منوعات

مسيرات ليلية في المخيمات الفلسطينيّة في لبنان دعماً للقدس

تشهد مدينة القدس منذ أيام عدّة مواجهات بين سكان المدينة وقوات الاحتلال وذلك على خلفية قرار المحاكم الصهيونية بإخلاء حي الشيخ جرّاح الواقع في القدس الشرقية من سكانه الفلسطينيين ليحتل منازلهم المستوطنون.

ما هي قصة حي الشيخ جرّاح؟

عقب حرب 1948 هُجّرت عائلات فلسطينية من منازلها، ليستفر بها الحال في الشطر الشرقي من مدينة القدس وأقاموا في منازل شُيّدت لهم خلال فترة الحكم الأردني عليها، والمنازل شيدت بدعم من “الأنروا” ليستقر المهجّرون من تبعات النكبة.

احتلت الكيان الصهيوني مدينة القدس عام 1967 لتبدأ التضييق على عائلات حي الشيخ جرّاح الفلسطينية بدءاً من العام 1972 بحجة أن الأرض التي تقام عليها بيوتهم تعود لعائلات يهودية، ويقود الحملة أفراد وجمعيات استيطانية دولية يدّعون ملكية الأرض وما بُني عليها.

في عام 1988 أصدرت محكمة “إسرائيلية” قراراً بأن العائلات الفلسطينية ليس لها الحق في المنازل، وبدأ تفعيل قانون ما يُعرف بـ “قانون أملاك الغائبين”، وفي عام 2001 بدأت إجراءات قانونية لإخراج الفلسطينيين واستبدالهم بالمستوطنين، وعام 2021 محكمة الصلح “الإسرائيلية” قررت إخلاء ثلاثة عائلات فلسطينية من منازلهم في شهر آذار/مارس والمحكمة المركزية “الإسرائيلية” رفضت استئناف العائلات في الشهر نفسه، ويصل عدد العائلات إلى سبع، فأربع عائلات فلسطينية أُخطرت بالإخلاء سابقاً.

بقي في المدينة حوالي 500 مقدسي في أكثر من 28 منزلاً تحت تهديد الطرد، على الرغم من أن السكان يؤكدون أن بيوتهم أُقيمت بشكل رسمي بموجت اتفاق مع الحكومة الأردنية ووكالة أنروا، وقد سارعت الأردن والسلطة الفلسطينية لجلب ما أمكن من وثائق إثبات ملكية للقضاء “الإسرائيلي”، لكن القضاء يُمهل لا أكثر، وتريد “إسرائيل” تهويد وأسرلة المدينة المقدسة وتفريغها من الفلسطينيين، وحي الشيخ جرّاح هو واحد من هذه الأحياء الفلسطينية العديدة.

تصوير: عباس سلمان

مواجهات في المسجد الأقصى بعد محاولة اقتحامه من قبل المستوطنين

بعد محاولة المستوطنين الصهاينة وبغطاء من قوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى تصدى لهم المصلون المرابطون في المسجد واندلعت مواجهات استخدم الصهاينة فيها الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، ما أدى إلى جرح ما يزيد عن 1000 فلسطيني، وطال الرصاص المصلين داخل المسجد القبلي وباحات المسجد الأقصى وفبة الصخرة، لكن الفلسطينيون بقوا صامدين دفاعاً عن مقدساتهم ولم يتركوا أماكنهم على الرغم من التنكيل والاعتقالات من قبل قوات الاحتلال، واستطاعوا أكثر من مرة أن يُرغموا  أكثر من مرة قوات الاحتلال على مغادرة ساحات المسجد.

تحركات تضامنية في مخيمات ومدن لبنان

المواجهات في المسجد الأقصى لاقت تضامناً من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث خرجوا في تظاهرات تضامنية رافعين الأعلام الفلسطينية وسط هتافات تحيي مدينة القدس والمرابطون في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى وقفات تضامنية في مدينة صيدا.

في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا في بيروت انطلقت مسيرات نصرةً وتأييداً لأهل القدس، وشجباً لانتهاك قوات الإحتلال حرمة المسجد الأقصى، وفي مخيمات شمال لبنان “البداوي ونهر البارد” انطلقت مسيرات جماهيرية دعماً للمرابطين في المسجد الأقصى، كذلك في مخيمات صور “الرشيدية والبرج الشمالي” انطلقت مسيرات ليلية منددة بالانتهاكات الصهيونية.

وفي مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا تم تنظيم وقفة تضامنية في ملعب الشهيد خليل الوزير، كذلك في مدينة صيدا في ساحة الشهداء نظمت القوى السياسية الفلسطينية واللبنانية وقفة تضامنية شارك فيها المئات من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني.

وتنديداً بالاعتداءات على الأطقم الطبية في القدس نظمت فرق الإسعاف والدفاع المدني اللبناني والفلسطيني وقفة تضامنية في صيدا بمشاركة كافة الجمعيات الطبية وذلك للتضامن مع المسعفين في مدينة القدس الذين يتعرضون يوميا لاعتداء قوات الاحتلال عليهم ومنعهم من نقل الجرحى.

وشارك إعلاميو مدينة صيدا في وقفة تضامنية تحت عنوان: “إعلاميون لبنانيون وفلسطينيون ضد تهويد القدس والأقصى”، ودعماً للإعلاميين في فلسطين الذين يتعرضون لاطلاق نار من جانب قوات الاحتلال ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح.

 

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى