاريص الى الاستفادة من هذه التجربة، واستطاع أن يؤمن الكهرباء بشكل دائم الى منزله، والأمر نفسه قام به مواطنون من بلدة يارون.
التوربينات الهوائية هي عبارة عن مولّد كهربائي يعمل عبر مروحة كبيرة مرفوعة على عامود حديدي ضخم ومجهزّة بكوابح للتخفيف من سرعة دورانها، تؤمن الطاقة من خلال تشريج بطاريات كبيرة توفر الكهرباء عبرها الى المنازل. وفي حال توقف الهواء نهائياً، وهو أمر نادر في المناطق الجنوبية فان البطاريات المشرّجة تستطيع تأمين الكهرباء لأكثر من 12 ساعة متواصلة.


لا تزيد كلفة المولّد الواحد الذي يؤمن الكهرباء بقوّة 15 أمبير على 4000 دولار أميركي مع كفالة لمدّة عامين، وهي تكفي حاجة المنزل”، يعتبر عاشور أن ” بعض الأهالي قد يجدون الثمن باهضاً جداً، لكنهم سيدفعون هذا المبلغ لمرّة واحدة فقط، وأكثر من سيلجأون الى شراء هذه المولدات هم أصحاب المعامل والمزارع النائية التي لا تصل امدادات الكهرباء اليها، وكذلك الأغنياء الذين لا ترهقهم هذه المبالغ”.
يذكر أن الهيئة الإيرانية لاعادة اعمار الجنوب كانت قد أجرت دراسة ميدانية أكدت من خلالها أن جميع المناطق الجنوبية صالحة لاستخدام الطاقة الهوائية ، وولغلية عمدت الى تأمين خمسة مولدات عاملة على الطاقة الهوائية الى بلدة مارون الرّاس، لإنارة الحديقة العامة التي قامت بانشائها على الحدود مع فلسطين المحتلّة مقابل مستعمرة ” أفيفيم”.
ويعتبر عاشور أن التجارب الفردية في استخدام هذا النوع من المولدّات في كل من حاريص ويارون والنبطية أثبتت نجاحها. واليوم تحاول بلدية بنت جبيل العمل بشكل جدي على توليد الطاقة النظيفة عبر التوربينات الهوائية، بعد أن اتخذت قراراً باجراء الدراسات اللاّزمة لذلك.

وبحسب رئيس البلدية عفيف بزي، فان تجارب الخبراء السوريين في مدينة حمص أثبتت نجاها بشكل كبير، لذلك نعمل على التواصل مع شركة سورية في مدينة حمص تعمل على صناعة التوربينات الهوائية”، كما يعمل اتحاد بلديات جبل عامل من خلال التواصل مع ثلاث شركات متخصصة لتأمين الطاقة الكهربائية من مضخات المياه الموجود في نهر الليطاني، كذلك قدمت عدة بلديات طلبات دعم من الجهات المانحة لتأمين الطاقة الشمسية لضخّ المياه من الآبار الأرتوازية الى المنازل. وكانت منظمة المدن الخضراء بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي واتحاد بلديات جبل عامل قد لجأت الى تأمين الطاقة الشمسية لبلدة قبريخا ( قضاء مرجعيون)، وتم تأمين جزء كبير من الطاقة المجانية التي يستفاد منها اليوم لانارة المنازل بشكل جزئي اضافة الى تشغيل البئر الارتوازي في البلدة.كذلك وقبل خمس سنوات لجأت القوات الإيطالية في اليونيفيل الى تأمين أجهزة الإنارة للطرقات العامة في بلدة الناقورة، وهي أجهزة حديثة ومزودة بأحدث التقنيات التي تعمل على الطاقة الشمسية. وقدرت كلفة المشروع بحوالي 23 ألف يورو ” بهدف خلق شبكة إنارة مؤلفة من خمسة عشر وحدة موزعة، وبالتنسيق التام مع بلدية الناقورة على مناطق حساسة من البلدة، وبالأخص على التقاطعات والمنعطفات الخطرة والمطبات”.

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى