منوعات

“القوات” تنتظر “التيار” على مفرق الاستقالات!

كثُر خلال الأيام الماضية الحديث عن احتمال إسقاط المجلس النيابي عبر استقالات جماعية تبدأ بـ تكتل لبنان القوي ولا تنتهي مع القوات اللّبنانية، ليعيش لبنان في حال حصلت هذه الاستقالات مرحلة انتقالية لا أحد يعلم إلى أين ستأخذ البلاد والعباد.

مصادر بارزة في القوات اللبنانية أشارت لـ”أحوال” إلى أنّ “الهدف الأساس للقوات اللبنانية هو الانتخابات النيابية المبكرة، وبمعزل عن من يستقيل، المهم هو الهدف، لأنّ القوات اللبنانية تعتبر أنّ لا إنقاذ ممكن إلّا من خلال إنتاج سلطة جديدة، وتعتبر أيضًا أنّ أي حكومة مع الفريق الحاكم لن تغيّر في المشهد السياسي والمالي والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، وأنّ المعبر للإنقاذ ليس الحكومة إنّما الانتخابات النيابية المبكرة وإنتاج سلطة متكاملة عبر مجلس نيابي جديد ينتخب رئيس جمهورية ويشكل حكومة إنقاذية”.

ولفتت إلى أنّه “بالنسبة للقوات، الانتخابات المبكرة هي الهدف الجدّي لهذه المرحلة، ولذلك نعتبر أنّ أي استقالة تؤدي إلى إسقاط مجلس النواب نحن معها وندعمها بمعزل عن من هي الجهة التي ستستقيل”.

وأكّدت مصادر القوات أنّ “التيار الوطني الحر (تكتل لبنان القوي) لديه كتلة وازنة في البرلمان، وبالتالي بعد استقالته تستقيل القوات اللبنانية فورًا”، مشيرة إلى أنّه “لا تنسيق بين القوات والتيار على مسألة الاستقالة لأنّ موقف القوات واضح ومعلن، ونحن أوّل حزب سياسي يتخذ هذا الموقف ويصرّ عليه، ولدينا الجديّة التامة على هذا المستوى وسنذهب في هذا الاتجاه إلى أقصى الحدود”.

ولفتت إلى أنّ “الأساس هو استقالة نواب التيار الوطني الحر، وسنستقيل في حال تمّت هذه الاستقالة دون الحاجة إلى التنسيق، لم ولن نتردد في هذه الخطوة، اللّهم الطرف الآخر أن يكون جديًا في هذا الطرح، وأن لا يكون موقفه موضوع مناورة سياسية لأهداف سياسية”.

من جانبها، أشارت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر، إلى أنّ “استقالة نواب التيار الوطني الحر في حال فَشِلت المبادرة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه برّي لتشكيل الحكومة هي مدار بحث جدي على طاولة التكتّل”.

وأكّدت أنّ “طرح الإستقالة من مجلس النواب ليس مناورة سياسية بل طرح جدّي سيُنفذ بحال تُركت الأمور على حالها”، مشيرة إلى أنّ “لا مهلة محدّدة لهذه الخطوة، لكنّ الأمور لن تُترك إلى ما لا نهاية”.

يُذكر أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري عاد إلى بيروت فجر اليوم الإثنين، ومن المتوقع أن يقدّم مقترحاً حكومياً  يختلف عن طروحاته السابقة، لكن معلومات “أحوال” تفيد بأنّ الحريري يرفض بشكلٍ قاطع أن يتم تشكيل الحكومة دون دعم المملكة العربية السعودية، لأنّه يعتبر أنّ دعم المملكة سياسيًا وماديًا وحده يُمكن الحكومة من إخراج لبنان من نفق الأزمات المستعصية، وفي حال بقيت السعودية على موقفها بعدم تبني الحريري فإنّ حكومته في حال أبصرت النور لن تكون سوى نسخة عن حكومة الرئيس حسان دياب.

ووفق المعلومات، فإنّ المملكة العربية السعودية مصرّة على موقفها بعدم دعم أيّ شخصية سياسية لبنانية، لاسيّما أن حزب الله لا يزال الطرف الذي يتحكّم بالقرار السياسي، والمملكة باقية على الحياد فيما يخص الأزمة اللّبنانية، وهي تقف فقط إلى جانب الشعب اللّبناني وتعتبره ضحية القرارات التي يتخذها حزب الله وكل من يشاركه بالحكم.

 

محمد مدني

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى