منوعات

وزير الاقتصاد لـ “أحوال”: تسعير السلع بالدولار غير وارد

أمام الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، ليس المواطن وحده من وقع فريسة الغلاء الفاحش، بل حتى تعاونيات لبنان أكلت نصيبها ولا زالت من انهيار سعر صرف الليرة، وهبوطها أمام الوحش الأخضر كل يوم أو حتى كل ساعة. وبينما تنتشر مقاطع الفيديو لإشكالاتٍ متفرقة بسبب البضائع المدعومة، أثار تصريح نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد غضب المواطنين؛ إذ دعا إلى تسعير السلع بالدولار كي يكون السعر ثابتاً على التعاونيات مع تغيّر سعر الصرف. ولكن هل يمكن فعلاً اعتماد هذه المبادرة؟ وما هو رأي وزارة الاقتصاد؟ وما تبعيات هكذا خطوة اقتصادياً؟

 

وزير الاقتصاد: التسعير بالدولار يحتاج إلى قانون

تواصل “أحوال” مع وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة للوقوف عند تصريح النقيب؛ فأكد نعمة أنَّ موضوع التسعير بالدولار غير وارد بتاتاً، فهو مخالف لقانون حماية المستهلك الذي ينص على تسعير المحترف للسلع بالليرة اللبنانية، ولذلك الأمر يحتاج إلى مشروع قانون في مجلس النواب. معتبراً أنَّ المجلس النيابي ليس في وارد مناقشة مشروعٍ كهذا اليوم، والأولوية هي ملفات التدهور الاقتصادي للبلد.

التجار يصرخون منذ فترة

أكد الباحث الاقتصادي والمالي د. محمود جباعي أنَّ التجار منذ مدة تعلو صرختهم بسبب ارتفاع سعر الصرف المتسارع، وقدأ بدأت منذ مدة مطالبات بأن يدفع المستهلك بالدولار للتجار، وهو أمر خطير جداً، كونه سيزيد الطلب على الدولار وبالتالي يرفع سعر الصرف أكثر، حيث سيذهب المستهلك لشراء الدولار لدفع سعر السلع. ورأى جباعي أنَّ لبنان ليس بعيداً عن النموذج الإيراني الذي تضاعفت فيه قيمة الدولار 20 ضعفاً، بل أنّه ليس حتى بعيداً عن النموذج السوري الذي وصل إلى 80 ضعفاً، متأملاً أن لا نصل إلى النموذج الفنزولي الذي تخطى الألف ضعف. وتوقع جباعي أنَّ نصل إلى زمن إقفال المؤسسات، التي لم تعد تتحمل سعر الدولار العالي، وهي إن أقدمت على هذه الخطوة لن تستطيع اعتمادها إلا لفترة قصيرة، حيث ستفقد السيطرة بسرعة كبيرة، كون الشعب اللبناني بأغلبه لا يمتلك الدولار ومعاشاته بالليرة اللبنانية.

المجلس الاقتصادي والاجتماعي ضد فكرة التسعير بالدولار

أكد مدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي د. محمد سيف الدين رفض المجلس للتسعير بالدولار، كون الأمر ليس منطلقاً من القدرة الشرائية المنهارة للمستهلك، بل أنَّ الهدف هو الوضوح بالأرقام للمؤسسات. ورغم أهمية هذا الأمر، إلا أن الحل يجب أن ينطلق من المواطن قبل أي شيء أخر، ولذلك يبذل المجلس جهداً منذ مدة لتصحيح آلية الدعم وتوجيهها نحو مستحقيها، ولفت سيف الدين أنَّ المجلس يحاول إيجاد توافق بين الأحزاب والخبراء والمؤسسات الدولية كي يخرجوا بصيغة حل مشتركة، وذلك عبر اجتماعاتٍ مكثفة تُعقد منذ عدة أسابيع وقد تستمر أسبوعين أو ثلاثة بعد لتتبلور فكرة نهائية. وأكد سيف الدين أنَّ المجلس لا يتدخل بالتفاصيل إنما يخلق مساحة نقاش بين جميع الأطراف المعنية لأنّه ليس هناك حل سحري بل يجب أن يكون توافقياً.

مازح أحد الظرفاء مسؤولاً منذ فترة بأن الحل للأزمة الاقتصادية اللبنانية هو بإلغاء الليرة واستعمال الدولار كعملة البلد الرسمية؛ يبدو أنَّ الكوميديا السوداء تحكم واقعنا، ورغم نفي المعنيين التفكير بطرح التسعير بالدولار، إلا أننا تعلمنا كلبنانيين أنّه ليس هناك دخان من دون نار،و قد يكون التداول بهذه الفكرة اليوم هو لدس نبض الرأي العام وإقرارها لاحقاً، ولكن لا يجب أن تمر هكذا خطيئة بدون أن يكون للشارع المنتفض اليوم كلمة إزاءها.

محمد شمس الدين

 

 

 

 

 

 

 

محمد شمس الدين

كاتب وناشر على مواقع التواصل الإجتماعي ومعد برامج وتقارير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى