مجتمع

بعد طول انتظار لقاحات لجميع الأمنيين والعسكريين

بدأت عمليّة التّلقيح ضد فيروس كورونا في لبنان منذ شباط الماضي. وبحسب خطّة الحكومة، بدأت المرحلة الأولى للطّاقم الطّبي الموجود في الصّفوف الأماميّة، الذي يقدّم الرّعاية لمرضى كورونا، والذي يعمل في الطوارىء وهم الأفراد الأكثر عرضة للخطر والتقاط العدوى، وأيضاً لمن هم فوق 75 عاماً. في حين أنّ الأجهزة الأمنيّة وخصوصاً عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللّبناني، وجب عليهم انتظار دورهم كأيّ مواطن عادي، في وقت كانوا معرّضين لخطر الإصابة بوباء ​كورونا​ مثل الطبيب وسواه، إن كان أوقات التّظاهرات الشّعبيّة، أو أثناء تطبيقهم قرارت التّعبئة العامّة.

وجرى تحديد الفئات ذات الأولويّة في حملات التّطعيم وفقاً للمعايير الآتية:

  • خطر التّعرض للفيروس والإصابة بالعدوى.
  • خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة عند التقاط العدوى.
  • الفئات التي تُعتبر أساسيّة للحفاظ على: حسن الاستجابة لجائحة “كوفيد 19″، ومنظومة الرّعاية الصحيّة، وحسن سير المجتمع ودورته الطبيعية.

ما يؤكّد أنّ عناصر الأجهزة الأمنيّة هم أيضاً أولويّة، فهم كانوا جزءاً من الخطّة الوطنيّة لمكافحة فيروس كورونا، إلّا أنّ الدّولة اللّبنانيّة كانت مقصّرة بواجباتها تجاههم، ولم تمنحهم أحقيّة تلقي اللّقاح.

وكان وزير الصّحة العامة، في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، أطلق حملة متأخرة لتلقيح “الأمنيين” بلقاح سينوفارم الذي قدمته الصّين هبة للبنان، في نيسان الماضي، وحصلت قيادة الجيش على 50 ألف جرعة منه.

حقوق مهدورة

مصدر أمني يقول لـ “أحوال”: كان على الدّولة اللّبنانية معاملة عناصر الأجهزة الأمنيّة والعسكرية كما الأطباء والممرضين، هم أيضاً كانوا جنوداً مجهولين، حملوا عبئاً كبيراً طوال الفترة الماضية. وكانوا على مستوى المسؤوليّة في كل الظّروف، قدّموا تضحيات وسهروا على حفظ الأمن في فترة التّظاهرات والاحتجاجات، وكانوا على تماس من المتظاهرين، ما عرّض الكثير منهم للاصابة بالفيروس.

حملة متأخرة

ويتابع المصدر، حملة تلقيح الأجهزة الأمنيّة أتت متأخرة وغير منصفة، خصوصاً وأن لبنان يمرّ بمرحلة استثنائيّة، وكان على الدّولة تقديم الحماية لهم أيضاً. ويضيف، خلال فترة التّظاهرات الشّعبيّة كان يُصاب حوالى 30 عنصراً بفيروس كورنا يوميّاً بسبب احتكاكهم بالمتظاهرين. وتمنى المصدر لو أنّ الأجهزة الامنيّة كانت جزءاً من الفئات المستهدفة منذ البداية. ولفت إلى أنّ العديد من العناصر والضباط مازالوا ينتظرون فئاتهم العمرية لتلقي اللقاح، متسائلاً، أهكذا يعامل الأمنييون؟

من جهته، يقول العسكري حسين 35 عاماً من قوى الأمن الدّاخلي إنّه أصيب بفيروس كورونا خلال فترة الاحتجاجات، أثناء قيامه بمهامه في حفظ الأمن، ونقل العدوى إلى 6 أشخاص من عائلته، ما أدى إلى وفاة عمّه. وبعد خسارته كان عليه انتظار دوره في تلقي اللّقاح، قبل أن يتلقى لقاح أسترازينيكا مؤخراً.

تقاذف مسؤوليّات

يبدو أن تقاذف المسؤوليّات بين الوزارات واضح- وعلنيّ، لتبقى عناصر الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة بانتظار فرج قريب. وللعودة إلى أسباب التأخير في انطلاق حملة تطعيم عناصر الأجهزة الأمنية، اتصل “أحوال” بمصادر وزارة الصّحة التي بدورها أكدت أنّ وزارتي الداخلية والدفاع هما المخولتان الإجابة على تساؤلاتنا حول التقصير بحق الأجهزة الأمنية (قوى أمن داخلي وجيش) وتأخير عمليّة تطعيمهم.

وفيما يتعلّق بمسألة انتظار بعض العناصر الأمنيّة دورهم بتلقي اللّقاح، تؤكد المصادر أنه بإمكان أي مواطن لبناني أو أجنبي فوق الثّلاثين عاماً تلقي لقاح أسترازينيكا، فيما يحقّ للمواطنين ما فوق السّتين عاماً  تلقي لقاح فايزر، بما فيهم الأجهزة الأمنيّة.

وتلفت المصادر إلى أنّ عمليّة التّلقيح بدأت للطّاقم الطبي الذي تولى معالجة مرضى كورونا، وهذا ما حصل في كل دول العالم، وهو أمر شددت عليه اللّجنة العلميّة لكورونا.

بدورها، تقول وزارة الدّاخلية إنّ عملية التّطعيم لعناصر قوى الأمن الدّاخلي جارٍ على قدم وساق، وفيما يخصّ الأولويات فهذا يتعلّق بوزارة الصّحة. أما وزارة الدفاع فحاولنا الاتصال بها مرار، ولكن لم يتمّ الرد على اتصالاتنا.

لقاحات على الطريق

أمّا رئيس اللّجنة الوطنيّة للقاح كورونا الدكتور ​عبد الرحمن البزري​، فيؤكد أنّ الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة في كل دول العالم لها أولويّة تلقي اللّقاح، إلّا أن أولويتها لا توازي أولوية القطاع الصّحي الذي يعمل في الصّفوف الأماميّة، خصوصاً في حالات انتشار الأوبئة، أو أولويّة المسنين عندما تكون نسبة الوفيات لديهم عالية في حال انتقال عدوى كورونا، في حين أنّ عناصر القوى الأمنيّة عادة ما يكونوا من فئة الشّباب، ما يعني أنه وإن أصيبوا بالفيروس، تكون نسبة امتثالهم للشفاء أكبر.

ويقول بزري، ندرك تماماً دور الأجهزة الأمنيّة، ونعلم أن لها أولوية تلقي اللّقاح مباشرة بعد الطّاقم الطّبي، ونأخذ بالاعتبار أولويات المهن. ويشدّد على أن اللّجنة العلميّة منحت الأجهزة الأمنيّة نوعاً من الأولية والمفاضلة ضمن خطّتها، وتم تلقيح بعض “الأمنيين” سابقاً، كما وبسّطت آلية الحصول على لقاح سينوفارم تسهيلاً لحصول “الأمنيين” عليه.

ووجه بذلك رسالة لكلّ العسكريين والأمنيين الذين ينتظرون دورهم بتلقي اللّقاح: “كنتم ولاتزالون ضمن أولويات خطتنا، وستحصلون جميعكم قريباً على حقّ التّطعيم، نظراً لتوافر مزيداً من اللّقاحات في الأيام القليلة المقبلة”.

ناديا الحلاق

 

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى