منوعات

هل تنجح “أميركا” بتشكيل الحكومة اللبنانية؟

يبدو أنّ القوى السياسية الداخلية التي تلعب لعبة “عض الأصابع” لم تتعلم من تجارب الماضي، فهي حتى الساعة لا تزال تحاول تحقيق مكاسب سياسية في الحكومة التي يُقال أنّها ستكون أهم حكومة منذ العام 2005، خاصة أنّ مسار الاستحقاقات المقبلة، الانتخابية على وجه الخصوص، لا يبدو واضحاً بعد، ولكن هذه المرّة دخل الأميركي على خط الحكومة بقوة.

تكشف مصادر سياسية متابعة عبر “أحوال” أنّ الإدارة الأميركية تضع اليوم كامل ثقلها لأجل الدفع نحو تشكيل الحكومة، بعد أن وجدت أنّ أفضل طريقة لمواجهة مساعي حزب الله هي بتشكيل الحكومة، مشيرة إلى أنّها المرّة الأولى منذ 17 تشرين أول 2019، تحاول أميركا لعب الدور الإيجابي في الملف اللّبناني، لا لأجل لبنان بل لأجل مصالحها، وهي ذهبت بعيداً هذه المرّة عبر السماح للبنان بزيارة سوريا “رسمياً” لأجل بحث مسألة استجرار الغاز من مصر.

ترى المصادر أنّ الأميركيين وجدوا أنّ الطريقة المناسبة لقطع الطريق على محاولات حزب الله كسر الحصار الاميركي هو بتشكيل حكومة تقوم هي بإيجاد بعض الحلول للأزمات التي يعيشها اللّبنانيون، خاصة بعد أن لمس الأميركيون تعاطفاً شعبياً كبيراً مع مساعي حزب الله جلب الفيول الإيراني على لبنان، وآخر هذا التعاطف كان الرسائل العكارية التي تطالب حزب الله بمد عكار بالمازوت لتخفيف “العتمة”.

لا يريد الأميركي إشعال المنطقة عسكرياً من خلال التصدي للبواخر الإيرانية بالقوة، خاصة بعد رسائل حزب الله الأخيرة التي تؤكد أمرين أساسيين، الأوّل هو أنّ الاعتداء على البواخر سيؤدي إلى ردّ عسكري حتمي وفوري، والثاني هو أنّ البواخر ليست حلّاً مستداماً إنّما هي لسد حاجة، وستتوقف عندما تنتفي الحاجة إليها، لذلك تلقّف الأميركي هذه الرسائل، ويسعى لسد الحاجة عبر الحكومة المقبلة.

لذلك فإنّ الأميركيين اليوم هم اللّاعب الدولي الأبرز الساعي لتشكيل الحكومة، وترى المصادر أنّ المساعي الأميركية ستنجح بالنهاية بالوصول إلى تشكيل الحكومة، فالعوائق الخارجية انتهت، والنقاط الداخلية العالقة تحتاج إلى مزيد من الضغط لأجل تذليلها، وهو ما بدأت الإدارة الاميركية بفعله وستستمر بالأيام المقبلة، إلّا إذا كان اللبنانيون غير آبهين إطلاقاً بمصير لبنان.

 

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى