منوعات

المفتي دريان في خطبة العيد: أعان الله الحريري

نخشى من عنف اجتماعي يؤدي إلى ثورة الجياع

ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، خطبة عيد الفطر السعيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، النائبين فؤاد مخزومي وعدنان طرابلسي، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في لبنان القاضي الشيخ خلدون عريمط، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، علماء وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات السياسية، الاجتماعية، النقابية والعسكرية.

واستهلّ دريان خطبة عيد الفطر بتحيّة لفلسطين التي تقاوم العدوان الإسرائيلي، فقال: “ستبقى القدس عنوانا للوحدة العربية والإسلامية، وستبقى فلسطين قضيتنا المركزية، وما يجري اليوم في باحات المسجد الأقصى من قبل العدو الإسرائيلي المغتصب هو انتهاك لحقوق الإنسان، وتعدٍ على المقدسيين والفلسطينيين، وعلى العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم، وهو إرهاب منظم لا يمكن السكوت عنه”، داعيًا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، الى اتخاذ إجراءات سريعة لردع هذا العدوان وإنصاف الشعب الفلسطيني، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف”.

وتابع دريان: “وكما نشيد بنضال الإخوة الشهداء والشهود في فلسطين، نشيد أيضًا بأهل الخير والتضامن والتكاتف في لبنان، وبروح العيش المشترك التي ظهرت في أعمال المتطوعين من الشباب والشابات الذين لا يزالون يعملون بدون كلل ولا هوادة، لتجاوز كارثة انفجار المرفأ وكوارث الوباء الذي كلف آلاف المصابين وآلاف الأرواح، وكذلك نشيد بجهود سائر العاملين في المستشفيات ومراكز التلقيح وفي مساعي النجدة والمبادرة، فهذا هو الشعب اللبناني الذي نعرفه ونقدره، والذي يبقى مناط الرجاء والعيش العزيز الكريم”.

في المقابل، توجّه دريان إلى العاملين بالشأن السياسي العام، “المقصرين والمشاركين في صنع الأزمة الكبرى التي يعانيها اللبنانيون جميعا، إذ خذلوا مواطنيهم خذلانا شديدًا حين انغمسوا في الفساد، وحين حالوا دون تشكيل حكومة قادرة على إيقاف الانهيار وإعادة الاعمار، والذهاب إلى المجتمع الدولي من أجل المساعدة”، بحسب تعبيره، مضيفًا: “هؤلاء السياسيون مسؤولون ومدانون من طريق الانغماس في الفساد الذي صار وباء أفظع من وباء كورونا، وطريق منع الخير ومنع عمل المؤسسات الدستورية، والانحدار إلى مستويات دنيا من مخالفة الدستور وضرب القضاء، ومن اللجوء إلى أوهام الطائفية والتفرقة بين المواطنين”.

من هنا، أكد المفتي دريان أن “كل هذه الأعمال السيئة، لن ينساها لهم الشعب، الذي انكشفت أمامه نزعات السياسيين الذين انهمكوا لأعوام وإلى الآن في الاعتناء بمصالحهم على حساب الناس وحساب استقرار لبنان وسمعته بين دول العالم”، لافتًا إلى أن “الرأي العام يتساءل معنا أيضًا، أين نتائج التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، وأين هي حقوق المواطنين الذين قتلوا أو جرحوا أو دمرت ممتلكاتهم؟ كل تاخير في هذا الملف هو نقطة سوداء ووصمة عار في مسيرة الوطن”.

وأضاف: “إن ما نشهده من أزمات تلو الأزمات، وآخرها تهديد المواطن بانقطاع ما تبقى من بعض ساعات التغذية الكهربائية، جعلنا نتساءل: هل سيبقى الصمت سائدا حتى يتحول لبنان إلى العتمة الشاملة، ويقضى على مقومات عيش المواطن الكريم الذي ينزف دما ودموعا وبطالة، ويتضور جوعاً نتيجة أخطاء الحكم وخطاياه؟”.

وانطلاقا من ذلك، قال دريان: “نخشى من انفجار أو عنف اجتماعي يؤدي إلى ثورة الجياع التي لا تبقي ولا تذر، وحينها لا ينفع الندم؛ ويكون علينا بعد السياسيين، أن نتوجه بالعتب الشديد إلى أولئك الذين ائتمنهم الشعب على أمواله وودائعه، فخانوا الأمانة وانصرفوا إلى التربح، فشاركوا بقوة السياسيين في تدمير قطاع لبناني عريق، شهد له اللبنانيون والعرب والعالم في زمن الأسلاف، حين كان لبنان هو مصرف العرب ومستشفاهم وجامعاتهم ومدارسهم. وكم اعتززنا بثورة الشباب من أجل الإصلاح، وما نزال”.

أما في ما يتعلّق بملف تشكيل الحكومة، فأكد دريان أن المبادرات الداخلية والخارجية لتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين لم تثمر حتى الآن، “والسبب أصبح معروفاً للقاصي والداني، وهو الشخصانية والأنانية التي تعمي البصر والبصيرة، فالعراقيل والعقبات التي وضعت وتوضع في وجه الرئيس المكلف تأليف الحكومة، ما زالت قائمة، ويبدو أنها مستمرة بشكل ممنهج”، معتبرًا أن الانهيار والخراب الذي نعيشه لا يمكن أن يتوقف إلا بولادة حكومة تعالج الفساد والاهتراء الذي لم يشهده لبنان على مدى عقود، وتقوم بالإصلاحات المطلوبة، “وأي كلام آخر هو خداع للناس”، بحسب قوله، مضيفًا: “علينا أن نعترف ونقول بالفم الملآن: نحن نعيش أزمة فقدان الثقة، والمؤمن لا ييأس، ومن لا تحركه غيرته تجاه وطنه وشعبه، فلا خير فيه مطلقاً، فالمطلوب التعاون والتضافر من أجل حب الوطن، وعلى أبنائه أن يجدوا ويجتهدوا ويقفوا وقفة شجاعة ضد كل الأساليب التي تشكل سدا منيعا بوجه تشكيل الحكومة”.

وختم المفتي دريان كلامه بالقول: “أعان الله الرئيس المكلف، سعد الحريري، على مهمته الشاقة، وكان الله في عون رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، الذي تحمل ما لم يتحمله غيره في مثل هذه الظروف الصعبة”.

هذا وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، اصطحب مفتي الجمهورية من منزله صباحًا إلى مسجد محمد الأمين في موكب رسمي، حيث قدّمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد لدياب ودريان.

Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

عباس سلمان

النقيب السابق لنقابة المصورين الصحافيين في لبنان. رئيس قسم التصوير في جريدة السفير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى