ميديا وفنون

نجوم سقطوا في لعبة السياسة والتحريض… إليسا على رأس القائمة

زين العمر وكارين رزق الله ووسام حنا السياسة أفقدتهم شعبيتهم

اتصلوا بها طالبين موافقتها على إحياء حفل ضخم يعود ريعه لمشروع إنساني كبير يتم تنفيذه برعاية واحدة من أكبر كنائس بيروت. هي فنانة شهيرة، وكان ذلك قبل حوالي عشر سنوات…

وبمجرد أن سمعت كلمة كنيسة والعمل الخيري أغرورقت عيناها بالدموع، وقالت “طبعاً موافقة”.

سألوها عن طلباتها، فقالت “انا اتنازل عن أجري، لكن يجب أن تدفعوا مستحقات أعضاء الفرقة الموسيقية _وهذا أمر طبيعي ويحصل في كل الحفلات الخيرية_ شكروها وردوا عليها بالقول “بالتأكيد نتولى نحن دفع مستحقاتهم، كم تبلغ هذه المستحقات؟ … قالت: “70 ألف دولار أميركي فقط لا غير”…. هذا الرقم ضخم ومبالغ فيه لأن تكلفة أي فرقة موسيقية لا تتعدى الستة الاف دولار في الحدّ الأقصى، باستثناء الفرق الضخمة التي تعمل تحت مسمى “اوركسترا” ويكون عدد أعضائها كبيراً”.

هذه الواقعة تشير إلى كمية النفاق التي يمارسها بعض نجوم الغناء في كواليسهم. هذا في ما يخص العمل الخيري، فكم بالحري ما نسمعه من مواقف وآراء سياسية.

النفاق والمواقف المتلوّنة

هل يمكن لعاقل أن يصدّق أن فناناً يتبع حزباً معيناً لسنوات ويدافع عنه بشراسة، يستيقظ فجأة ويقول “لا لكل الزعماء”؟
هذا الأمر قد يحصل لكن ليس بشكلٍ فجائي بل على مراحل. الأدهى من كل ذالك وبعد أن يعلن تخليه عن الزعيم الذي كان يتبعه، يعود ليفضح نفاقه وكذبه بتغريدات تدافع عن ذلك الحزب.

إبداء الرأي السياسي وحرية التعبير حق مشروع كفله الدستور اللبناني، ولا يمكن لأحد أن ينكره على أي انسان سواء كان فناناً أم لا. لكن ما يحصل اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب بعض الفنانين خطير ومتطرّف.

-زين العمر والانقلاب على التيار

بعض النجوم تحدثوا مراراً في السياسة، لكنهم تمكنوا من إقامة توازن معين بعيداً من التطرف، ونذكر من بينهم على وجه الخصوص كارول سماحة ونجوى كرم، والبعض الآخر كان محرّكهم إما حقد أسود أو جهل أو غباء.

فكيف يمكن مثلاً لفنان مثل زين العمر يعلن انتماءه للتيار الوطني الحر على مدى سنوات مضت، وهو الذي بكى قبل أشهر في حوار على إحدى محطات التلفزة دفاعاً عن رئيس الجمهورية ميشال عون، أن يأتي اليوم ويقول إنه تخلى عن كل قناعاته السابقة، هو الذي غنى في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري “شو عملتلي بالبد عم تفضى شوي شوي”.

 

إليسا والحقد على التيار والحزب

أما اليسا فقد صار معلوماً أن خلفية آرائها السياسية هي كره واضح لحزبين اثنين، التيار الوطني الحر وحزب الله. لن نجادلها هذا رأيها وهي حرّة برأيها. لكن هل يحق لإليسا التي تسمي نفسها “ملكة الاحساس” أن تهاجم كل شخص يؤيد هذين الحزبين وتصف جماهيرهما بـ”الحيوانات وقليلي الأدب”، وتقوم بإعادة تغريد أي عبارة تهاجم مناصري الحزبين حتى ولو كانت من حسابات فتنويّة تبثّ الشائعات وتخلق الفتن بين أولاد البلد الواحد؟

فلتنتقد سياسة الحزبين قدر ما رغبت، لكن ماذا عن مساهمتها في إطلاق الشائعات، وتبنّيها كل سيّء يكتب عن هذين التيارين السياسيين، وعدم قيامها بالاعتذار عندما يتبيّن أنّ ما قامت بإعادة تغريده مجرّد شائعة مغرضة؟

وكانت الفنانة قد أعلنت مع بداية ثورة 17 تشرين أنها تخلت عن الأحزاب، لكنها في الوقت ذاته دافعت اكثر من مرة عن حزب القوات اللبنانية الذي تؤيده منذ سنوات، من خلال مهاجمة أي شخص يقوم بانتقاد القوات، فأي انتقاد للقوات تجابهه بمقولة “كلهن يعني كلهن”، وأي انتقاد للتيار الوطني الحر يتجابهه بلايك وريتويت ولو قدّر لها أن تحتضن وتقبّل الشاتم وتشكره لما قصّرت.

قبل أسبوعين أعلنت تبرؤها من القوات، ثم عادت مجدداً لتعيد تغريدات نوّاب الحزب، فهل ثمّة من يدير حساب إليسا تغرّد هي ويقوم هو بريتويت، أو العكس، أو أنّها هي مضعضعة متناقضة لا ترسو على بر؟ وماذا عن دفاعها المستميت عن حرية التعبير وعند أوّل باب نقاش تقفل بابها ببلوك ثلاثي الأبعاد في وجه المتابعين؟

كارين رزق الله لبنان يتحرّش بإسرائيل

بعد أن لمع نجمها في آخر مواسم رمضان الدرامية، نصّبت الممثلة كارين رزق الله نفسها جاندراك لبنان، إلا أنّها بدت منتفضة بطريقة متطرّفة.

فالممثلة التي تصف نفسها بأنّها أم الثورة وأبيها، اندفعت نحو حزب القوات عندما استقال نوابه مع بداية الثورة من الحكومة، ثم عادت وحيت النواب الذين استقالوا بعد انفجار المرفأ، مع ان بعضهم متربّع في المجلس النيابي منذ سنوات… لمعت صورتهم وحملتهم الى مصاف الابطال بمجرد انهم قاموا بحركة استعراضية.

أما على الحدود، فلكارين آراء جعلتها تراند رقم واحد على تويتر لبنان، فقد اعتبرت أن شباب المقاومة يتحرّشون بإسرائيل في اتفاق متبادل وسيناريو مكشوف، كان رأياً كافياً ليقول لها الكثير من متابعيها “استثمري طاقاتك بكتابة المسلسلات، فما تكتبينه على “تويتر” يفقدك الكثير من شعبيتك”.

وسام حنا: لتقسيم البلد

اما وسام حنا “الثائر” بدوره فكان قبل أقل من سنتين يقود حملة في مدينة صيدا لانتخاب النائب بهية الحريري، ثار على الطبقة السياسية لكنه لم ينتقد يوماً تيار المستقبل، بل التصويب كان فقط على جهة واحدة.

تشاجر وسام مع المختلفين عنه بالرأي، شتم هذا وخوّن ذاك، حتى أنه دعا علناً إلى تقسيم لبنان، على خلفية شائعة انسحاب النائب محمد رعد من غداء بعبدا بسبب قنينة نبيذ تبيّن أنّها لم تكن موجودة في الغداء أصلاً.


ولا ننسى الفنان راغب علامة الذي لطالما كان يفاخر بصداقاته مع السياسيين، يردد اليوم شعارات ثورة بملامح مبهمة، لا يسمّي أحداً بعينه، ليظنّ كل سياسي أنه يقصد سياسياً آخر.


هذا الأمر لا ينطبق على الفنانين فحسب، بل على الاعلاميين الذين بنوا شهرتهم على تمسيح الجوخ للسياسيين ولعب دور المهرجين على موائدهم وفي افراحهم ومناسباتهم، يسرقون ثورة شعب ويدّعون شعار “كلن يعني كلن”.

فنانو لبنان وإعلاميوه اليوم أمام امتحان المصداقية والأمانة والنزاهة، بعضهم انحدر إلى درك التحريض، والبعض الآخر اصطاد في الماء العكر، لايكات وريتويت، والبعض باع نفسه بدولارات يكتب ما يملى عليه، وفي عصر السوشال ميديا الأمور مكشوفة والشعب يحاسب، وبات ثمة قوائم شرف سيسجل فيها الفنانون والإعلاميون الذين كانوا بوابة تلاقٍ في زمن التفرقة وحمامة سلام على وقع طبول الحرب.

رولا نصر

رولا نصر

صحافية لبنانية تعمل في المجال الفني والاجتماعي منذ 1997. حاورت اشهر النجوم العرب وشاركت في تغطية كبرى المهرجانات في مختلف العواصم العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى