ميديا وفنون

كارول سماحة وهاني شاكر اجتماع القمّة على الأسى والعتاب واللحن الشجي

صوته نايات الشجن في أغاني الحب والفراق واللوعة، تتمة لقامات العملاقة الذين رحلوا وبقي هو الإرث الذي نستقي منه أنغام الخلود وبقية الفن الراقي. هو من دعمته أم كلثوم في بدايته وقارع عبد الحليم بصوته. هاني شاكر الخميرة التي ستخمر معجن الفن لأجيال. هو أبن الأصالة فكان كل زمن زمنه.

أن يجتمع مع زنوبيا المسرح وربيبة فن الرحابنة كارول سماحة، يعني أن العمل أسطورة. ومن ينفذه يجب أن ينحدر من سلالة المبدعين وهكذا وسمت بتول عرفة اسمها كأحد الرواد في عالم الإخراج.

إنها الجرأة أن يقام محفلاً للفن يكون أبطاله من صيغة التميز. والجرأة هنا متكاملة  تقطن في أبنية الفخامة وتحمل تاريخ مصر العظيم ، قصر الخديوي اسماعيل على مرأى من عيوننا نشهد فيه نزاع الحب ولقاء الشوق واشخاص تحدروا من زمن الملوك.

أغنيتان لكارول سماحة وهاني شاكر في عمل واحد. يجتمعان فيهما على الأسى والعتاب والنظرات المكسورة واللحن الشجي. يتناوبا معاً في حكاية الحب والفراق، فكارول الممثلة سطّرت حضورها بكتفين مرفوعين واستجلبت كل مؤثراتها التعبيرية في إخراج رومانسي اسطوري، وهاني صاحب الصوت الذي لا يفوته شيء في عالم الأداء والإحساس، كان بطلاً في مروره. فهو الشجي حتى الثمالة والحزين حتى الكبر. يعرف كيف يعبر شطأن الحأاسيس وكارول تلاقيه بحزنها لكنها تشرئب كأميرة من تلك الأزمان.

هذا العمل الذي هو أكثر من كليب، هو تحفة فنية يضاف إلى زمن الأغنية المصوّرة  ليكون صورة تخلد المكان الذي يعبّر عن تاريخ مصر العريقة، ويخلّد اللحن والصوت لفنانين يجتمعان على قمة الفن الراقي.

بتول عرفة المخرجة أضاءت كاميرتها وصوّرت وكأن بها تصور مرآتها  الداخلية، حيث تجد الحب شفاءً، والمكان سحراًـ والنغم  وصل صلحٍ،  والأبطال من رتبة أمراء. عمل واحد كهذا يكفي أن يدخل اسمها في تصنيف الفرادة.

هاني شاكر الذي بدأ كبيراً فهو في طفولته مثل سيرة سيد درويش وعندما دخل الفن وقف على أرضية الكبار وظنّ به أنه عبد الحليم حافظ عندما غنى للموسيقار محمد الموجي “حلوة يا دنيا “.

ففي زمن الكبار جاء كبيراً وحافظ على رفعته وخالط الجيل الحالي وأعطى من مكانته مكانة، ازداد وزاد على كل من تعاون معهم.

محظوظة كارول بهذا التعاون الذي سيسجل أسمها مع أحد عمالقة الفن المخضرمين، وإن كانت هي أسست لنفسها مكانة رفيعة منذ بدايتها فلا تتهاون في الفن ولا تشت عن الصواب. بل دوماً تعرف كيف تحفر مكانتها في قلب محبيها وكيف تخط سيرتها بقلم براق.

المشاجرة والصلح في كليب كارول سماحة «شكرًا» من كلمات أحمد مرزوق، ألحان يوسف دميركول، وتتمته بكليب هاني شاكر  «بقالي كتير» من كلمات إيهاب عبدالعظيم ألحان سامر أبوطالب، توزيع عمر إسماعيل، ويتم فيه استكمال القصة نفسها من خلال ترابط الأحداث، وانتاج شركة لايف ستايلز  ستوديوز . ليس الا تعاوناً فنياً ينم عن الكثير من الوهج الذي ما زال ممكناً.

 

 

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى