منوعات

القوى السياسيّة حرّكت ماكيناتها الإنتخابيّة ومجموعات الحراك تتحضّر للمواجهة

تُشير كل المعطيات إلى أن الإنتخابات النيابية المقبلة ستكون الأكثر حماسة وحساسية وأهمية في لبنان منذ نشأته، فهذه الإنتخابات تأتي على وقع الإنهيار السياسي والإقتصادي الذي اوصل لبنان إلى الهاوية، وبعد “حراك” أو “ثورة” شعبية بدأت في تشرين عام 2019 ويُفترض أن تُترجم في الإنتخابات النيابية المقبلة. كل هذه الأهمية جعلت العمل الإنتخابي ينطلق باكراً.
بعد عام وبضعة أيام يحين موعد الإستحقاق، وهذا ما تُدركه جيداً القوى السياسية التقليدية، وتلك الجديدة، لذلك بدأ التحضير للإنتخابات.

القوات أبرز المستعدين

لعلّ حزب القوات اللبنانية هو الحزب اللبناني الأكثر استعجالاً لحصول الإنتخابات النيابية، وهو الذي كان ولا يزال حاملاً شعار “الإنتخابات المبكرة”، وبالتالي فهو بحسب مصادر قيادية فيه جاهز لخوض المعركة الإنتخابية اليوم إن حصلت.
وتضيف مصادر “القوات” عبر “أحوال”: “العمل الإنتخابي لم ينته ليبدأ من جديد، فمنذ لحظة صدور نتائج الإنتخابات عام 2018 أطلقنا العمل، بدءاً من تحليل النتائج ونقاط القوة والضعف، وصولاً لوضع خطّة انتخابات 2022″، مشيرة إلى أن الماكينة القواتية على أتمّ الإستعداد للإنتخابات، ولكن يبقى تأكيد القانون الذي ستجرى على أساسه، والذي يفتح باب الحوارات مع الآخرين لبناء التحالفات، مع أنها شبه معروفة.

الوطني الحر يستعد للإنتخابات التمهيدية

يعلم التيار الوطني الحر حساسية الموقف الذي يتواجد فيه، فهو يعتبر أنه يعيش حرباً يومية تُخاض بوجهه، ولكنه بالمقابل لن يتوقف عن العمل. تُشير مصادر “الوطني الحر” إلى أن التيار قبل أن يبدأ العمل للإنتخابات النيابية عليه أن يُجري الإنتخابات التمهيدية الداخلية، والتي على أساسها يتم فوز المرشحين الذين يتأهلون لخوض غمار المعركة النيابية، كاشفة أن التحضيرات لهذه الإنتخابات الداخلية تجري على قدم وساق، وستحصل بعد فترة وجيزة.

الكتائب .. والحراك

لم يعد خفيّاً على أحد ما يحاول حزب الكتائب القيام به على صعيد بناء تحالفات تمكّنه من خوض المعركة الإنتخابية المقبلة، وتُشير مصادره عبر “أحوال” إلى أن الإنتخابات هي السبيل الوحيد لتغيير “العصابة الحاكمة”، ومن غير المقبول القول أن التغيير غير ممكن، ولا حتى القول أن القانون الإنتخابي يحدد هوية الفائزين، لأن من يحدد هويتهم هو الناخب، وبحال تمكّن الناخب من تخطّي الأفكار التقليدية فيمكننا أن نخطو الخطوة الأولى في طريق التغيير، لذلك هناك أهمية كبرى للإنتخابات النيابية، التي نأمل أن لا ينجح بمسعاه من يريد تأجيلها.
تؤكد المصادر أن “الكتائب” يعمل منذ فترة مع مجموعات من “الثورة” على إعداد ورقة سياسية موحدة ومشتركة فيها أجوبة على معظم أسئلة اللبنانيين، وهذه الورقة ستكون البرنامج الإنتخابي الذي على أساسه ستُخاض المواجهة، مشيرة إلى أن العمل بات بخواتيمه، وفي الإنتخابات المقبلة سيكون للثورة مرشحين في كل المناطق.

القوى السياسية أطلقت ماكيناتها

تنفي مصادر “الثنائي الشيعي” وجود أي نيّة بتأجيل الإنتخابات النيابية المقبلة، مؤكّدة أنها بدأت العمل الجدي للتحضير لها. وتكشف المصادر عبر “أحوال” أن تقسيم العمل بحسب المناطق قد انتهى منذ شهر تقريباً، وبدأ كل فريق التحضير لخطة عمله. كذلك الأمر بالنسبة لتيار “المستقبل” الذي يعتبر أن رئيسه سعد الحريري يعيش اليوم وضعاً شعبياً جيداً.

إئتلافات بالجملة

هذه المرة لن تكون النتائج محسومة قبل إجراء الإنتخابات، فالقوى السياسية التقليدية لم تعد تسيطر على الساحة السياسية لغياب المنافس، ومجموعات الحراك بدأت تعدّ العدّة.
تُشير مصادر مطّلعة عبر “أحوال” إلى أن مجموعات في الحراك تعمل على تأطير نفسها في تحالفات، وهذا أمر إيجابي نسبة لما كان يحصل في السابق، ولكن تعددّ التحالفات قد يُضعف الجميع، إذ حتى اللحظة هناك أكثر من 3 أو 4 إتحادات وُلدت، منها “الإئتلاف المدني”، “إئتلاف لبنان نحو الأفضل”، المجموعة التي تضمّ قوى وشخصيات كانت تنتمي إلى فريق 14 آذار سابقاً، وغيرها.
وترى المصادر أنه رغم التعدد فإن العمل الإنتخابي لهذه المجموعات قد بدأ، وبالتالي في الإنتخابات المقبلة ستكون المنافسة حامية بين القوى السياسية نفسها، وبينها وبين قوى الحراك الشعبي.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى