منوعات

أزمة البديل تؤجل اعتذار الحريري … أم تلغيه؟

أظهر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري رغبة الاعتذار عن مهمة التأليف، لكنّه لم يحدّد موعدًا للإعلان رسميًا عن ذلك. هو قدّم رؤيته التي أوحت أنّه وضع سيناريو المخرج خلال اجتماع المجلس الشرعي الاسلامي منذ أسابيع، على قاعدة: في حال الاعتذار، لا تكليف لأي بديل، من دون موافقته وحلفائه أركان السنية السياسية (رؤساء الحكومات السابقين). فمن يكون البديل؟.

عندما سأل موفدون أميركيون الحريري عن رأيه بترشيح آخرين لتولّي المهمة الحكومية في حال وصل إلى حائط مسدود، قال لهم: سأكون معنيًّا بتبني ودعم الآتي لأخذ الحِمل عني. سأل الأميركيون عن رأيه تحديدًا برئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، فكان جواب الحريري إيجابيًا جدًا.

لكن رئيس تيار “المستقبل” لن يقدّم اعتذاره هدية للنائب جبران باسيل من دون اتضاح مسار المرحلة المقبلة. وعلى هذا الأساس جاء طرح سيناريوهات افتراضية:

أولًا، لا يقدّم الحريري اعتذاره حاليًا قبل استنفاد آخر المحاولات التي خبت محليًا ونشطت خارجيًا، لكن لا إيجابيات ظاهرة في أيّ مسار تفاوضي لغاية اليوم.

ثانيًا، يحاول رؤساء الحكومات السابقون طرح اسم سنّي، قد يكون نجيب ميقاتي هو الأوفر حظًا، لتأليف الحكومة، لكنّ الحريري يعلم أنّ رئيس تيار “العزم” أشدّ صلابة في تعاطيه مع باسيل، مما يرجّح مشاكسة طرحه.

ثالثًا، في حال اضطر الحريري إلى تقديم اعتذاره من دون تأمين بديل جاهز يستطيع أن يسلك طريقه نحو السرايا الحكومي، فإنّ التوجه سيكون عند النواب السنّة هو عدم تسمية أحد خلال الاستشارات النيابية التي سيجريها في وقتها رئيس الجمهورية ميشال عون، ممّا يدخل البلد في أزمة ميثاقية لا تُعرف تداعياتها ومساحاتها.

لذلك، فإنّ الاعتذار خيار مطروح لكنّه مؤجل حاليًا، من دون نسف إمكانية طيّ صفحته كلّيًا، في حال حضلت تطورات سياسية أو تدخلات خارجية وازنة.

هناك من قرأ في محطتي زيارة سفيري واشنطن وباريس إلى الرياض بشأن لبنان، ومضمون كلام السفير السعودي خلال احتفاله بالعلاقات بين بلاده والبطريركية المارونية في بكركي، على أنّهما يشكلان تحريكًا للجمود السعودي إزاء لبنان.  فكيف ستكون الترجمة؟ قد تقتصر على دعم المؤسسة العسكرية في لبنان، كما فعلت دولة قطر التي قدّمت مواد غذائية. وقد يُجبر الغرب الدول العربية على مؤازرة لبنان للخروج من محنته السياسية والمعيشية. بجميع الأحوال، فإنّ الأنظار ترصد أي حراك محتمل، قبل أن يصبح قرار الاعتذار رسميًا على طاولة بعبدا.. أو تُطوى صفحته نهائيًا. لا أحد يعلم ما هو الآتي.

 

 

عباس ضاهر

عباس ضاهر

كاتب وصحافي لبناني. باحث متخصص بإدارة الأزمات والخطاب السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى