منوعات

هل تخشى القوات اللبنانية حصول التسوية على حسابها؟

ماذا عن الصعوبات التي تواجه التسوية الحكومية؟

بالتزامن مع الحوادث الأمنية المتنقلة، والتي حطّت ليل أمس الاول في خلدة، كانت الإشارات الإيجابية حول الملف الحكومي تتصاعد من بيت الوسط وعين التينة وبعبدا، بما يوحي وكأن إتفاقا على إسم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة المقبلة قد حصل، ولكن هذا الأمر لا يشكّل الحقيقة الكاملة، فالإتفاق مع الحريري لم يتم بعد،  ناهيك عن موقف رؤساء الحكومات السابقين، كما أن الأسماء المطروحة غير مؤكدة، خصوصا بعد أن أعلن تمام سلام عن عدم نيّته ترؤس أي حكومة حاليا، وذلك بعد ما علم “احوال” أن الغطاء السعودي لم يتوفر لسلام بعد، وبالتالي هو لن يُقدم على خطوة مماثلة دون غطاء عربي كامل.

لا اتفاق حول اسم الرئيس المكلف بعد

لم يصل الإتفاق الحكومي الى مرحلة الأسماء بعد، تقول مصادر سياسية مطّلعة، مشيرة الى أن النقاش الوحيد حول الأسماء كان فقط بأن لا يكون مرشح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، أحد الأسماء المستفزة سياسيا، مثل السفير السابق نوّاف سلام، أو نائب حاكم مصرف لبنان السابق محمد بعاصيري، مشددة على أن الحريري بحال مضى بالتسوية يريد الاحتفاظ بالإسم لنفسه لأنه يرفض إعلان أي إتفاق على أي إسم قبل الاستشارات النيابية، ما يوحي وكأن مخالفة الدستور عند كل استحقاق حكومي أصبحت تحصيل حاصل.

إذا، مع تعدّد الأسماء التي تُرمى في الإعلام، والحديث عن تولي المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، علي حسن خليل، مهمة التفاوض بإسم فريق 8 آذار مع سعد الحريري للإتفاق على الإسم، تكشف المصادر عبر “أحوال” أن القلق الذي يشكل أولى الصعوبات امام التسوية هو أن يكون الإتفاق على الإسم منفصلا عن الإتفاق على برنامج الحكومة وشكلها، ما يعني أن الوصول الى رئيس مكلّف سيكون أمرا شكليا لإرضاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

أجواء التسوية لم تصل الى معراب

إن هذا الامر تخشى منه المعارضة النيابية، وتحديدا الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب القوات اللبنانية، اذ تكشف المصادر أن أجواء التوصل الى تسوية لم تصل الى المختارة ومعراب بعد، فالطرفين لا يزالا على حذرهما من تبنّي أي طرح، قبل التأكد من أن الطرح هذا يحظى بقبول داخلي كامل، وخارجي أيضا، لأن الجميع أصبح على قناعة بأن تكرار التجارب الحكومية السابقة، سواء كانت حكومات وحدة وطنية أو حكومات الفريق الواحد، لن ينجح.

لا تخشى القوات اللبنانية، بحسب مصادر مطّلعة على موقفها، حصول إتفاق رباعي داخلي بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل، يستثنيها في المرحلة المقبلة، خصوصا بعد المعلومات التي تتحدث عن إمكان التحاق الحزب التقدمي الإشتراكي بالتسوية في أي لحظة، بسبب علاقة جنبلاط برئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهة، وعلاقته مع الحريري من جهة أخرى، لأن الأمور من وجهة نظر القوات اللبنانية لم تعد متعلقة باتفاقات داخلية، بل باتت الشروط الخارجية هي التي تفرض نفسها، وبالتالي لا يمكن أن يقع سعد الحريري في فخ هذه القوى من جديد، وبناء عليه فإن توجه سعد الحريري بحال صحّت المعلومات حول تسميته لإحدى الشخصيات السنية لتشكيل حكومة وتغطيتها سياسيا فهذا يعني أن إتفاقا خارجيا قد حصل على الحكومة وكل تفاصيلها، وإلا سيكون قد خسر المزيد من مصداقيته، وهذا ما سيظهر خلال 48 ساعة، وبالتالي فإن موقف القوات اللبنانية كما كل استشارات نيابية سابقة سيُعلن قبل موعد الاستشارات بساعات قليلة.

وتؤكد المصادر أن الصعوبات التي تواجه التوصل الى تسوية لا تزال قائمة، وبقوّة، وأبرزها التوفيق بين مطلب قوى 8 آذار بتشكيل حكومة سياسية أو تكنوسياسية، ومطلب تيار المستقبل وسعد الحريري داخليا، والإدارة الاميركية والدول الخليجية خارجيا، بتشكيل حكومة مستقلة عن القوى السياسية، لذلك لا يزال من المبكر الحديث عن تسوية مكتملة، خصوصا أنه سبق للحريري أن وافق على تسمية مرشح ودعمه، ثم تراجع عن هذا الامر، قبل تشكيل حكومة حسان دياب.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى