صحة

كورونا على أبواب الشتاء: حاسة الشم بين مرضى كوفيد 19 وغيرهم

لقد أصبح مثبتاً علمياً أنّ فقدان حاسة الشم أحد العلامات التحذيرية الأولى والأكثر شيوعًا للإصابة بـ Covid-19. و بهذه الحالة، قد يفقد المريض حاسة الشم بشكل مؤقت أو بشكل كامل. على أبواب الشتاء، حدّد الباحثون الفرق بفقدان حاسة الشم بين مرضى كورونا وغيرهم من خلال دراسات أجريت في أهم معاهد الطب الأوروبية والأميركية.

 علماء عن قوّة تدمير كورونا لحاسة الشم

توصّل العلماء إلى أنّ فقدان الرائحة الذي يمكن أن يكون عارضًا لعدوى Covid-19 أعمق بكثير مما يحدث في نزلات البرد أو الأنفلونزا. وقارن باحثون من جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك خبراء من جامعة إيست أنجليا، تجارب فقدان حاسة التذوّق والشم للأشخاص المصابين بـ Covid-19 بأولئك الذين يعانون من التهابات أخرى في الجهاز التنفسي العلوي.ويُتوقع  أن تساعد النتائج، التي نُشرت في مجلة Rhinology، في تطوير اختبارات الشم والتذوق كأداة فحص أسرع لتمييز عدوى Covid-19 عن أشكال الأنفلونزا الأخرى في الشتاء. وقال الباحث الرئيسي البروفيسور كارل فيلبوت، من كلية الطب بجامعة إيست أنجليا نورويتش، عن الدراسة:  “هذا مثير للغاية  حيث يمكن استخدام اختبارات الشم والتذوق للتمييز بين مرضى Covid-19 والأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد أو الأنفلونزا العادية.”  وقد أُثيرت مخاوف في الأسابيع الأخيرة حول كيفية فصل حالات الإصابة بفيروس كورونا عن غيرها من الأمراض ذات الأعراض المماثلة في أشهر الشتاء، عندما تكون الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا أكثر احتمالا. وأجرى فريق البحث اختبارات الشم والتذوق على 10 مرضى Covid-19 و 10 أشخاص مصابين بنزلات برد شديدة ومجموعة من 10 أشخاص أصحاء.

وقال البروفيسور فيلبوت: وجدنا أنّ فقدان الرائحة كان أكثر عمقًا لدى مرضى كوفيد_19، لافتاً أنّ مرضى كورونا كانوا أقل قدرة على التعرف على الروائح، ولم يتمكنوا من التعرف على المذاق المر أو الحلو. وأضاف البروفيسور أنّ النتائج قدمت دليلًا إضافيًا على النظرية القائلة بأنّ فيروس كوفيد -19 يصيب الدماغ والجهاز العصبي المركزي. وكشف فيلبوت “تعكس نتائجنا، على الأقل إلى حد ما، تورطًا محددًا على مستوى الجهاز العصبي المركزي لدى بعض مرضى  “.Covid-19

فقدان حاسة الشم الدليل الأقوى للإصابة بكوفيد_19

وفي المقلب الآخر، اكتشف علماء آخرون الأسباب وراء فقدان بعض المرضى لحاسة الشم، حيث أشارت الدراسات إلى أنّ الأعراض المدمّرة تنبئ بالمرض بشكل أفضل من الأعراض المعروفة الأخرى مثل الحمى أو السعال. وبحسب صحيفة الإندبندت  الإنجليزية، حدّد باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة أنواع الخلايا المستخدمة في الشم الأكثرعرضة للإصابة بفيروس SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لـ .Covid-19

إلى ذلك، تفاجأ العلماء في اكتشافهم، أنّ الخلايا العصبية الحسيّة، التي تكتشف وتنقل حاسة الشم إلى الدماغ، ليست عرضة للإصابة بالمرض. وبدلاً من ذلك، وجدت دراستهم أنهّا تهاجم الخلايا التي تدعم الخلايا العصبية الحسية الشمية. ولفت الدكتور سانديب روبرت داتا، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد والمؤلف المشارك بالدراسة، أنّ هذا كان اكتشافًا إيجابيًا يحمل دلالات مطمئنة أنّه من غير المرجّح  أن يصاب جميع مرضى كورونا بفقدان حاسة الشم. وقال: “تشير النتائج التي توصّلنا إليها إلى أنّ فيروس كورونا الجديد يغيّر حاسة الشم لدى المرضى، ليس عن طريق إصابة الخلايا العصبية مباشرة ولكن بالتأثير على وظيفة الخلايا الداعمة.”كاشفاً “أعتقد أنها أخبار جيدة، لأنّه بمجرد أن تختفي العدوى، لا يبدو أنّ الخلايا العصبية بحاجة إلى الإستبدال أو إعادة البناء من الصفر.” ويعاني غالبية مرضى Covid-19 من مستوى معيّن من فقدان الشم، ولكن غالبًا ما يكون مؤقتًا. ويأمل فريق البحث أن تساعد نتائج الدراسة في تسريع الجهود لفهم فقدان حاسة الشم لدى مرضى Covid-1 بشكل أفضل، مّما قد يؤدي إلى علاجات لفقدان حاسة الشم وتطوير تشخيصات تعتمد على دراسة معمّقة لحاسة الشم بظلّ هذا المرض. وقال الدكتور داتا: “فقدان الشم يبدو كظاهرة غريبة، لكنّه قد يكون مدمرًا لجزء صغير من الأشخاص الذين يعانون منه على المدى الطويل، مشيراً إلى العواقب النفسية الخطيرة التي قد ترافقه، متخوفاً من أن تصبح مشكلة صحية عامة كبيرة “في حال كان لدينا عدد متزايد من السكان يعانون من فقدان دائم للرائحة.”

لطيفة الحسنية

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى