منوعات

أخيراً أصبح بإمكانك سحب أو تعديل تغريداتك على “تويتر”… لكن بشروط!

كم من مرة كتبنا تغريدة على “تويتر” ثم ندمنا عليها؟ كم من خطأ يحصل معنا يومياً خلال كتابتنا تغريدة  أو إعادة التغريد بسبب السرعة أو التسرّع؟ كم من مرة تمنينا أن يكون هناك كبسة “Undo” في “تويتر” للتراجع عن تغريدة معينة أو لتصحيح خطأ معين في تغريدة ما؟

وأخيراً سوف تتحقق أمنيتكم! إذ أن “تويتر” يتّجه حالياً إلى إضافة ميزة التراجع عن نشر التغريدات عبر إضافة خدمة جديدة بعنوان “Undo Tweet”. لكن لن تكون هذه الخدمة مجانية، بل ستكون خدمة مدفوعة مثل باقي الخدمات التي بدأ تويتر بإضافتها مثل الـ “Super Follower” والتي ستتيح لبعض المؤثرين على المنصة بخلق محتوى مدفوع يظهر فقط للمتابعين الذين يدفعون اشتراكاً شهرياً مع تويتر. ومن ميزات هذه الخدمة أنها تسمح بالتراجع عن التغريدة عبر سحبها أو تصحيح التغريدة في غضون ثوان قليلة، وذلك قبل نشرها رسمياً عبر المنصة. أضف إلى ذلك، يعمل تويتر حالياً على السماح للمستخدمين باستعادة التغريدات التي تم حذفها.

هذه الميزة الإضافية سيكون لها فوائد عديدة للمستخدمين وتويتر في نفس الوقت. فتويتر  يسعى منذ فترة لإضافة خدمات جديدة مدفوعة تزيد من العائدات المالية للمنصة، وذلك كون المردود المالي من الإعلانات على المنصة قليل جداً مقارنة مع فايسبوك، انستغرام وغوغل. وفي نفس الوقت، هو يعمل على إضافة خدمات لطالما تمنى المستخدمون إضافتها. فالسرعة والتسرّع هي صفة تتلازم مع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، كون المنصة مرتبطة بالأخبار السريعة “Breaking News”، فيؤدي هذا الامر إلى بث وإعادة نشر أخبار غير دقيقة أو موثقة. لذلك، تعتبر هذه الميزة الجديدة فرصة للتدقيق في الاخبار قبل نشرها ما يساهم في محاربة الأخبار الزائفة.

تندرج هذه الميزة أيضا ضمن إطار الضغط الذي تقوم به السلطات الأميركية على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً فايسبوك وتويتر لمحاربة الاخبار الزائفة والمتعلقة بكورونا واللقاحات، فهذه الميزة تساهم في التقليل من هذه الاخبار وتظهر تعاون تويتر مع السلطات الأميركية ومنظمة الصحة العالمية.

هذه الخدمة تساهم في نشر المعلومات المدققة عوضاً عن المضللة التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، وتزيد الوعي عند المستخدمين.

من الواضح أن جميع مواقع التواصل الاجتماعي في صراع مع الوقت والتكنولوجيا. فجائحة كورونا فرضت الإسراع في الرقابة على المحتوى والاخبار الكاذبة في ظل الصراع بين الرقابة من جهة وحرية التعبير من جهة أخرى، كما أن التحدي من الناحية التقنية لهذه المنصات كبير جداً. فرغم كل التقنيات الموجودة والذكاء الاصطناعي، فمن المستحيل مراقبة محتوى المليارات من المستخدمين والتغريدات في جميع لغات العالم طول الوقت، خاصة مع بروز محتوى البث المباشر والذي لا قدرة على مراقبته نهائياً مثل تطبيق clubhouse ومنافسه Space على تطبيق تويتر. أضف إلى ذلك، يبقى ذكاء المستخدمين أعلى من الذكاء الاصطناعي ويمكن التحايل عليه بعدة طرق.

في الخلاصة، من المؤكد أن هذه الخطوة ليست كافية بحد ذاتها، لكنها خطوة على الطريق الصحيح، حيث الجميع مستفيد من المستخدمين وتويتر والجهات الرقابية التي تطالب بالسعي لحجب جميع الاخبار الكاذبة خاصة فيما يتعلّق بكورونا.

رولان أبي نجم

مستشار وخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات. مدرّب في الأمور المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات وأمن وسرية المعلومات بالإضافة إلى التسويق الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى