منوعات

“المستقبل” غاضب من لودريان… التلويح باعتذار الحريري: حقيقة أو مناورة؟

يُسجل المطلعون على بيئة الرئيس المكلف سعد الحريري غضبًا كبيرًا في أوساطه كما في داخل أروقة “تيار المستقبل”، خرج أحد صقور التيار مصطفى علوش ليعكس جانبًا منه عندما أوحى باعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة وتبعه النائب هادي حبيش بالتوجه نفسه.

وهناك اتفاق داخل كتلة “المستقبل” على تراجع في العلاقة مع باريس، وثمة تململ كبير من وزير الخارجية جان ايف لودريان الذي يضع، حسب هؤلاء، الحريري في السلة الواحدة مع اخصامه ومنهم رئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل”.

ويبدو أنّ رأيًا ساد في الكتلة لتظهير موقف تهديدي باعتذار الحريري من دون تبنيه رسميًا ووضعه في إطار “صقور” التيار. وبذلك يوجه هؤلاء رسالة إلى لودريان مفادها الآتي: إذا كان الحريري هو معرقل بالفعل فسيقدّم لك اعتذاره فور انتهاء زيارتك اللّبنانية وما عليك سوى تقديم الاسم الذي ترضى عنه لرئاسة الحكومة!

ويعتبر أنصار الحريري أنّ لودريان “يلعب في الوقت الضائع” وكان عليه توجيه عصاه الغليظة هذه قبل ستة أشهر وليس الضغط اليوم، وهو أعجز عن فرض الحل”.

وبذلك لا شأن للفرنسي، حسب هذا الرأي “المستقبلي”، بصياغة التسوية التي يتم العمل عليها في الخارج وخاصة من قبل الإدارة الأميركية. والفرنسي يعلم تمامًا أنّه أعجز عن التأثير.

وسيكون للحريري موقفه بالخروج من الساحة في حال كان الوزير الفرنسي “الفوقي” قادرًا على اجتراح الحل، وبذلك تكون رسالة الرئيس المكلّف إلى الخارج والداخل مفادها: لن أقبل أن يأتي الحل على حسابي ولا أقبل الاتهامات، وإذا كنت أنا المعرقل، فسأتنحى جانبًا.

 

 

عمار نعمة

كاتب سياسي لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى