رياضة

أوساكا تقتحم عالم “الكرة الصفراء” بسرعة الصاروخ

عرفت لاعبة التنس اليابانية “ناومي أوساكا” طعم الانتصار الحقيقي للمرة الأولى عام 2018 عندما هزمت قدوتها “سيرينا ويليامس” في نهائي دورة “فلاشينغ ميدوز”، وانتزعت لقبًا أطلقها إلى المجد.

وبالأمس، عادت ناومي لتنتزع اللقب الثاني على حساب البيلاروسية “فيكتوريا ازارينكا” التي هزمت سيرينا، وكانت ناومي تمني النفس بملاقاتها مجددًا، أي ويليامس، وهي التي قالت فيها: “سيرينا الرائعة، أرغب في اللعب أمامها والفوز عليها.. إذ يكفي أنها سيرينا”.

وعندما كانت أوساكا لا تزال صغيرة، تتذكر أنها ذات يوم أخذت ورقة وقلم وقامت برسم ويليامس واحتفظت بهذه الرسمة علّها يومًا تصبح لاعبة تنس مشهورة، إلا أن الحلم تحقّق رويدًا رويدًا لهذه النجمة القادمة بقوة إلى عالم “الكرة الصفراء”.
وجاء الفوز باللقب الثاني للمصنّفة الرابعة في البطولة والتاسعة عالميًا، منقوصًا هذه المرة أمام مدرّجات فارغة في نيويورك بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.

ودخلت أوساكا الملعب قبل المباراة مرتدية كمّامة طبّية تحمل اسم “تامير رايس”، وهو صبي أميركي من أصول أفريقية كان يبلغ من العمر 12 عامًا عندما قُتل برصاص شرطي أبيض في كليفلاند بولاية أوهايو منذ ست سنوات.

وقد أشادت وسائل الاعلام اليابانية بفوز ناومي أوساكا بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة “فلاشينغ ميدو”، ورحّبوا بحملتها لدعم ضحايا العنصرية وضد وحشية الشرطة الأميركية. وقطعت قناة “ان اتش كاي” برنامجها الإخباري لبث خبر عاجل عن فوز أوساكا باللقب بعد انتصارها على البيلاروسية.

من جهتها، اعتبرت صحيفة “نيكان سبورتس” ان أوساكا حققت انجازًا بالفوز بلقب ثالث قياسي في بطولات “الغراند سلام” الفردية كلاعبة آسيوية. وأصبحت أوساكا أصغر لاعبة يصبح في رصيدها ثلاث بطولات كبرى بعد الروسية “ماريا شارابوفا” عام 2008؛ وهي ألقاب “فلاشينغ ميدوز” مرتين في عامَي 2018 و2020، وأستراليا المفتوحة عام 2019، أي بمعدل لقب كل عام.
الجدير بالذكر أن أوساكا وُلدت في 16 تشرين الأول/أكتوبر عام 1997 من أم يابانية وأب هايتي، وهي تحمل جنسيتين مزدوجتين، اليابانية والأميركية، ما جعل بشرتها مميزة اللون بين اليابانيين المعروفين أنهم من العرق الأصفر. ومنذ نعومتها قام والدها بتسجيلها في أكاديمية خاصة للتنس، وقد عشقت هذه الرياضة وسرعان ما انسجمت مع مدربيها الذين رأوا فيها موهبة قادمة إلى الملاعب.

أوساكا أعلنت صراحة أنها لا تولي أهمية للرياضة على حساب حياتها العاطفية أو الارتباط وانجاب الأولاد في الوقت الحالي، وهي تستمتع بالعيش في الولايات المتحدة وتطمح إلى مزيد من الألقاب لتسطر إسم بلدها اليابان على الخارطة العالمية بقوة، كما عُرف دومًا عن اليابانيين تفانيهم في حب وطنهم على طريقة “الساموراي” الذي يضحّي بنفسه في سبيل إعلاء راية الشمس.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى