مجتمع

هل يحرّك انقطاع الانترنت الشارع اللّبناني كما فعلت الـ 6$؟

كريدية لـ "أحوال": أنا أوصّف واقعاً ولا دخل لي في أيّ خلافٍ سياسي

المواد الغذائية، الدواء، المحروقات، الكهرباء، واليوم الانترنت تنضم إلى سلسلة السلع والخدمات المشارفة على الانقطاع في لبنان. هذا ما نبّه منه المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية. الغالبية العظمى من اللبنانيين تلقّفت الخبر كحلقةٍ من مسلسل الأزمات اللبنانية المستمرة ذات الطابع الإقتصادي، والبعض تساءل ما إذا كان وقع هذا التحذير سيكون مماثلاً لما شهدناه من حراكٍ شعبيٍّ إثر إعلان نية تحويل خدمة الواتساب إلى خدمةٍ مدفوعةٍ من خلال فرض رسوم تُقدّر بـ6$، في حين أن البعض الآخر اعتبر أن كريدية المحسوب على تيار المستقبل انضمّ إلى جوقة المهدّدين بانقطاع الخدمات والسلع لغايات غير بريئة، تصبّ في مصلحة من يريدون التصويب على عهد رئيس الجمهورية ميشال عون من خلال مراكمة الأزمات التي تثقل كاهل اللّبنانيين، ولا سيّما أنّه اتضح وعن تجربة أنّ مسائلَ كهذه (أي المتعلقة بخدمات التواصل الاجتماعي والانترنت) لديها القدرة على تحريك الشارع، مع الأخذ بعين الاعتبار الأهمية البالغة لخدمة الانترنت في نمط الحياة الذي فرضته جائحة كورونا، لناحية التعليم والعمل عن بعد والتسويق عبر المواقع الالكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي.

ردّا على ذلك، يقول كريدية في حديثٍ لـ “أحوال”: “أنا اليوم أوصّف واقعاً اقتصادياً واجتماعياً، ولا نية لديّ على الإطلاق في زيادة الضغط على أيِّ فريقٍ كان. فتراجع خدمة الإنترنت في عكار العتيقة أو في جبيل، بالنّسبة لي الأمر نفسه، وينحصر بأن هناك مواطن لبناني لا تصله الخدمة. أنا لا أحاول ولا أسعى للدخول في أيِّ خلافٍ سياسيٍّ قائمٍ في البلد”.

وعن احتمال تراجع او انقطاع خدمة الانترنت، يشرح المدير العام لهيئة أوجيرو أن ازدياد ساعات تقنين التيار الكهربائي، يستدعي الاعتماد على مولدات الكهرباء، ولا سيما مولدات الطوارئ التي تجهزها أوجيرو في بعض المناطق من أجل استخدامها لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات، وهي مدة انقطاع التيار الكهربائي في الحالات الطبيعية، مضيفاً أن هذه المولدات لا قدرة لديها على العمل لمدّة 20 أو 21 ساعة يومياً، لما يلحق بها من أعطال، لذا مع انقطاع الكهرباء، ستنقطع خدمة الإنترنت لدى المشتركين.

يستبعد كريدية أن نصل إلى انقطاع كامل في كافة المناطق لخدمة الإنترنت التي تقدّمها أوجيرو في الوقت الحالي، طالما أنّ إمدادات المازوت مستمرة والمولدات موجودة ويتم تبديل مصدر الطاقة بين الكهرباء التي تؤمنها معامل الدولة وتلك التي تؤمّن من خلال المولدات، أيّ أنّ احتمال الانقطاع التام لخدمة انترنت أوجيرو شبه مستحيل.

ولكن هذا لا يعني أن المناطق ذات مراكز الانترنت الصغيرة، والتي لا قدرة على تأمين قطع غيار وإصلاح الاعطال في مولداتها بالسرعة اللازمة، لن تتراجع الخدمة فيها.

أما عن تزويد هذه المولدات بالكميات اللازمة من المحروقات، يؤكّد كريدية أن المديرية العامة للنفط تؤمّن لهذه الغاية بين 60 و70 ألف ليتر من المحروقات يوميّاً ليستمر تشغيل المولدات خلال ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

ويشير كريدية إلى أنّه تمّت تأمين الكهرباء لغرف التقوية في المناطق النائية عبر أصحاب المولدات الذين يهدّدون بتقنين الكهرباء ابتداءً من الاسبوع المقبل لمدّة 4 أو 5 ساعات يومياً. وإذا لم يصل التيار الكهربائي لغرف التّقوية من كهرباء لبنان، ومن أصحاب المولدات، لا إمكانية لتشغيلها وإيصال الخدمة إلى المشتركين.

والحديث عن انقطاع خدمة الانترنت هنا، ينحصر بالـ Broadband سواء عبر خطوط أوجيرو أو الفايبر أو غيرها، ولا يشمل خدمة الـ3G  أو الـ 4G. فالمراكز التي يتم تأمين الانترنت عبرها للبنان هي مراكز كبرى مزوّدة بأكثر من مولد كهربائي، كي يستمر تزويد الكهرباء حتى ولو توقّف أحد المولدات عن العمل. ولكن مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، حتى الهواء قد ينقطع.

 

آلاء ترشيشي

آلاء ترشيشي

مذيعة ومقدمة برامج. محاضرة جامعية. حائزة على ماجستير في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى