منوعات

نداء عاجل للعمل على التلوث البلاستيكي

عاش الناس دون البلاستيك حتى القرن الماضي تقريبًا، لكن الآن دخلت هذه المادة في كلّ تفاصيل عيشنا حتى بات من الصعب تصوّر حياتنا من دونها، فهي توفّر راحة منخفضة التكلفة ويمكن من خلالها تشكيل أي مادة، من الأفلام الرقيقة إلى ألعاب الأطفال الإسفنجية والمكونات القاسية وغيرها… يبدو البلاستيك أمرا لا غنى عنه في هذه الأيام.

إلّا أنّها ولسوء الحظ، غير قابلة للتدمير على المدى الطويل فهل تدركون أنّ كوكبنا يحمل الآن أكثر من سبعة مليارات طن من البلاستيك، مع إنتاج المزيد كل يوم؟

يسد تيار النفايات المتنامي باستمرار مدافن النفايات، ويلوّث الممرات المائية ويشكّل أزمة عاجلة للكوكب. وفي هذا الإطار نشر أربعة علماء دعوة إلى العمل في عدد جديد من العلوم، مكرّسة لمشكلة البلاستيك.

في مقال تمهيدي شامل، يدعو العلماء إلى تغيير أساسي في طريقة تصميم البلاستيك وإنتاجه واستخدامه وإعادة استخدام، بهدف تصميم واعتماد وضمان دورة حياة “دائرية” للمواد البلاستيكية كي لا ينتهي بها المطاف مرمية في النفايات، بل تُعطى حياةً طويلةص من الاستخدام شبه اللانهائي وإعادة استخدام الموارد والتطبيقات القيمة التي تمثلها. وهذا يتطلب نهجًا جديدًا للكيمياء والهندسة والعمليات الصناعية والسياسات والتعاون العالمي.

تمثل معضلة نفايات البلاستيك تحديًا عالميًا يتطلب تدخلًا عاجلًا وجهودًا متضافرة تربط الشركاء عبر القطاعات الصناعية والأكاديمية والمالية والحكومية التي تدعمها استثمارات كبيرة من الاستدامة.

إنه أمر صعب يتضمن الاهتمام بـ”إعادة التدوير”، أي إعادة استخدام المواد بطرق جديدة ذات قيمة مضافة) تطوير مواد جديدة والاعتراف باحتياجات المجتمعات التي تعاني من نقص الموارد).

وقالت كورلي، أستاذة علوم وهندسة المواد المتميزة فيUD ، والتي أمضت حياتها المهنية في تطوير مواد بلاستيكية جديدة ذات خصائص محدّدة: تختلف عملية الاستهلاك وإعادة التدوير من بلد إلى آخر، فأوروبا مثلًا تختلف عن الولايات المتحدة في تعدد استخدام المواد البلاستيكية نفسها كمصاصة الشرب Straw”” وأدوات المائدة، وفي الولايات المتحدة نفسها يختلف إعادة التدوير بين المدن والبلديات.

وتستخدم وصفات معقدة في العديد من البلاستيك، أضافت كورلي، وغالبًا ما تشمل عدّة أنواع من البوليمرات وغيرها من المواد المضافة. يمكن لكلّ مكوّن تعقيد جهود إعادة التدوير أو جعل إعادة التدوير مستحيلة، وهذا هو السبب في أن “إعادة التدوير” سيقبل بعض أنواع البلاستيك ويرفض الآخرين.

تتناول الورقة العلمية الحاجة الملحة التي تعكس المخاطر الحقيقية والحالية لكوكب كاد يختنق بالمواد البلاستيكة المهملة التي لا تذهب تغادره في وقت قريب.

 

ترجمة

حسين رسلان

حسين رسلان

إعلامي لبناني تنقل في العديد من المؤسسات الإعلامية في لبنان والخارج. يحمل شهادة الإجازة في العلاقات العامة من كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية. طرح كتابين عن تجربته هما «تجربة حياة» و«بمنتهى الصدق»، حيث تعرض في صيف عام 2014 لحادث سير توفي فيه صديقه وبقي هو على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى