منوعات

“نكاية” بالحريري عارف ياسين “الشيعي الشيوعي” نقيباً ..

في المرحلة الأولى من انتخابات نقابة المهندسين التي جرت في شهر حزيران الماضي تعرّضت أحزاب السلطة للنكسة الأولى يوم جاءت النتائج صادمة لمرشحيها، والنكسة الثانية والأكبر جاءت أمس بعد نتائج معركة “النقيب”.
حاز مرشّح “النقابة تنتفض” الفائز بمركز نقيب المهندسين عارف ياسين على 5798 صوتاً من أصل 8842 صوتاً، ولكن العارفين بخبايا المعركة التي حصلت، وبعيداً عن العواطف والحماس، يؤكدون أن عارف ياسين حصل على أصوات “شيعة” محزبين، و”مسيحيين” محزّبين، إضافة للشيوعيين والجماعات المدنية.
لا يمكن التقليل من معاني النتائج في الإنتخابات النقابية هذه، ولكن لن نتحدث هنا عن مدى انعكاسها على الرأي العام الذي يُفترض أن يُشارك بالإنتخابات النيابية المقبلة، إنما سنحاول تفصيل النتائج المسجّلة في انتخابات النقيب أمس.
يُشير الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين إلى أن خلاصة النتائج المهمة أمس لم تكن فوز “الثورة” على “الأحزاب” بل خسارة تيار “المستقبل”، فهو الخاسر الأكبر من كل ما حصل، مشدداً عبر “أحوال” إلى أن المستقبل خسر مركز النقيب “السني” لمصلحة نقيب “شيعي”، ولو أن الاخير شيوعياً لا يعترف بمذهبه، بعد أن جرت العادة أن يصل المرشح الذي يسميه “المستقبل” بسهولة.
يرى شمس الدين أن رمزية ترشح الشيعي إلى منصب كان يضم على مدى سنوات “سنياً” و”مسيحياً” بالمداورة سيؤسس لمرحلة جديدة مستقبلاً، معتبراً أن رمزية هذا الترشيح جعلت عدداً لا بأس به من مهندسي حزب الله يصوتون لياسين.
بالنسبة إلى التيار الوطني الحر فلم يكن يعتبر المعركة معركته، يقول شمس الدين، فمركز النقيب هذه المرة كان للسنّة، وبالتالي لم يجد التيار فرصة أفضل من هذه لضرب الحريري ومرشحه باسم العويني، الذي وللمناسبة خسر عدداً كبيراً من أصوات “المستقبليين” أنفسهم الذين كانوا يرغبون بمرشح آخر، ولكن فُرض عليهم العويني من قبل رئيس تيار المستقبل.
صوّت “الوطني الحر” سرّاً لياسين “نكاية” بالحريري الذي لم يجد سوى “حركة أمل” إلى جانبه، مع الإشارة إلى أن الحركة كانت التنظيم السياسي الوحيد الذي خرق انتصارات “النقابة تنتفض” في مركزين، ولكن كل ذلك لم كافياً لحصول العويني على ما يجعله نقيباً.
يرى شمس الدين أن اختيار ياسين كمرشح “للنقابة تنتفض” كان ذكياً للغاية، رغم أن سمير طرابلسي كان يملك حظوظاً كبيرة لأن يكون هو المرشح، وبالتالي تمكن ياسين “الشيوعي” من الانتصار في معركة نقيب المهندسين.
من دلالات هذه النتائج، عودة الحزب الشيوعي إلى الساحة، فهذا الحزب الذي تمكّن من ترشيح وإيصال مرشح “شيعي” إلى منصب النقيب يثبت مرة بعد مرة أنه بحال كان قانون الإنتخاب مبنياً على لبنان دائرة واحدة، فإنه قادر على إيصال كتلة نيابية لا بأس بها إلى المجلس النيابي.
كما أظهرت هذه الإنتخابات أن بعض الأحزاب باتت تخشى الخسارة لذلك تفضل إما البقاء جانباً وإما اللعب من تحت الطاولة، وهذه الحالات أصبحت تتكرر، وانتقلت من القلق من إجراء الإنتخابات النيابية الفرعية إلى الإنتخابات النقابية.
انتهت الإنتخابات النقابية في نقابة المهندسين، ولا تزال “فورة الثورة” مستمرة، ولكل هل ستتمكن هذه “الفورة” لوحدها من تحقيق نتائج مبهرة في الإنتخابات النيابية؟ هناك من يقول لا والدليل هو العمل الذي بدأت به منظمات المجتمع الدولي وبعض الدول في لبنان لدعم وترتيب أوراق بعض المرشحين المحتملين للإنتخابات، لانهم يدركون أن الإنتخابات النيابية في لبنان “فريدة من نوعها”. لننتظر.

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى