منوعات

جاد غصن وقناة “الشرق” فرحة ما تمّت… والسبب تغريدات قديمة

الهجوم بدأ من بيروت وتحوّل إلى قضية رأي عام في الرياض

“يا فرحة ما تمّت” عنوان قصة الزميل جاد غصن مع قناة “الشرق بلومبيرغ”، فالزميل الذي حزم حقائبه ليهاجر الشهر المقبل إلى دبي، يجد نفسه مضطراً إلى فك الحقائب والعودة إلى قواعده سالماً، وربّما إلى قناة “الجديد” التي استقال منها أمس الثلاثاء، معلناً توجّهه نحو القناة السعودية التي تنطلق من دبي خلال أسابيع، بعد سنوات قضاها وهو يهاجم النظام السعودي، ولم يقم حتى بحذف ما كتبه على “تويتر”، فبقيت تغريداته سيفاً استلّه مهاجموه، لتنتهي القضية ليس بإنهاء عقد جاد مع القناة، بل باعتباره وكأنّه لم يكن.

فماذا حصل مع جاد؟ ومن كان وراء الهجوم عليه؟ وكيف تحوّلت قضيّته إلى قضية رأي عام في السعودية؟

صباح اليوم، كتب جاد تغريدة أعلن فيها استقالته من قناة “الجديد” التي قضى فيها 8 سنوات، وانتقاله إلى القناة السعودية، وقال إنّ قرار الهجرة لم يكن سهلاً عليه على قاعدة “لا قدران فل ولا قدران إبقى”

ساعات قليلة، وبدأ الهجوم عليه من بيروت وليس من الرياض، فقد قام أحد المواقع الإلكترونية بنبش تغريدات كتبها جاد يهاجم فيها بعنف المملكة العربية السعودية، والعائلة المالكة، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويعلن ولاءه لحزب الله، ويفاضل بين المملكة وبين إيران، مبدياً تأييده لهذه الأخيرة.

انتشرت التغريدات التي لم يقم جاد بحذفها على نطاق واسع وقام المغرّدون السعوديون بتناقلها، وأطلقوا هاشتاغ #امنعوا_جاد_من_الظهور_باعلامنا الذي تصدّر التراند السعودي على “تويتر”.

فقد دعا سعوديون السلطات العليا للتدخّل لمنع جاد من الالتحاق بعمله في قناة “الشرق”، التابعة للشركة السعودية للأبحاث والنشر، وتساءل كثيرون منهم عن المعايير المعتمدة في المؤسسات السعودية لتوظيف أشخاص يشتمون المملكة وقياداتها، ثم يأتون للعمل في مؤسساتها دون حسيب أو رقيب.

وكان اللافت جرّ مدير قنوات MBC الإعلامي علي جابر إلى المعركة، والمطالبة بإقصائه عن منصبه بعد كتابته ترحيباً بجاد،  وطالبوا بإقصائه عن منصبه رغم أنّه عاد وحذف التغريدة.

وتساءل المغرّدون السعوديون عن الأسباب التي تدفع بقنواتهم إلى إقصاء الكفاءات السعودية والبحث عن كفاءات لبنانية، يشتم أصحابها أهل البلد، ويناصرون أعداءها.

ولم يقتصر الأمر على المغردين السعوديين، بل قام أمين سر المكتب السياسي في “تيار المستقبل” فادي سعد، بكتابة تغريدة شكى فيها جاد لقناة الشرق، وأنّب القناة لأنّها تهاجم حزب الله وتوظّف مؤيّديه

وبعد هجوم وصل إلى مدير عام القناة الصحافي الفلسطيني نبيل الخطيب، تبرّأ هذا الأخير من جاد، واعتبر أنّ الحملة التي قامت لم تستند إلا على مزاعم غصن نفسه، فكتب

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ “معقول ما تسألون؟ تأخذون كلام رجل تعتبرونه معادي

“تُقَدِّسون” كلامة وتشنون حملة! ؟عجيب!!”

وتولّى الصحافي العامل في جريدة “الشرق الأوسط” التي تنضوي تحت لواء الشركة السعودية للأبحاث والنشر إنهاء القضية على طريقته، عبر اختصار ما جرى بأنّه ورطة جرّ الإعلام اللبناني المغرّدين إليها فكتب في ردٍ على الخطيب

” أخي الكريم الأستاذ نبيل الخطيب حفظه الله تعالى تحية طيبة وبعد الكلام ليس مني، هو منقول من موقع اخباري لبناني معروف نقلا عن الرجل المعني..لا أدري عن أي حملة تتحدث أخي الكريم. أنا نقلت الخبر. إذا كان الخبر خطأ فكذبوا الموقع والرجل الذي صرح. دمتم بخير وصحة وسلامة وأطيب التمنيات”

ليعود وينفي أن تكون القناة قد تعاقد مع جاد غصن، واضعاً تصريحه في خانة التصريحات الكاذبة، مطالباً القناة بنفي الخبر رسمياً.

لغاية الآن لم تقم القناة بإصدار أي بيان رسمي ينفي تعاقدها مع جاد غصن، واكتفت بتغريدة مديرها العام الذي ينفي بطريقة غير مباشرة الخبر، ويضعه في خانة الأخبار غير الموثوقة الصادرة على لسان شخصٍ معادٍ (جاد غصن نفسه)، أما جاد الذي كان يتلقّى التهاني في الصباح، فالتزم الصّمت وأقفل هاتفه، بانتظار ما سيصدر عن قناة الشرق وربما بعدها الجديد.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى