ميديا وفنون

نجوى كرم لـ”أحوال”: حملات الهجرة مشبوهة ومش مسموح إنسأل هالسؤال

“ما إلنا نفس لا نغني ولا نحكي”…. بهذه العبارة ردّت الفنانة نجوى كرم على طلبنا إجراء حوار معها… لا يخفى على أحد حالة الإحباط التي يعيشها معظم اللبنانيين.
أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية، تخللتها جائحة كورونا بكل صعوباتها، لتتوّج اخيراً بالانفجار المأساوي الذي هزّ كل لبنان انطلاقاً من عاصمته الجريحة بيروت… نسألها:

-منذ مدة وأنت تؤجلين إصدار أغنية جديدة بسبب الأوضاع، اليوم ازداد الوضع كارثية. هل تفكرين بإصدار اغنية وطنية تحاكي اوجاع الناس؟

الأغنية مهما كان نوعها، بحاجة الى ظروف ومناخ مناسبين. وفي ظلّ هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيشه بعد الضربة القاسية التي تلقاها لبنان، نحن نشعر بالوجع مثل كل الناس. لهذا لا أعتقد أنه الوقت المناسب لا للشعر ولا اللحن أو الأغنية. فالدمار لم يكن عادياً، دون ان ننسى الضحايا وبعضهم لا يزال مفقوداً.

-حملات عدّة أطلقها نجوم ومشاهير عالميون بهدف جمع التبرعات للمنكوبين جراء انفجار المرفأ (منهم الشاب خالد، جينيفر لوبيز، زهير مراد، ميكا والخ). لماذا لم نرَ مبادرات مماثلة من نجوم لبنان خصوصاً الكبار منهم؟

ربما لم يكن هناك مساهمات من الكبار لأننا نرغب في المباشرة بذلك من مكان يفترض أن يكون صحيحاً، لنعرف بالتحديد إلى أين تتجه هذه الاعانات.

-من الملاحظ أنّ عدداً من الفنانين انغمس في السياسة من رأسه حتى أخمص قدميه، بينما تمكّن البعض الآخر من إقامة توازن معين. ماذا عن مواقفك؟

السياسة ليست لعبتنا، إن كان السياسيون أنفسهم تائهين و “مضعضعين” فكيف نحن… نحن نغني ونحمل رسالة فرح وحالة معينة تنقل المتلقي إلى مكان آخر فتساهم في أن تنسيه هموم الأرض. هذه هي رسالتنا.

-سمعتِ بالتأكيد عن حملة أقيمت منذ فترة تشجّع الناس على الهجرة. بعد مأساة بيروت ماذا تقول نجوى كرم عن هذا الموضوع؟ وهل تعتبرينها حملة مشبوهة لأغراض معينة؟

شخصياً بالتأكيد لست مع الهجرة، ورأيي ان الهدف من تلك الحملة كان تهجير الشباب ودعوة لبنان الى الشيخوخة. انا أرى لبنان في شبابه، وفي عبقرية اجياله المرتكزة او المسنودة على حضارات توزعت على العالم كلّه. للأسف نوزّع ادمغتنا ونهجّرها، ونصدّر ثقافتنا وفكرنا. وهذا الأمر لم يعد مسموحاً. يفترض أن نكون في دولة لها رؤية وأن يكون هناك حد ادنى لهجرة شبابنا.

-ماذا تقولين للشباب خصوصاً ولكل شخص يعاني من الإحباط في هذا البلد؟

ليس علينا سوى الصمود في وجه هذا الشر المتربص ببلدنا ويرغب بشدة بهدم كل ما بنيناه من زمن أجداد أجدادنا. “كل عمرو لبنان حصرمة بعيون الحساد”، كنا نعتقد أنه غير موجود على الخريطة أو يبدو كالنقطة عليها، لكن اتضّح أنه هو الخريطة.

-في حال قررت الهجرة، أي بلد نختارين ولماذا؟

“مش مسموح انسأل هيدا السؤال، في حال… ما في حال بالنسبة إلي، لا محال”.

-البلد اليوم في حالة ترقب سياسي وامني واجتماعي واقتصادي… كيف تنظرين الى المستقبل؟

انا ممن يؤمنون بالعدل الإلهي، ومن يعمل السيئات بالسيئات سيُلقى، والأمر ذاته بالنسبة الى الحسنات. هذا أمر اعرفه تماماً ومتأكدة منه. لا بدّ أن يشرق النور أخيراً. لكن يجب في الوقت ذاته أن نزرع في أبنائنا الوعي الاقتصادي والسياسي، والوعي الاجتماعي اولاً، ثم ننطلق من مجتمعنا الى ثقافتنا سياسياً واقتصادياً. كما لا يجب ان نلحق بعد اليوم أي عباءة. لدي خوف مستقبلاً في حال جرت انتخابات نيابية جديدة، أن نتحمس من جديد ونعود لانتخاب الأشخاص ذاتهم، هذه هي المشكلة.

-تربطك علاقات صداقة مع عدد كبير من النجوم العرب. لماذا لا تجتمعون في مشروع فني لمساعدة لبنان؟

أشكر بالمناسبة كل النجوم والفنانين الذي تقدموا إلينا بواجب العزاء وكانوا إلى جانبنا في هذه المحنة. الفنان مرهف الحسّ ويؤمن أنه يجب ان يكون الى جانب أخيه الانسان. نحن أخوة حول العالم، ومن لا يريد أن يصدق هو خاسر. نحن جسم واحد، وأي جزء يعتلّ يصيب كامل الجسم بالألم، وهذا ما يصيبنا ليس فقط في لبنان بل في العالم كلّه.

-هل تؤمنين بنظرية المؤآمرة في موضوع فيروس كورونا لناحية أنه مركّب، وان الهدف منه السيطرة على العالم؟

نحن نعيش لنرى، ان كانت كورونا أو اخواتها. السيطرة محتّمة على العالم أجمع بطريقة أو بأخرى، وأعتقد ان جائحة كورونا تهدف الى هذا الأمر، سواء هي او أي امر آخر قد يخترعونه لاحقاً للتأثير.

-كلمة أخيرة؟

كلمتي الأولى والأخيرة. “ما حدا يخلُص من دون المحبة”. هذه ليست مثاليات  بل حقيقة وواقع. لنعد إلى جذورنا وعائلتنا ولمحبتنا كي ننطلق من باب الضمير الى بوابة العالم.

رولا نصر

 

رولا نصر

صحافية لبنانية تعمل في المجال الفني والاجتماعي منذ 1997. حاورت اشهر النجوم العرب وشاركت في تغطية كبرى المهرجانات في مختلف العواصم العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى