رياضة

مورينيو يطلق عملية بناء فريق “روما قوي” من جديد

لا يختلف اثنان حول عبقرية المدرب الجديد لنادي روما الايطالي، البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي قاد العديد من الفرق التي درّبها إلى منصات التتويج والألقاب في مسيرته الطويلة الناجحة، وها هو اليوم يؤكّد أن هدفه الرئيسي هو بناء “فريق قوي” على المدى البعيد، مشيراً إلى أن “الألقاب ستأتي لاحقًا”.

وقال مورينيو الذي قدمه فريق العاصمة إلى وسائل الإعلام رسمياً الأسبوع الماضي: “أنتم تتحدّثون عن الألقاب ونحن نتحدث عن الزمن والمشروع ونوعية العمل؛ الألقاب هي مجرد كلمات ووعود سهلة وستأتي، لكن النادي لا يريد نجاحات معزولة بل الوصول إلى مكان ما والبقاء فيه”.

هذه الكلمات التحفيزية تبدو بداية مؤشرات قد بدأ بالفعل يخطط لها البرتغالي الذي لا يرضى بأن يتراجع باسمه وتاريخه إلى الوراء، ففريق العاصمة الإيطالية هو من الأكثر جماهيرية وشعبية في البلاد بعد فريق “يوفنتوس”، ولكن الحظ طالما خانه ووقف بوجهه في المناسبات الكبيرة، فكان الأقل فوزًا بلقب “السكوديتو” على الرغم من أدائه الساحر والجذاب في أرض الملعب، وعلى الرغم من “طفرة” كبيرة من الأسماء التي مرت من بوابة ملعبه الشهير “أولمبيكو”، لكنه اليوم مع مورينيو عاقد العزم على العودة من بعيد مهما طال الزمن ومهما كلف الأمر.

هذا وسبق لمورينيو أن خاض تجربة سابقة ناجحة في إيطاليا على رأس الجهاز الفني لنادي إنتر، وقاده الى إحراز ثلاثية استثنائية (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا عام 2010)؛ وتم التعاقد مع مورينيو مدرب بورتو البرتغالي وريال مدريد الإسباني، ومانشستر يونايتد وتوتنهام الإنكليزيين، مدرباً لروما في الرابع من أيار/مايو بعقد لمدة ثلاثة مواسم، ليحل بدلاً من مواطنه “باولو فونسيكا”.

وكان روما احتل المركز السابع في الدوري الايطالي الموسم الماضي، لكن مورينيو وعد بتحسين مركزه بالقول: “نريد بناء شيئاً ما يستمر طويلاً. لقد تطورت كثيراً في السنوات الاخيرة وأنا أقول ذلك لأنني متأكد أن تراكم الخبرات مفيد جداً في هذه المهنة”.

وفي تصريح خلال تقديمه لوسائل الإعلام الإيطالية بالأمس، قال مورينيو: “أود أن أشكر جماهير روما لأن ردّة فعلهم كانت عاطفية ومميزة بعد توقيعي، فالترحيب جاء عاطفيًا وشعرت أنني فرد من هذه العائلة. أود أن أشكر المالكين وتياغو بينتو، لقد تحدثت معهم عن مشروع النادي وكانوا بالمقابل واضحين معي، فأنا هنا لست من أجل رحلة سياحية تقودني إلى معالم المدينة التاريخية”.

باكورة النشاط

وقّع الحارس الدولي البرتغالي “روي باتريسيو”، أمس الأربعاء، عقدًا مع روما لمدة ثلاث سنوات قادمًا من “ولفرهامبتون” الإنكليزي، ليصبح أول صفقة للفريق منذ وصول مواطنه المدرب “جوزيه مورينيو”، وفق ما أعلن النادي.

الحارس البرتغالي باتريسيو لحظة إجراء الفحوصات الطبية الروتينية

وذكر نادي العاصمة أن باتريسيو (33 عامًا) وقّع على عقد حتى حزيران/يونيو 2024 مقابل 11,5 مليون يورو (13,5 مليون دولار)، إضافة الى المكافآت. وقال باتريسيو إنه “عندما نتحدث عن “جوزيه مورنيو”، فنحن نتكلم عن أحد أعظم المدربين في العالم، وأنا متحمس لبدء العمل معه والقيام بكل ما بوسعي لمساعدة الفريق؛ روما نادٍ كبير وينتظرني تحدٍ جديد، وأنا متحمس لمساعدة النادي لتحقيق أهدافه”.

ويُعتبر باتريسيو الحارس الأول للبرتغال حاليًا وفي حوزته 96 مباراة دولية، وقد خرج من الدور ثمن النهائي لكأس أوروبا هذا العام أمام بلجيكا بعد أن حقق اللقب عام 2016، وانضم إلى “ولفرهامبتون” من “سبورتينغ” في العام 2018.

وفي سياق متصل، قال المدير العام لروما، تياغو بينتو: “يحضر باتريسيو معه قدرًا كبيرًا من النجاح مع المنتخب البرتغالي وعددًا من المواسم الناجحة في الدوري الإنكليزي الممتاز الذي أثبت فيه جودته”.

ومن الأولويات في التعاقد مع النجوم لإدارة روما، ضم الظهير الأيسر لمانشستر يونايتد البرازيلي “أليكس تيليس”، وقد شعرت الجماهير بالإحباط بعد أنباء رحيل المدافع “ليوناردو سبينازولا” الذي غاب معظم الموسم بسبب تمزّق في وتر العرقوب؛ فالبرازيلي هو الخيار الثاني في الترتيب في نادي مانشستر خلف الدولي الإنكليزي “لوك شاو”، وقد تناسب صفقة “عرض قصير الأجل” كلا الطرفين، أي مانشستر وروما، إذ من المقرّر أن يتعافى “سبينازولا” في شباط/فبراير المقبل.

من جهة ثانية، كشفت تقارير صحافية أن إدارة فريق روما تدرس فكرة التعاقد مع لاعب تشيلسي الانكليزي، الدولي الفرنسي “كورت زوما” على سبيل الإعارة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وهو سيعد بالفعل مكسبًا لكتيبة مورينيو.

في الختام، أكد المدير العام في روما، البرتغالي تياغو بينتو: “لقد قمنا بدراسة حاجات الفريق وسنملك فريقاً جديراً بمورينيو”.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى