صحة

أربعاء أسود بانتظار الهند  

المواطنون يفتقرون للجرعات في أكبر بلد منتج للقاحات

تتصاعد تداعيات أزمة كوفيد_19 في الهند التي تركت البلاد في وضع غير مسبوق، تنازع بحثاً عن الأوكسجين، وتتخبّط بين المرضى والجثت، فيما لم تعد المقابر تتسع للموتى.

وفي آخر الأخبار، أجّلت الهند الإمتحانات الخاصة بالأطباء والممرضات المتدربين يوم الاثنين، لمواجهة أكبر زيادة في الإصابات بفيروس كورونا في العالم، حيث ينهار النظام الصحي تحت وطأة الحالات الجديدة ونفاد الأسرّة والأكسجين في المستشفيات؛ سيّما أنّ تقارير تشير إلى أنّ الهند ستبلغ غداً الأربعاء ذروتها في إصابات كوفيد.

الإصابات وصلت إلى 20 مليون

Photo Credit: REUTERS/Adnan Abidi

ارتفع العدد الإجمالي للإصابات حتى الآن إلى ما يقل قليلاً عن 20 مليونًا، مدفوعاً باليوم الثاني عشر على التوالي لأكثر من 300 ألف حالة إصابة جديدة، في جائحة نتجت عن فيروس تم اكتشافه لأول مرة في وسط الصين في نهاية عام 2019.

ويقول الخبراء الطبيّون إنّ الأعداد الفعلية في الهند قد تكون أعلى من خمسة إلى عشرة أضعاف تلك المبلّغ عنها. فقد امتلأت المستشفيات بكامل طاقتها، ونفدت إمدادات الأوكسجين الطبي، واكتظت الجثث بالمشارح والمحارق؛ فيما يموت المرضى على أسرة المستشفيات وفي سيارات الإسعاف وفي مواقف السيارات بالخارج.

وقال بي إتش نارايان راو، مسؤول محلي في بلدة تشاماراجاناغار الجنوبية، حيث توفي 24 مريضًا بفيروس كوفيد -19، بعضهم بسبب نقص في إمدادات الأوكسجين: “نحن في حالة نقصان هائلة للأوكسجين، وهذه معركتنا اليومية”، واصفاً التدافع المحموم على الإمدادات.

Photo Credit: REUTERS/Adnan Abidi

وخارج أحد المعابد في العاصمة نيودلهي، كان متطوعون من السيخ يقدمون الأوكسجين للمرضى الذين يرقدون على مقاعد داخل خيام مؤقتة، حيث يأتي مريض جديد كل 20 دقيقة.

وقال جوربريت سينغ رومي الذي يدير الخدمة لرويترز “لا ينبغي أن يموت أحد بسبب نقص الأوكسجين. إنّه شيء صغير، لكن في الوقت الحاضر هو الشيء الوحيد الذي يحتاجه كل شخص.”

وأظهرت بيانات وزارة الصحة، أن إجمالي الإصابات منذ بداية الوباء وصل إلى 19.93 مليون في الهند، وتضخم بـ 368147 حالة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما ارتفع عدد الوفيات بمقدار 3417 إلى 218959. ويتم حاليًا علاج ما لا يقل عن 3.4 مليون شخص.

الهند: الخوف من الأربعاء

Photo Credit: REUTERS/Adnan Abidi

قالت وزارة الصحة، إنّ الحالات الإيجابية بالنسبة لعدد الفحوصات انخفضت يوم الاثنين للمرة الأولى منذ 15 أبريل على الأقل. فيما تظهر النمذجة التي أجراها فريق من المستشارين الحكوميين أنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا قد تبلغ ذروتها بحلول الأربعاء من هذا الأسبوع، أي قبل أيام قليلة من التقدير السابق، حيث انتشر الفيروس بشكل أسرع من المتوقع.

وفي هذا الإطار، أمرت 11 ولاية ومنطقة على الأقل بفرض قيود على الحركة لوقف العدوى، لكن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، التي تعرّضت لانتقادات واسعة لسماحها للأزمة بالخروج عن نطاق السيطرة، متردّدة في الإعلان عن إغلاق وطني، بسبب قلقها حول التأثير الاقتصادي.

وتعرّض مودي لانتقادات لعدم تحرّكه عاجلاً للحد من انتشار الفيروس، ولأنّه سمح لملايين الأشخاص غير المقنعين بحضور المهرجانات الدينية والتجمعات السياسية المزدحمة في خمس ولايات خلال شهري مارس وأبريل.

وقال برامار موخيرجي، عالم الأوبئة بجامعة ميتشيغان، على تويتر: “في رأيي، فقط البقاء على المستوى الوطني في المنزل، وإعلان الطوارئ الطبية سيساعدان في تلبية احتياجات الرعاية الصحية الحالية”.

ومع اقتراب المرافق الطبية من نقطة الانهيار، أجّلت الحكومة فحص الأطباء والممرضات للسماح للبعض بالانضمام إلى معركة فيروس كورونا إلى جانب الموظفين الحاليين.

في بيون، ثاني أكبر مدينة في ولاية ماهاراشترا، عاد الدكتور ميكوند بنوركار إلى العمل بعد أيام فقط من فقدان والده بسبب كوفيد_19، فيما  والدته وشقيقه يرقدان في المستشفى مصابين بالفيروس.

وقال: “إنّه وضع صعب للغاية. لأنني مررت بمثل هذا الموقف بنفسي، لا يمكنني ترك مرضى آخرين لمصيرهم”.

الحكومة الهندية لم تراعِ التحذيرات

Photo Credit: REUTERS/Adnan Abidi

وكان منتدى المستشارين العلميين الحكوميين قد حذّر المسؤولين في أوائل مارس/ آذار من انتشار نوع جديد وأكثر عدوى لفيروس كورونا. على الرغم من التحذير، قال أربعة من العلماء إنّ الحكومة الفيدرالية لم تسع لفرض قيود كبيرة. وحث زعماء 13 حزباً معارضاً مودي في رسالة يوم الأحد على إطلاق لقاحات وطنية مجانية على الفور، وإعطاء الأولوية لإمدادات الأوكسجين للمستشفيات والمراكز الصحية.

على الرغم من كونها أكبر منتج للقاحات في العالم، إلا أن الهند ليس لديها ما يكفي لنفسها. إذ 9٪ فقط من السكان البالغ عددهم 1.35 مليار قد تلقوا جرعات لمواجهة الوباء.

أحوال

المصدر: ترجمة عن رويترز ووكالات

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى