منوعات

هل لقي باسيل ما أراده من السيد نصر الله؟

كان منتظرًا خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس الجمعة، لوضع النقاط على الحروف فيما يخص الأزمة الحكومية الحادة بين المعنيين بالتشكيل من جهة، وللردّ على نداء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي خاطب فيه الأمين العام مباشرة ورمى في ملعبه كرة التشكيل بالكامل.

مصادر سياسية بارزة، اعتبرت أنّ السيد نصر الله استطاع أن يُحقق التوازن الدقيق بين الحليفين، فقد دافع في خطابه عن باسيل، دون أن يوتر العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وقد هاجم بشكلٍ واضح وحاد الذين تهجّموا على باسيل، وأظهره بمظهر العارف بالأمور والمدرك لما يريد، وحماه من تهمة العمل على بث الفتنة الشيعية – الشيعية بين حزب الله وحركة أمل.

ولفتت المصادر إلى أنّ “كلام نصر الله أكّد تمسّكه بالرئيس المكلّف سعد الحريري ودعم برّي بهذا الخيار، لكنّه لم يعطِ الرئيس برّي الحق بموقفه من دور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تشكيل الحكومة، بل أكّد أن الرئيس شريك كامل بمسار التأليف.

هذا الكلام بحدّ ذاته يُعتبر إنجازًا لـ باسيل وتحقيقًا لمطلبه، وبإختصار فإنّ كلمة السيد نصر الله أمس أكّدت على التحالف المتين بين حزب الله والتيار الوطني الحر، التي ستبقى مستمرة.

وأوضحت أنّ أمين عام حزب الله قصد التهجم على القوات اللبنانية بشكلٍ خاص إرضاءً لـ جبران، وهو قصدهم حين قال “لا أريد أن أفتح التاريخ وأقول لبعض الشتّامين والتكفيريين السياسيين أنتم بأيّ صديق استعنتم”، أي حين تعاملت القوات اللبنانية مع إسرائيل لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، وكان أبرزها وصول بشير الجميّل إلى سدّة الرئاسة عام 1982.

أمسك السيد نصرالله العصا من النصف، أراد أن يتجاوب مع باسيل دون أن يتخلى عن برَي، إلّا أنّ مواقفه، بحسب المصادر، لم تحمل معها مؤشرات واعدة لإخراج عملية تشكيل الحكومة من نفق التعطيل، بل تؤشر إلى احتمال استمرار الدوران فى الحلقة نفسها إلى أمد غير معروف.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى