مجتمع

ربّوا الحمام الزاجل… اللّبناني قريبًا بلا هاتف ولا إنترنت

كريديّة لأحوال: لا تحمّلونا مسؤولية انقطاع الانترنت... المشكلة لدى كهرباء لبنان

تفاجأ اللّبنانيون ممّا أعلنه مدير عام أوجيرو للاتصالات عماد كريديّة في تغريدة يحذّر فيها من الاستمرار في رفع ساعات التّقنين الكهربائي، والذي يهدّد إمكانيّة أوجيرو تقديم الخدمات،  ما يطرح العديد من الأسئلة حول جدّية وصول التقنين إلى الإنترنت، ودخول اللّبنانيين في أزمة تضاف إلى أزماته.

أحوال تواصل مع كريديّة  الذي أشار إلى أن المنشآت النفطية حتى الآن تزوّد أوجيرو بالمشتقّات النّفطية بمعدل 70 ألف ليتر من مادّة المازوت يوميًّا، وتقوم بجهد كبير لتأمين هذه المادّة،  لكنّ المشكلة أبعد من المشتقات النفطية وتوفّرها، المشكلة اليوم هي في زيادة ساعات التقنين من كهرباء لبنان، وبالتالي زيادة الضّغط على مولّدات أوجيرو غير المهيّئة للعمل لعشرين ساعة، لأن ذلك يجهدها ويفوق قدرتها، وبالتالي يؤدّي ذلك إلى تعطّلها، وإصلاح أي عطل واستبدال أي قطعة بحاجة إلى دولار أميريكي، واليوم ميزانية المؤسّسة على 1500 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد، ما يرتب أعباءً كبيرة تفوق قدرة أوجيرو.

ولفت كريديّة إلى أنّ المراكز الكبيرة تعمل بشكل أفضل من المراكز الأخرى نظرًا لوجود أكثر من مولد يقوم بتغطية ساعات التّقنين، أما في المناطق النائية كما حصل في عكار العتيقة وعكروم وخلدة فالمولد لديه قدرة على تغطية ساعات التقنين من 4 إلى 8 ساعات، لكن لا يمكن أن يعمل طوال الوقت، وإذا عمل فإنه يتعطّل وبالتالي يصبح الناس خارج الخدمة.

نحن لا نريد أن نربك الناس، لكن قصدت من هذه التغريدة أن أضع المواطنين أمام الواقع الذي نحن نعيشه وعن الحال الذي سنصل إليه في ظل تقنين الكهرباء، والمشكلة اليوم ليست لدى أوجيرو ولا وزارة الاتصالات، المشكلة لدى كهرباء لبنان التي ترفع ساعات التقنين، وفق ما أشار كريديّة.

 

نحن اليوم مستمرّون بإيجاد الحلول وتصليح الأعطال بسرعة، فإذا كنّا محظوظين يكون لدينا قطع غيار أو نقوم بتأمينها من السّوق، ويتطلب ذلك من يومين إلى ثلاثة أيّام، وخلال هذه الفترة يفقد المواطن هذه الخدمة التي قام بدفع ثمنها، وإذا بقيت ساعات التّقنين في تصاعد من كهرباء لبنان، فأوجيرو لن يكون باستطاعتها حمل هذا الحمل.

ولفت كريديّة إلى أن غياب الكهرباء عن سنترال في منطقة ما، يُفقِد الإنترنت والهاتف معًا، ما يعني أنّ المواطنين سيصبحون بلا هاتف ولا انترنت.

أزمة التّقنين ستصل إلى الاتّصالات والإنترنت قريبًا في ظل زيادة ساعات التقنين، ما سيضع اللّبناني في مأزق كبير، خصوصًا أن نسبةً كبيرة من المؤسّسات تعتمد العمل عن بعد عبر الانترنت في ظلّ تفشّي جائحة كورونا، إضافة إلى استحالة العمل والتواصل دون الهاتف والانترنت، فهل تنقذ كهرباء لبنان قطاع الاتصالات عبر زيادة ساعات التغذيّة، أم أنّنا ذاهبون إلى الشلل المحتّم في هذا القطاع، في ظل غياب أفق الحل في موضوع الكهرباء لدى الحكومة؟.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى