منوعات

معارضون للحريري: هل فوجىء بأن باسيل صهر عون؟

أرجأ الرئيس سعد الحريري البت في خيار الاعتذار بعد جرعة المقويات التي تلقاها خلال الأيام الأخيرة من الرئيس نبيه بري.
ولكن من غير الواضح كم يمكن أن يدوم مفعول “الفيتامين السياسي” الذي حصل عليه الحريري من عين التينة، لاسيما ان رقعة خلافه مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لا تزال واسعة على رغم كل محاولات تضييقها، علما ان عامل الوقت لم يعد يخدم الرئيس المكلف الذي بات عليه ان يحسم قريبا وجهته النهائية، خصوصا ان الازمات المتفاقمة على كل الصعد قلصت كثيرا هامش المناورة السياسية في بيت الوسط كما في القصر الجمهوري.
كيف يمكن أن يتصرف الحريري؟
هناك من يفترض بأن اعتذار الحربري هو مسألة وقت ليس إلا، على قاعدة ان التفاهم بينه وبين عون وباسيل بات شبه مستحيل بعد القعر الذي انحدرت اليه العلاقة بينهم. وحتى لو تمكن الحربري من تشكيل الحكومة فلن يكون تعايشه مع رئيسي الجمهورية والتيار سهلا وسط أزمة الثقة التي تفاقمت خلال ثمانية أشهر من التكليف، وبالتالي فإن الانتاجية الحكومية ستكون في هذه الحال متواضعة وغير متناسبة مع تحديات الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تستوجب أعلى درجات التناغم والانسجام بين مكونات السلطة.
في المقابل، يعتبر آخرون ان الحربري لن يعتذر مهما طال أمد التكليف، أولا لان حساباته الشخصية والسياسبة تفرض عليه عدم الانكفاء في هذه المرحلة حتى لا ينكشف في مواجهة خصومه ويَسهُل استهداف لاحقا، وثانيا لان حلفاءه، وفي طليعتهم الرئيس نبيه بري، لن يسمحوا له بالاعتذار لاقتناعهم يان الحريري هو الخيار الأفضل الذي لا بديل حقيقيا عنه، ولكون الرئيس المكلف تحول إلى خط دفاع اول في المعركة مع العهد وتياره.
الا ان اوساطا سياسية معارضة للحريري في الوسط السني تلفت الى انه من غير الصحيح ان رئيس تيار المستقبل هو الخيار الأوحد او الأنسب لمواجهة المخاطر الداهمة التي تهدد لبنان على كل المستويات، لافتة إلى ان هناك نحو عشر شخصيات في البيئة السنية تستطيع تولي موقع رئاسة الحكومة اذا اعتذر الرئيس المكلف.
وتشير تلك الاوساط الى ان “ليست كل الطائفة السنية مع الحريري، إذ ان لدى معارضيه حيثيات تمثيلية وسياسية لا يمكن تجاهلها، وكذلك ليس كل المجتمع الدولي معه، ذلك أن السعودية تقاطعه في ظل دعاوى قضائية مرفوعة عليه، وفرنسا ممتعضة منه وتشعر بانه يراوغ، وواشنطن البراغماتية لن تمانع في سواه، وسوريا التي هي شريان حيوي لاقتصادنا تعاديه، وتركيا تواجه مشكلة معه في ما خص شركة الاتصالات، فكيف له وسط هذه المتاعب التي تثقل كاهله ان يتمكن من المساهمة في إنقاذ لبنان واستقطاب الدعم الخارجي له؟”
وتلفت الاوساط الى ان ما يجري حاليا يوحي بأن المطلوب معالجة أزمة الحريري لا أزمة البلد، محذرة من ان رئيس “المستقبل” وبدل ان يساعد لبنان أصبح في حاجة إلى مساعدة.
وتستغرب الاوساط سلوك الحريري “وكأنه عند تكليفه لم يكن يعرف من هو ميشال عون وجبران باسيل”، متسائلة: ألم يكن يعلم بأن باسيل صهر عون وهل فوجئ بطبيعة الرجلين وعنادهما وهو الخبير في تفاصيل شخصيتهما انطلاقا من تجربته السياسية معهما في فترتي التحالف والخصومة؟

عماد مرمل

اعلامي ومقدم برامج لبناني. حائز على إجازة في الصحافة من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في العديد من الصحف السياسية اللبنانية. مقدم ومعد برنامج تلفزيوني سياسي "حديث الساعة" على قناة المنار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى