مجتمع

فشل “17 تشرين” في إنتخابات مهندسي الشمال… “واتساب” يكشف خباياها

بعيداً عن تصريحات بعض وجوه حراك أو ثورة “17 تشرين” وإطلالاتهم الإعلامية – خصوصاً الطامحين منهم – المغلّفة بشعارات كمحاربة الفساد والإصلاح والتغيير لا يمكن لأي مواطن في أي دولة أن يرفضها والتي لا تخلو من “الشعبوية” الى حدّ إستغلال وجع الناس إحياء لتسجيل نقاط شخصية بالسياسة، تعكس مجموعات الـWhatsApp حقيقة نبض جماهير “17 تشرين” خصوصاً في تعليقات الأشخاص العاديين الذين لا حسابات ذاتية تسيّرهم ولا أحقاد أو عقد تكبّلهم ولا كفوف يلبسونها. فمتابعة الحوارات على هذه المجموعات من قبلنا كصحافيين مفيدة وصادقة أكثر من الإستحصال على تصاريح أو مواقف من المحركين في “17 تشرين”.

يوم فازوا في الأكثرية في الإنتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف أو في نقابة المحامين في بيروت مع النقيب ملحم خلف، شعروا بنشوة الإنتصار في هذه الجولات قبل خوض المعركة الأساس أي تغيير الطبقة الحاكمة ومدخلها ديمقراطياً صناديق الاقتراع النيابية. فكثر منهم لم يصحوا بعد من هذه “السكرة” وتوهموا خاطئين أن:

1-   وجع الناس وقرفهم وغضبهم من الطبقة الحاكمة التي نهبت جنى عمرهم وجعلت اللبناني يستجدي الدواء والغذاء يعني حكماً تأييدها لهم.

2-   رفع شعار “كلن يعني كلن” من قبل من نزلوا في “17 تشرين” يعني إعتبار أن الكل فاسدون، فيما كثر من هؤلاء أصروا على أن هذا الشعار يعني أن كل من شارك يوماً في الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد ( كثر منهم في صفوف “الثورة” اليوم) تحت مجهر المحاسبة لا الدينونة.

أمس كان إستحقاق إنتخابات نقابة المهندسين في الشمال حيث فاز المهندس بهاء حرب، الذي يرأس لائحة “2024” بمنصب نقيب المهندسين في الشمال المدعومة من “تيار المستقبل” و “تيار المردة” وتيار “العزم” و”مؤسسة الصفدي” و”القوات اللبنانية” التي نالت حصة الأسد عبر فوز 3 أعضاء. وبعيداً عن الغرق في القراءة التفصيلية للأرقام أو في ظروف التحالفات، أثبتت الوقائع المتعلقة بـ”الثورة”:

1-   التشرذم في صفوف “17 تشرين” حيث لم يستطيعوا التوحد بل تنافسوا عبر أكثر من لائحة تدعي تمثيل “الثورة”.

2-   تحالف بعض من يدعون أنهم تنظيمياً في صلب جبهات “17 تشرين” كـ”حركة الاستقلال” ضمن لائحة واحدة مع “العهد” اي “التيار الوطني الحر” ومع “السوري القومي الاجتماعي”.

3-   ضعف الاطار التنظيمي لمجموعات “17 تشرين” في الشمال مقارنة ببيروت.

هذه عيّنة من النقاش الذي دار على مجموعات الـWhatsApp التابعة لـ”17 تشرين” تثبت ما جاء أعلاه:

* نحن كمستقلين لازم يكون عندنا كيان واحد، كترة المجموعات دمرتنا.

* إذا الثوار بدهم يخوضوا الانتخابات النيابية متل انتخابات المهندسين، قمح رح ناكل وبلد رح ننقذ.

* لأن الكل عم يفتش على مصلحته الخاصة، مش عم يفتشوا على مصلحة البلد، والأنا كتيررررر عالية عند هالشعب.

* لازم نكون اقوياء بس اذا ما تحلفنا مع احد من الاحزاب رح تروح علينا.

*  الحلول نظريا سهلة عمليا مستحيلة، نظريا وحدة الثوار على رؤية وبرنامج وقيادة.

* نقابة المهندسين نقابة نخبة ولا يطغي على خيار الناخب عامل الجوع او البحث عن حليب وحفاضات، اذا “القوات” بنقابة طرابلس عرفت اختيار المرشحين ونسج تحالفاتها وربحت لازم نقدم لها التحية لأنها عرفت كيف تشتغل. هلق نحن الثوار كل ما نمشي 2 او 3 منطرق بعضنا؟! حتى بنقابة المحامين بس فاز النقيب المعتز لولا حركة “امل” كان “القوات” ربحوا. وكذلك نتائجهم في المدارس والجامعات فيما كلهم يحاربونهم اكان الاحزاب الاخرى او الثوار. حين سكروا مناطقهم لم يخطئ السيد حسن او الرئيس بري ان القوات سكرت الشارع وسمير جعجع يحركهم. وحين خرجت “القوات”  لم يعد هناك عدد على الارض.

* هذا اكبر دليل على ان الرهان على الانتخابات النيابية رهان خاطئ لن يوصل الا الى اعادة انتاج هذه السلطة برموزها والى تجديد “شرعيتها”! لا خلاص في ظل سلاح حزب الله. سنوات طويلة من التجارب تكفي.

*اذا عملنا ثورة لنروح عل الانتخابات مصيرنا الفشل، اوعى تفكرو راح نجيب اكتر من العدد لي استقالوا.

*اللي استقالو كمان فاسدين.

* ما بدنا نعمل متل التلميذ بس يسقط بحط الحق ع المعلمة. خلينا نشتغل ع النقد البناء. اذا نخبة متل المهندسين بينداروا للاحزاب خلينا نقعد ببيوتنا. مش غلط كثوار نعرف نعمل تحالفتنا حتى نواصل مرشحنا . بنقابة المحامين لوما اصوات بري ما طلع خلف. اذا بدنا نضل عم نعمل حرب مع الكل رح نضل محلنا حتى لو معنا حق. طرابلس خزان الثورة فليش خسرنا؟ لازم نقعد ونقيم شو صار.

* ما حطينا الحق على غيرنا، الانتقاد اولا للثورة على الفشل بتشكيل لائحة ولكن هذا لا يعفي الاحزاب… بدنا نعرف مين نجح وباصوات والتحالف مع مين. ولا ما عم نعمل سياسة على الطريقة اللبنانية بدنا سياسة نضيفة مش طرابيش. المشكلة مش مع جمهور الاحزاب انما مع زعماء الاحزاب يا صديقي.
* اللي مراهن عل الانتخابات عم بيلعب لعبتن بطريقه غير مباشرة
* أعتقد أن اللوم يجب أن يوجه إلى مهندسي الثورة الذين بدل أن يتوافقوا وينتصروا… اختلفوا… وتركوا قوى السلطة تتحاصص انتخابات نقابة الشمال… يقلقني هذا الواقع الذي سينعكس على الانتخابات النيابية إذا لم نتحرك ونتفق وننسق. الوقت داهم.
الوقت داهم، هذا التوصيف الصحيح. فهل ستعتبر قوى و جماهير “17 تشرين” من إنتخابات نقابة المهندسين في الشمال وتستفيق من “سكرة” الإنتخابات الطالبية في اليسوعية وفي نقابة المحامين في بيروت؟ هل ستنجح في توحيد صفوفها وخلق مساحة مشتركة؟ هل ستعلن هزيمتها مسبقاً في المناطق وتركز جهودها على بيروت وبعض اقضية جبل لبنان؟ تجربة الأمس لا تبشّر بالخير.

 

جورج العاقوري

صحافي ومعّد برامج سياسية ونشرات اخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى