رياضة

كريستيانو رونالدو ..حكاية موسمين مع السيدة العجوز

مما لا شك فيه ان انضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي شكل إضافة نوعية لكلا الطرفين.

رونالدو الذي انتقل إلى صفوف “السيدة العجوز” في صيف 2018 قادما من ريال مدريد مقابل صفقة قياسية بلغت 100 يورو على الرغم من تخطي اللاعب الكبير سن الثلاثين عاما، ولكن نجما بحجم رونالدو لا يمكن إطلاقا لأي ناد أن يفرط بالتعاقد معه وإغفال مهاراته وشعبيته؛ وعلى وجه الخصوص إمكانياته البدنية والفنية.

فاللاعب البالغ حاليا 35 عاما من العمر، ما زال باستطاعته إحداث الفارق مع أي فريق بسبب سعيه الدؤوب للحفاظ على لياقته وجاهزيته، ما يرفع عنده نسبة الصراع مع الذات وخلق التحدي وحب الاندفاع نحو العطاء وصوب كل ما يتعلق بالمجازفة.


نتحدث هنا في لغة الأرقام وتحديدا عن الفارق الذي حدث مع البرتغالي كريستيانو حين قدم إلى العاصمة مدريد وحط في “سانتياغو برنابيو” وبين ما تحقق عقب انضمامه لفريق “بيانكونيري” في تورينو.

ويبدو جليا أن ما حققه مع يوفنتوس في أول موسمين من أصل موسمين كاملين يفوق ما تحقق مع الميرينغي؛ وفي “سن الرشد” الكروي أو في قمة النضوج أحرز رونالدو لقب الكالتشيو في الموسمين المنصرمين؛ على حين لم يستطع تحقيق لقب الليغا مع ريال مدريد موسمي 2009- 2010 و2010 – 2011 بل اكتفى يومئذ بالمركز الثاني خلف برشلونة، وهذه علامة مميزة وفارقة تحسب لرونالدو ولفريق السيدة العجوز معا.

هذا على الصعيد المحلي؛ أما اوروبيا فالامور قد تكون متساوية لأن لقب دوري أبطال أوروبا بقي خارج خزائن ريال مدريد عامي 2010 و2011 كم هي الحال مع يوفنتوس عامي 2019 و2020.

ولكن على الصعيد الشخصي وجد رونالدو نفسه هدافا للدوري في الموسم الثاني مع ريال مدريد أي في موسم 2010 – 2011 برصيد 40 هدفا فتجلت حينها الأريحية في التسجيل وظهر المعدن النفيس في هذا اللاعب الذي حل وصيفا في الموسم الذي سبقه.

طبعا عامل التهديف وهو الأهم بالنسبة لنجم كبير يبقى أسهل في الدوري الإسباني على أن التسجيل بوفرة ودك مرمى الخصوم في الكالتشيو الإيطالي نظرا إلى فارق المستوى الدفاعي الذي تتبعه المدرسة الإيطالية وتختلف فيه عن المدرسة الإسبانية؛ فهي، أي الإيطالية معروفة بالصلابة وتقارب المستوى بين ثلثي الفرق المشاركة في البطولة والمنافسة الجدية بين الثلث الأول؛ على حين نجد أن نسبة الربع الأول من الفرق الإسبانية هي التي تتنافس في ما بينها والباقي أشبه بالكومبارس، وغالبا ما يتكون الصراع الفعلي بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة مع تدخل “محدود” لأتلتيكو مدريد الذي يعتبر “حسكة” في الزلعوم أو فريق عابر.

بينما في إيطاليا وعلى الرغم من سيطرة يوفنتوس، بفعل الفارق الكبير في الميزانية السنوية مع الفرق الاخرى، والأموال التي يصرفها إلا أن التكهن بنتيجة أي مباراة يبقى مبهما وغامضا حتى يطلق الحكم صافرته والفرق المتنافسة بشكل رئيسي معروفة للجميع وهي روما ولاتسيو وميلان وإنتر ونابولي إلى جانب اليوفي.

في عالم الأرقام لرونالدو نجد أنه سجل هذا الموسم 31 هدفا في الدوري من أصل 34 مباراة لعبها، من بينهم 12 هدفا من علامة الجزاء و”هاتريك” وحيد ليحل ثانيا في ترتيب الهدافين خلف مهاجم لاتسيو تشيرو ايموبيلي الذي سجل 36 هدفا.

وفي الكأس سجل هدفين ولعب 4 مباريات؛ وهو مجموع الأهداف في موسمين كاملين.

أما في دوري الأبطال فقد سجل 4 أهداف من أصل 8 مباريات لعبها؛ وبلغ مجموع أهدافه مع يوفنتوس حتى حتى الآن 52 هدفا رسميا من أصل 63 مباراة وهذه الأرقام تعتبر ممتازة. بينما بلغ مجموع أهدافه مع ريال مدريد في كل المواسم التي خاضها في الليغا 311 بعدةان لعب ما مجموعه 292 مباراة.

ويبقى اللقب الأوروبي الذي أحرزه مع ريال مدريد في ربيع 2018 وختم به مشواره الإسباني الحلقة المفقودة مع الفريق الإيطالي وسيسعى لتحقيقه بلا أدنى شك.

ولم تكن بدايته موفقة في دوري أبطال أوروبا، تلك البطولة التي تعاقد معه البيانكونيري خصيصاً من أجلها بعد أن أخفق في التتويج بها منذ فترة طويلة، ومع أرقام البرتغالي المتميزة للغاية في هذه المسابقة، اعتقد مسؤولو المارد الإيطالي أن البرتغالي سيكون هو الحل من أجل إعادة الأمجاد القارية مرة أخرى في أقرب فرصة، فقد تعرض رونالدو للطرد في أولى مشاركاته مع يوفنتوس أمام فالنسيا في المباراة التي بكى فيها اللاعب بشدة بسبب احساسه أنه طُرد ظلما.

ولكن مع كريستيانو رونالدو تبقى الحكاية مستمرة والألحان تعزف على وقع خطواته وأهدافه وللموسم المقبل بقية ومواعيد أخرى.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى