منوعات

غابات الأمازون: من حامية للنظم البيئية إلى مسبب لانهيارها؟

كشفت دراسة جديدة أنّ أجزاء من غابات الأمازون المطيّرة تنبعث منها كميات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه، مما يثير مخاوف من التأثير المدمّر المحتمل على النظم البيئية الهشة وزيادة تفاقم أزمة المناخ.

يقول البحث، الذي نُشر في المجلة العلمية Nature، إنّ دور الأمازون الحيوي باعتباره حوضًا للكربون- يمتص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون المحتجز للحرارة من الغلاف الجوي، مما يساعد على تبريد الأرض، أصبح اليوم مهدداً.

وقالت الدراسة “يبدو أن حوض الكربون هذا في تراجع”.  وكشفت أنّه “على مدى السنوات الأربعين الماضية، تعرّض شرق الأمازون لمزيد من إزالة الغابات والاحترار والرطوبة من الجزء الغربي، خاصة خلال موسم الجفاف.”

وحذّر بيان صحفي صادر عن Nature، من أنّ هذه العوامل المدمّرة – الناتجة عن قطع الأشجار، وحرق الأراضي، وآثار تغيّر المناخ – “قد يكون لها عواقب سلبية دائمة على كل من توازن الكربون في المنطقة وهشاشة نظمها البيئية”.

وشرح البيان أنّه عندما تكون الغابة المطيّرة صحيّة، تسحب أشجارها ونباتاتها مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون المحتجز للحرارة من الغلاف الجوي كل عام، وتطلق الأكسجين مرة أخرى في الهواء. ويقول العلماء إنّ مظلة شجرته الشاسعة تعمل بمثابة “مكيّف هواء” للكوكب، مما يؤثر على درجات الحرارة العالمية وأنماط هطول الأمطار. من هنا تعتبر غابات الأمازون أحد أفضل دفاعات الكوكب ضد تغير المناخ.

ولكن في الأربعين إلى الخمسين عامًا الماضية وحدها، شهدت الغابات المطيّرة تغيّرات هائلة ومدمّرة بسبب التأثيرات البشرية. لقد فقدت 17٪ من غاباتها، وتحول معظمها إلى أراضٍ زراعية للزراعة وتربية الماشية. وقد أدى هذا بدوره إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض تبخر المياه، مما يعني انخفاض هطول الأمطار.

وقالت الدراسة إنّه خلال تسع سنوات من الدراسة، تحوّلت منطقة جنوب شرق الأمازون على وجه الخصوص من بالوعة الكربون إلى “مصدر كبير للكربون”، مع زيادة وتيرة إزالة الغابات والحرائق وتواترها. وأضافت أن هذه العوامل، إلى جانب تغيّر المناخ العالمي، تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بشكل مطرد، و “يبدو أن هذه التغيّرات تتسارع”.

تعد منطقة الأمازون، التي يبلغ حجمها نصف مساحة الولايات المتحدة المتجاورة البالغ عددها 48 تقريبًا، أكبر غابة مطيّرة على هذا الكوكب، وترتبط بيئتها ارتباطًا وثيقًا بتوازن أنظمتها البيئية، وهي تعد موطنًا لأنواع لا حصر لها من الحيوانات والنباتات.

على مدار تسع سنوات، أجرى باحثون بقيادة المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء ما يقرب من 600 رحلة جوية على أربعة مواقع رئيسية في منطقة الأمازون البرازيلية، وجمعوا بيانات عن كمية ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

أدت إزالة الغابات وقطع الأشجار أيضًا إلى جعل الأرض أكثر عرضة للحرائق، مسببة بذلك أضراراً أكبر في دورة مستمرة. وتصدّرت حرائق غابات الأمازون عناوين الصحف الدولية في عام 2019 عندما خرجت عن نطاق السيطرة، بأعلى معدل على الإطلاق؛

أحوال

ترجمات

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى