صحة

ذا غارديان: استعدوا للوباء القادم… فيروسات مختبئة في أجنحة الطيور

كشفت صحيفة The Guardian البريطانية عن ورقة بحثية نشرتها دورية Elsevier العلمية، تحت عنوان التحضير للفيروسات الحيوانية المنشأ الناشئة، مفادها أنّ الخبراء حذّروا من جائحة كوفيد_19 لسنوات، وغالبًا ما سموها تحت اسم Disease X. وقال المقال: “لقد تحقق سيناريو المرض X الذي حذّر منه العديد من العلماء”.

مع ذلك، يقول العلماء إنّ الإستثمارات السابقة في المراقبة والتشخيص، والتقنيات المختبرية الجديدة، وتبادل البيانات المفتوحة، ومنصات اللقاح قد أتت بثمارها؛ وقد سرّعت هذه التطوّرات الرئيسية في مراقبة الفيروس الجديد والسيطرة عليه.

في هذا السياق، كشف البروفيسور دومينيك دواير، عالم الفيروسات و أحد أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية، الذي يحقق في الجائحة، أنّ التطورات العلمية والتكنولوجية، ستجعل إدارة أي جائحة في المستقبل أفضل.  وقال إنّ هذه التطورات العلمية والتكنولوجية، جنبًا إلى جنب مع زيادة سرعة مشاركة البيانات من قبل الحكومات، ستضعنا في وضع جيد في إدارة جائحة في المستقبل. وأضاف، “أعتقد أننا في المرة القادمة سنكون في وضع أفضل، ونطوّر الاختبارات وعلم الجينوم بشكل أسرع، وبالتالي نتحكم فيها بشكل أفضل وبسرعة أكبر”.

فيروسات مختبئة في أجنحة الطيور

كشفت البروفيسورة كاساندرا بيري، الباحثة في علم المناعة الفيروسي من جامعة مردوخ في أستراليا، أن هناك فيروسات تنتظرنا مختبئة في أجنحة العديد من الطيور، ومنها الخفافيش التي يُعتقد أن كورونا انتقل منها إلى البشر.

وأضافت أنه من المحتمل أن يكون الوباء القادم فيروساً ينتقل عن طريق الهواء وسريع الانتقال، وهو موجود بالفعل، مشيرة إلى أنّه قابل للتغيّر بدرجة كبيرة وله خزان حيواني، محذرة من أنّه سيكون خطيرًا بشكل خاص إذا لم يكن لديه علامات مرئية ما يمكّنه من الانتشار خلسة.

وقالت بيري، إنّه للاستجابة بسرعة أكبر، تحتاج أستراليا إلى “بدء التدريب والاستثمار في الجيل القادم من الباحثين عن الفيروسات الآن”.

ولفتت إلى أنّ فقدان الخبرة للدول الأخرى، ونقص التمويل المحلي للبحوث، ونقص العلماء الصاعدين الذين يبقون في هذا المجال على المدى الطويل، يعني أن قدرة أستراليا على تطوير اللقاحات وإنتاجها على اليابسة غير متوفرة. وقالت أيضاً: “نحتاج إلى تسخير المزيد من المواهب في أستراليا. إذ نفتقد إلى المواهب في الخارج، ولا نفهم جميع جوانب علم الفيروسات”.

تغيّر المناخ والتكنولوجيا سيجلبا “مفاجآت”

في المقابل، قال عالم الفيروسات في معهد كيربي، ستيوارت تورفيل، إنّه من الصعب التنبؤ بموعد حصول وباء آخر، لكن علماء الفيروسات وخبراء الأمراض المعدية يتفقون على أنّ المزيد من الأوبئة أتية وهذا أمر لا مفر منه.

كما أضاف أنّ حوالي ثلاثة أرباع الأمراض الفيروسية الجديدة الناشئة كانت على مدى العقدين الماضيين حيوانية المصدر، وتنتقل من مصدر حيواني، مشيراً إلى أن معظمها من الخفافيش أو القوارض أو الطيور.

ولفت إلى أنّ الإجابات على هذه الأسئلة تعتمد على مقدار المسؤولية التي يتحملها البشر عن تأثيرهم على البيئة. وحذّر من أن التقدم التكنولوجي، مع تحسين قدرتنا على التعامل مع الأوبئة، يمكن أن يكونا أيضًا السبب وراء تفشي المزيد من الفيروسات. وقال: “نحن أذكياء ولسوء الحظ ساذجون في نفس الوقت فيما يتعلّق بالكوكب. فالقفزات الكبيرة في التكنولوجيا تجلب مستويات رائعة من المعيشة في جميع أنحاء العالم، ولكن يمكن أن تكتشف العديد من الأشرار غير المرغوب فيهم.”

وهو بذلك، استخدم فيروس نقص المناعة البشرية كمثال. وقال، تشير التقديرات إلى أنّ فيروس نقص المناعة البشرية دخل إلى البشر من الرئيسيات في مكان ما بالقرب من كينشاسا، وهي الآن عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، في أوائل القرن العشرين. ومع ذلك، لم يتم التعرف عليه في البشر حتى أوائل الثمانينيات، بعد أن انتشر مع نمو روابط النقل.

وأضاف، “أدت المنطقة النامية في كينشاسا إلى البنية التحتية التي نقلت الفيروس على طول هذا الطريق. ثم انتقلت إلى الموانئ ثم إلى المدن، كما نعلم جميعًا، كانت مدفوعة بالأنشطة الاقتصادية”.

وتابع، غالبًا ما يكون دور البشر مفقودًا في المناقشات حول أصول الفيروسات. كما تثير السريّة المحيطة باستخدام المضادات الحيوية في المزارع الأسترالية، مخاوف من الجراثيم الخارقة؛ محذراً من تغيّر المناخ، حيث تكافح الحيوانات للتعامل مع بيئاتها المتغيرة بإذن مننا.

ووافقه في ذلك دواير، الذي قال إنّ جزءًا أساسيًا من التخطيط للأوبئة المستقبلية سيكون فهم التفاعل بين الحيوان والبيئة والبشر. وأضاف، “كل الفيروسات التي ظهرت في الخمسين عامًا الماضية جاءت من الحيوانات أو البيئة، والاتصال والشبكة بين هذه العوامل والبشر مهم جدًا”.

كما لفت إلى أنّ فيروسات أخرى ظهرت من البشر وأدت إلى اضطراب البيئة. فيروس نيباه الذي ينقله الخفافيش، والذي يسبب التهاب الدماغ الحاد – التهاب الدماغ – لدى البشر، ينبع من الممارسات الزراعية المكثفة، والتغير المناخي.

أحوال

ترجمة عن The Guardians

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى