منوعات

هل يتم تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة بديلاً عن الحريري؟

مع اقتراب إعلان الرئيس المكلّف سعد الحريري اعتذاره عن تأليف الحكومة، يجري البحث والمشاورات في الكواليس السياسية عن جملة أسماء بديلة لتكليفها تأليف الحكومة. ومن ضمن سلة الأسماء، عاد اسم الرئيس نجيب ميقاتي إلى الواجهة بقوة مع ارتفاع نسبة حظوظه كأبرز المرشحين في الساحة السنية والقادرين على النجاح بتأليف حكومة، نظراً للمميزات والمواصفات التي يتمتع بها على المستويين الداخلي والخارجي، رغم الاعتراض الشعبي الواسع الذي يعترضه كأحد وجوه النظام السياسي الطائفي والفاسد، بحسب توصيف مجموعات الحراك المدني.

وبحسب ما أشارت مصادر وزارية سابقة ومقرّبة من ميقاتي لـ”أحوال”، فإنّ الرجل مقبول من نادي رؤساء الحكومات السابقين ومن دار الفتوى ومن أهالي طرابلس، ولديه شبكة علاقات خارجية تبدأ بدول الخليج وتنتهي بأوروبا وتحديداً مع قطر وفرنسا التي تسوّق له بقوة لدى المرجعيات الرئاسية ولدى شركائها الأوروبيين والأميركيين.

وتكشف مصادر لموقعنا أنّ “ميقاتي يتمتع بعلاقة صداقة وأخوة متينة جداً مع مدير الاستخبارات الفرنسية برنار إيمييه المقرب بدوره من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. إضافة الى أن الرئيس تمام سلام رفض التكليف كما أن الرئيس فؤاد السنيورة غير مقبول من ثتائي أمل وحزب الله، ولا من الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، ولا حتى من الحريري نفسه فضلاً عن رفص الشارع.

إلا أن ميقاتي بحسب المعلومات، لم يحسم قراره بعد لعدة أسباب أبرزها، أن ترؤسه الحكومة يستوجب العزوف عن ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة بعد حوالي ٨ شهور، وبالتالي خسارة مقعده النيابية لصالح قوى أخرى في طرابلس، وهذا يعني  تقديم مقعده وزخمه الانتخابي الى خصمه اللدود الرئيس الحريري وتيار المستقبل.

ويقوم ميقاتي ببعض الحسابات قبل اتخاذ قراره. فهل يضحي بمقعده النيابي مقابل ترؤس حكومة لن يتعدى عمرها بضعة شهور، ولا تتعدى مهمتها إجراء الانتخابات النيابية؟ أم ينتظر الانتخابات ويحصد كتلة نيابية أوسع ويفرض نفسه رئيساً للحكومة بعد الانتخابات؟

كما يترقب ميقاتي التطوّرت التالية: ما سيكون عليه قرار الحريري؟ الاعتذار أو الإبقاء على تكليفه أو تزكية اسم اخر؟ ومن سيكون هذا الاسم وهل يقبل الحريري بميقاتي بديلاً؟ كما يرصد ميقاتي موقف رئيس الجمهورية منه، وكذلك حزب الله والرئيس نبيه بري المؤيّد بكل تأكيد له.

كما يترقب ميقاتي حجم الارادة الدولية والخليجية لدعم لبنان مالياً في ظل حكومة برئاستة كي لا تنفجر الأزمات بوجهه. وبحسب المعلومات، فإنّ كافة الاحتمالات واردة من الآن حتى اعلان قرار الحريري يوم غد، لكن المصادر ترجح بأنّ الحريري لن يعتذر قبل الاتفاق مع بري على ترتيب للمرحلة المقبلة، ومن ضمنها الاتفاق على اسم بديل بموافقة الحريري لكي لا ينزلق الوضع الى الفوضى؛ مؤكدة بأن الرئيس بري يضع ثقله ومونته في الموضوع ولن يترك الأمور على غاربها.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى