ميديا وفنون

“أحوال” يكشف أسراراً عن جوليا بطرس بعد محاولة اغتيالها معنوياً

لم تتعرّض فنانة كما تعرّضت جوليا بطرس لمحاولة اغتيال معنوي، ونسف لتاريخها المقاوم، مع بروباغندا إعلاميّة مشبوهة، تصوّب عليها كبوق سلطة، وهي لم تكن يوماً إلا صوت الثورة، وظلّت أغانيها في الوجدان تحاكي قضيّة شعب مقاوم، ليس في لبنان فحسب بل في العالم العربي أيضاً.

منذ 17 تشرين تتعرّض جوليا لحملة اتهامات مغرضة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت منبراً للشتم الجماعي…

حملات يقودها سراً وعلناً بعض الصحافيين، الذين ينصّبون أنفسهم ناطقين باسم الثورة، كما حسابات وهمية تساهم في تأجيج الحملة ضد جوليا وكأنها المسؤولة عن خراب البلد.

وعند كل خضّة من الخضّات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، تعود الحملة لتنال من جوليا، من قبل من يريد جرّها إلى زواريب السّياسة الدّاخلية، وهي نأت بنفسها منذ زمن طويل عن الدّخول في نقاشات سياسيّة، كما أنّها نأت بنفسها عن مواقع التّواصل الاجتماعي، وقلّما تكتب رأياً أو تدلي بدولها بأي قضية.

بدأ الاتّهام عندما نزل قسم كبير من الشعب اللبناني إلى الشارع في تشرين من العام الماضي ولم تفعل جوليا، تساءل كثيرون “كيف أنّ من تغنّي وين الملايين”، و”يا ثوّار الأرض”، تخذل شعبها؟

كما هاجمها البعض بحجّة أنّها لم تقدم على مساعدة أبناء شعبها الذي يرزح أكثر من 40% منه تحت خط الفقر… لتعود الحملات وتتجدّد بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب الماضي، عندما قالوا “أين جوليا لم نسمع لها صوتاً أو تعليقاً”؟

لم تدافع جوليا عن نفسها، والتزمت الصمت، لكنّ محبوها فعلوا، فتاريخ جوليا أكبر من أن يمحوه تعليق حاقد، أو ردّ فعل من مواطن غاضب، أراد تنفيس غضبه في المكان الخطأ.

فقد سخّرت جوليا بطرس مسيرتها الفنية منذ انطلاقتها قبل أكثر من 30 سنة لخدمة قضايا الوطن والشعب.

هي لم تدخل مرّة في ترهات السياسة الداخلية اللبنانية ودهاليزها، ونأت بنفسها عن زواريب النقاشات والخلافات.

آمنت بقضية واحدة، قضيّة كبرى، لبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

فهي تعتبر أن هنا رأس الهرم والباقي تفاصيل. لذا لم تهاجم يوماً حزباً لبنانياً، أو تدخل مع طرف ضدّ طرف آخر.
سمعناها فقط تغني وتنشد لأجمل وأشرف الثورات في العالم، حاملة راية لبنان أولاً واخيراً، ما يضع مهاجميها في مأزق إثبات أنّها دخلت يوماً طرفاً في قضية محلية، وعندما ثار اللبنانيون ذات تشرين تراجعت وخذلتهم.

جوليا بطرس لم تغنّ يوماً لأشخاص، حتى أنها ورغم انتمائها وزوجها النائب الياس بو صعب إلى خط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لم تغنّ له، وقالت “أنا اغني للوطن فقط”، وكان ذلك رداً على سؤال من أحد الصحفيين بعد جلسة انتخاب عون رئيساً للجمهورية حيث كانت جوليا حاضرة داخل مجلس النواب.

تعمل جوليا بصمت، فقد ذكر معتقلون سابقون في معتقل الخيام، أنّ جوليا يوماً زارتهم بعد التحرير والتقت بهم واطّلعت على ظروف اعتقالهم، ثمّ غنّت “أحبائي” وقامت بجولة عربية، ذهب ريعها إلى عوائل شهداء حرب تموز.

وبصمت أيضاً، عملت جوليا بطرس وزوجها الوزير السابق الياس أبو صعب في أزمة كورونا، إذ أنّهما تكفلا باستجار المستشفى اللبناني الكندي الذي كان قد أقفل أبوابه قبل مدة للمساهمة في تخفيف أعباء القطاع الصحّي الذي يرزح تحت وطأة الوباء.

كما تكفّل الزوجان أيضاً بتسديد كامل العجز المادي لمدرسة راهبات القلبين الأقدسين في منطقة ضهور شوير، التي كانت مهددة بالإقفال بعد الأزمة المالية التي عصفت بلبنان.
حيث تم دفع كامل أجور المعلمين فيها وتسديد الأقساط المتأخرة عن الأهل المتعثرين. كل هذا حصل بعيداً عن الأضواء.

وفي عيد الميلاد الماضي، تبرّعا بأكثر من 60 مليون ليرة لتيليتون “سطوح بيروت” مع داليا داغر على شاشة “OTV “، ورفضا إعلان ذلك، وهذه معلومة نكشفها للمرة الأولى.

هذا عدا عن المساعدات التي تقوم بها جوليا دون أن يعرف أحد، وبعيداً عن أي صورة وبهرجة إعلامية.

ويأتي بعد هذا من يهاجم جوليا لأنّها لم تشتم سياسياً بعينه، في حين أنّ فنانين شتموا وتظاهروا، لكنّهم لم يقدّموا أي مساعدة تذكر، وكانت كل مواقفهم مجرّد استعراضات فارغة طمعاً بالمزيد من الشهرة والأضواء.

لا تحتاج جوليا إلى من يدافع عنها، فتاريخها ناصع البياض، لكن يحتاج البعض إلى تذكيرهم أنّ خلافاً في وجهات النّظر مع فنانة بحجم جوليا، لا ينسف مسيرة بنتها دون عثرات، بل يقوّض مصداقية من يغتالها معنوياً وينسف كل إنجازاتها لأنها لم تنزل مع جموع المتظاهرين ولم تشتم على “تويتر”.

رولا نصر

 

رولا نصر

صحافية لبنانية تعمل في المجال الفني والاجتماعي منذ 1997. حاورت اشهر النجوم العرب وشاركت في تغطية كبرى المهرجانات في مختلف العواصم العربية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. طيب لمذا لم تدعم الحراك الشعبي ومحاربة الفاسدين والفساد وتغني ولن اقول الثورة لان كلمة ومصطلح الثورة لا ينطبق على ما حدث ويحدث في لبنان من تحركات شعبية ضد جزء وقطاع واسع من النظام والدولة اللبنانية والطبقة المتحكمة والمتنفذة السؤال اعيد تكراره لمذا جوليا لم تدعم او تتناغم او تتبرأ من الفاسدين الذي زوجها احد من يتهم انه من اعوان ووزراء وحاشية الفاسدين والمفسدين في لبنان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى