صحة
أخر الأخبار

رئيس لجنة الصحة النيابية لـ “أحوال”: الأطباء يهاجرون ووضع الكورونا خطير جدًا

منذ أن أعلن لبنان اكتشاف اوّل حالة كورونا في الواحد والعشرين من شباط 2020، حتى استنفرت وزارة الصحة بكلّ امكانتاها، على الرغم من تواضعها، ومعها عدد لا بأس به من الجمعيات والهيئات الناشطة في المجال الطبي والاستشفائي والصحي، أُقيمت مراكز العزل، جُهّزت المستشفيات التي كانت تعاني نقصا في الأسرّة والتجهيزات، حتى غدت حكومة الرئيس حسان دياب فريقاً طبياً، كلّ شيء سار وفق الخطة المرسومة من وزارة الصحة وخلية الأزمة ومن خلفها الأجهزة الأمنية التي ساعدت في تطبيقها لوجستيًا إلى أن صنف لبنان من بين الدول المنتصرة على الفايروس في 5 أيار 2020.

حالة من الارتياح عاشها الشعب، صفّق الشعب والمجتمع المدني للطواقم الطبية التي عملت ليلاً نهاراً في مستشفيات ومراكز أشبه بمن يعمل بحقول الألغام من حيث الخطورة، الإعلام هلّل كثيرًا في حين بارك المسؤولون للجنود غير المجهولين، نتيجة هذا الارتياح جاءت بمفعول عكسي إذ انزلق الشعب إلى وادي اللّامبالاة والاستهتار، فعادت الجائحة لتشتد من جديد ومن نقطة الصفر، عاد الجنود إلى الواجه وكلّ الآمال معلّقة على خط الدفاع الأوّل في حربنا على الفايروس .
الكل انتبه للتجهيزات لأجهزة التنفس للأسرة والكمامات ومواد التعقيم، لكن أحدًا لم ينتبه للكادر البشري الذي لولاه لما عمل جهاز ولا عجّت مستشفى بمرضاها، من الذي وقف على حال هؤلاء الأطباء والممرضين والصيادلة والمخبريين المادية؟ من الذي سألهم كم هي مرتباتهم؟ وكم كنتم تتقاضون في ايام الرخاء التي كانت تعيشها البلاد؟؟ كم كان عددكم وهل كان كافياً؟؟؟
الجواب حتمًا سيكون لا نعلم، لأن آخر ما نفكر فيه في هذا البلد هو الإنسان وبناء الإنسان والمحافظة على حياته الكريمة، بدءاً من أزمة مستشفى الحكومي الجامعي التي كادت تصل إلى حد الإقفال بسبب غياب الدعم الحكومي عنها، إلى حملات طرد الموظفين والممرضين من عدد من المستشفيات أو حسم جزء من مرتباتهم الخجولة، كلّها خضات هزّت الجسم الطبي ودفعت بالكثير من الأطباء والممرضين والمخبَريين لطرق أبواب الهجرة وترك لبنان في أوج جائحة كورونا لتأمين لقمة عيش كريمة لهم ولعائلاتهم.
رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي أكد لـ “أحوال” أنّ الوضع صعب وخطر جدًا، لأنّ الطبيب أو الممرض يتلقى عروضاً بالدولار الأميريكي وبمبالغ مغرية خارج لبنان، الأمر الذي أدى إلى بدء مسلسل الهجرة وتفريغ المؤسسات الصحية من كوادرها.
وشدّد عراجي على أن معالجة هذه الأزمة تبدأ بضبط سعر الدولار واستقراره حتى لا يبقى الطبيب أو الممرض كما باقي الشعب، رهينة لعبة الدولار وافتقار الرواتب إلى قيمتها.
بدوره عضو لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية النيابية الدكتور فادي علامة حذر من هجرة الأطباء والممرضين وكل من يعمل في القطاع الصحي لأن النتيجة ستكون كارثية، عازيًا السبب إلى النقص أساساً في الكادر التمريضي وتدهور اللّيرة أمام الدولار، ما وضع الأطباء والممرّضين أمام أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، داعياً الدولة إلى دعم القطاع الصحي العام والخاص وتأمين سبل الحماية والوقاية للكوادر الطبية والتمريضية في أزمة COVID-19.

بالمحصلة، ليس فقط الجسم الطبي والتمريضي يعاني، فكل الأجسام أعياها التعب كما جسد الوطن، كلّ يفكر في طرق باب الهجرة علّه يظفر بشيء من الاحترام والعيش الكريم في بلاد الاغتراب..
وعليه إنّ دق ناقوس الخطر بات أضعف الإيمان، إذ لا يمكن لأي دولة أن تنتصر في أي حرب من دون جيش، ولا يمكن للجيش أن ينتصر إن لم يكن في صفوفه خط دفاع أول، وخط دفاعنا الأول اليوم في حربنا على كورونا هو الجسم الطبي والتمريضي، فإن تلاشى لن يبقى منا من يخبّر أو يبشّر.

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى