انتخابات

باسيل مربك إنتخابياً في جزين

لطالما شكلّ قضاء جزين ساحة للصراعات العونية رغم الحضور البرتقالي القوي، حيث الخلافات التي كانت قائمة بين النائب زياد اسود ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش بقيت مضبوطة نسبيا في ظل توزيع الأدوار حيث الشق النيابي لأسود والبلدي لحرفوش، قبل أن تخرج الى العلن وبقوة مع دخول امل ابو زيد الندوة النيابية عن العونيين ايضاً.

وفي معلومات خاصة فإن التشرذم بلغ أوجهه اخيراً حيث نجح حلف ابو زيد – حرفوش بالفوز بشكل كاسح بمسؤولي القرى في الانتخابات التي اجراها “التيار الوطني الحر” منذ اسابيع وخرج أسود خالي الوفاض وكذلك لا تمثيل له في هيئة القضاء في جزين.

مصادر متابعة اكدت لموقعنا أن باسيل مربك في كيفية ترتيب البيت العوني على مسافة أقل من سنة من الانتخابات النيابية وسط ما يحكى انه قطع وعداً لأبو زيد بأن تكون له الاولوية في الاصوات التفضيلية العونية هذه بعدما كان باسيل حضر شخصياً قرابة الظهر في نهار الانتخاب عام 2018 وقرر إعطاء الاولوية لأسود إذ تأكد حينها فوز النائب إبراهيم عازار بعدما صبّت حركة “امل” الاصوات الشيعية لمصلحته ورأى باسيل ان لمواجهة عازار ابن المدينة الافضل إيصال نائب عوني من قلب جزين أيضاً.

وتضيف: “صحيح ان القانون الحالي يسمح بترشيح ابو زيد واسود على نفس اللائحة والتنافس بينهما يكون لمن يحصد اصوات أكثر، لكن أسود لن يرضى ان يكون مرشحاً “صف ثاني” في التيار لأن هزيمته ستكون محسومة. هذا مع العلم ان حرفوش لم يحسم ترشيحه او عدمه بعد، لكنه أكّد حسب عارفيه انه لن يسمح بوصول اسود مجدداً ولن يسكت عن اهاناته. فإن حرفوش ترشح يصبح امام باسيل المفاضلة بينه وبين اسود لأنهما مارونيان ومن قلب المدينة. وإن لم يترشح فحلفه ثابت مع ابو زيد”.

تتابع المصادر: “لذا بدأ أسود يعدّ العدة لخيار ثان عبر تشكيل لائحة ترتكز على الحالة العونية في جزين لا على “التيار الوطني الحر”. نقطة ضعف اسود على صعيد المنتسبين لـ”التيار” حيث فشل في ايصال اتباعه الى رئاسة “التيار” في البلدات او الى هيئة القضاء، لكنه يستعيض عنها بنقطة قوة انه يجذب العونيين غير المنتسبين الذين يرون فيه كمشاكس وصاحب صوت مرتفع ولسان سليط صورة عن ميشال عون 1988 خصوصاُ ان اسود يدغدغهم بهجومه المستدام على الرئيس نبيه بري وحركة امل من جهة وعلى آل الحريري من جهة أخرى”.

كما تكشف المصادر عن أن الخيار الثاني الذي يعده أسود هو تأليف لائحة مدعومة من الحالة العونية الجزينية وتم الاتفاق المبدئي مع احد المتمولين العونيين الذين هم على خلاف مع باسيل والعمل جار للبحث عن مرشح كاثوليكي.

كذلك توضح المصادر: “وعد باسيل لأبو زيد بأن يكون مرشح التيار الاول لا يقتصر على الموقف من اسود بل مرتبط أيضاً بقدرة ابو زيد المالية والاهم بحاجته الملحة له في علاقاته مع روسيا في ظل دورها المتعاظم في المنطقة من جهة والعقوبات الاميركية على باسيل وانهيار شبكة علاقاته الدولية”.

تختم المصادر: “تقدم اسود في مشروع تشكيل لائحة يقلق باسيل لأن ولادتها تعني أن خسارته مقعداً في جزين تصبح محسومة والمقعد الثاني غير مضمون، فيما فوز عازار مسلّم به. بينما نكسه بوعده لأبو زيد سوف يخسره ليس فقط انتخابياً بل ايضاً سياسياً. فهل يكون تبني باسيل لترشيح كالصحافي رامي نعيم – الذي أصبح مقرباً منه شخصياً – مخرجاً له لعدم الاصطفاف بين اسود وأبو زيد؟”.

جورج العاقوري

صحافي ومعّد برامج سياسية ونشرات اخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى