منوعات

المخيّمات الفلسطينيّة تُعاني أزمة اقتصاديّة خانقة ومطالبات ببطاقة تموينيّة

أرخت الأزمة الاقتصاديّة والمالية الحادّة التي يعيشها لبنان بظلالها على اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون داخل مخيماتهم أوضاعًا اقتصادية واجتماعية مزرية وغير مسبوقة، وذلك بسبب انهيار العملة اللبنانيّة وارتفاع البطالة في صفوف اللاجئين، الأمر الذي ينذر بكارثة اجتماعيّة.

ويفتقد اللاجئون الفلسطينيون لأبسط مقومات الحياة في ظل الأزمة الاقتصاديّة التي تتصاعد وتيرتها في لبنان، وصعوبة الحصول على الكثير من السلع والمواد الغذائيّة وحليب الأطفال والأدوية المفقودة من صيدليّات في المخيّمات، ناهيك عن تقصير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأنروا” القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

الحركة التجارية تأثرت بسبب ارتفاع الأسعار

رئيس لجنة تجار سوق مخيم عين الحلوة سامي عبد الوهاب قال لـ “أحوال”: المخيمات الفلسطينية ليست بعيدة عن الأزمة الاقتصادية في لبنان، لأن المخيمات هي جزء لا يتجزأ من الأراضي اللبنانية، والحركة التجارية تأثرت بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائيّة على الرغم من أن هناك عدد من المغتربين الفلسطينيين يرسلوم الأموال إلى عائبلتهم في المخيم، لكن الأزمة في لبنان لم تستثني أحداً.

وناشد عبد الوهاب سفارة دولة فلسطين في لبنان والفصائل والقوى السياسية الفلسطينية لعقد لقاءً موسعاً من أجل تخصيص مساعدات عاجلة للعائلات الأكثر فقراً في المخيمات حتى لكي يتمكنوا من مواجهة هذه الأزمة الصعبة.

مطالبة الأنروا بتوفير بطاقة تموينية

مدير منظمة “ثابت” لحق العودة سامي حمود قال: الأوضاع الاقتصادية المترديّة انعكست بشكل طبيعي على واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مما فاقم الوضع المعيشيي للاجئين، في ظل حرمان أبسط مقومات الحياة الكريمة وغياب التقديمات الإغاثية من قبل وكالة الأنروا، بسبب عدم وجود خطة طوارئ إغاثية وصحية شاملة.

ويلفت إلى أن معدلات الفقر ارتفعت في أوساط اللاجئين الفلسطينيين وغياب فرص العمل، مما ساهم في زيادة نسب البطالة والحاجة وتفاقم المعاناة الإنسانية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، وإزاء هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، نُطالب وكالة الأنروا بتوفير “بطاقة تموينية بقيمة 50 $” شهرية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أسوةً بمشروع البطاقة التمويلية التي تنوي وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية تقديمها للعائلات الفقيرة.

سكان المخيمات يعيشون حالة تقشف

هاني الشايب يمكلك “سوبر ماركت” لبيع المواد الغذائية يقول: هناك عائلات كانت تشتري 4 ربطات خبز يومياً أما في ظل الأزمة صاروا يشترون ربطة واحدة أو اثنتين ما يدل على أنهم قللوا من عدد الوجبات في اليوم، وهذا الأمر استطيع استنتاجه من عدد ربطات الخبز التي كنت استلمها من الأفران حيث كنت استلم ما يقارب 1200 ربطة يومياً لكن حالياً استلم 400 ربطة فقط، وحتى باقي السلع الغذائية مع ارتفاع أسعارها قلّ بيعها.

بينما يقول محمد الميعاري صاحب فرن للمناقيش: مع ارتفاع الأسعار واجهتنا أزمة الطحين ولم نعد نحصل على الكميات المطلوبة، حتى الورقة أو كيس النايلون صرنا نحسب سعره لأانه ارتفع، لم يعد شيئاً كما كان، وصرنا ننتج كميات أقل من قبل.

محمد عبد الغني أحد سكان المخيم يقول: الحياة صارت صعبة جداً ولم يعد بإمكاننا شراء السلع المطلوبة إما لارتفاع سعرها أو لعدم توفرها بالأسواق، وصرنا نعيش بأقل من القليل في ظلاء الغلاء وعدم توفر فرص عمل.

لديه أربعة أطفال اثنان منهما يحتاجان إلى الحليب والحفاظات وهي مفقودة وسعرها مرتفع إن وجدت، نحن في ضائقة ونتمنى أن تنتهي هذه الأزمة على خير.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى