منوعات

بين عون وعون…  لا قطيعة

منذ الإعلان عن الاجتماع الأمني في بعبدا بدأ الحديث عن علاقة متوترة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد الجيش جوزيف عون على أنّها انسحبت على مجريات الاجتماع لا سيّما مع الاستمرار بإقفال الطرقات حتى يوم الثلثاء وتحميل الجيش مسؤولية إبقائها مقفلة، ومنهم من وصف المشهد بأنّه محاولة انقلاب من قائد الجيش جوزيف عون على رئيس الجمهورية ميشال عون.

غير أنّ مصادر رفيعة مطلعة على مجريات الاجتماع أكّدت أنّ لا سجال حصل في اللّقاء بين الرجلين. فالرئيس عون طلب الكلام من المسؤولين الأمنيين تحت قيادة الجيش، قدّموا التقارير الأمنية عن الطرقات المقفلة وبعد انتهاء الاجتماع وكما تجري العادة ينتقل الرئيس ومعه قائد الجيش إلى لقاء من دون كلفة. فالعلاقة بين الرجلين لا تزال جيدة وكل ما يشاع عن قطيعة بينهما غير صحيح.

خلال اللّقاء سأل الرئيس عون لماذا لا يفتح الجيش الطرقات، فأجابه قائد الجيش بأنّه ينتظر اللّحظة المناسبة كي لا يتسبّب ذلك بمواجهة مع من يقطع الطريق، فلندع الأمور تهدأ لكي نفتح الطريق بعدها من دون حصول أيّ اشتباك مع الجيش.

وتشير المصادر إلى أنّ هذا ما حصل. فبعد أن امتنعت مجموعات المجتمع المدني من النزول ّإلى الشارع أدى ذلك الى تعرية المجموعات التي  استمرت بقطع الطريق لأي جهة حزبية انتمت.

وبعد تواصل أحد الأجهزة الأمنية المتخصصة وبعض القوى المشاركة  في التحركات في الشارع، انسحبت بعض المجموعات وحدها وفتحت الطرق في عدد من المناطق، أمّا الطرق التي بقيت مقفلة فقام الجيش اللّبناني بفتحها الساعة الرابعة فجر الأربعاء. وفي المعلومات أنّ المواطنون تجاوبوا  مع الجيش في فتح الطرق ولم يحصل أيّ تصادم أو رفض.

وردًّا على ما ورد في بعض وسائل الاعلام من اتهامات التيار الوطني الحر  طالت الجيش بالتآمر تضيف المصادر المطلعة على مجريات اليومين السابقين بأنّه لا صحة لهذه الاتهامات التي طالت الجيش والتي تقول إنّه كان شريكًا في قطع الطرق في المناطق المسيحية لغايات انتخابية رئاسية بينما ساهم في فتح الطرق في مناطق أخرى. فالطرق أقفلت في كلّ المناطق بمختلف مذاهبها وطوائفها. طريق الجنوب أقفلت ففتحها الجيش، كذلك الأمر في البقاع كما في المناطق المسيحية.

سقوط ضحايا زغرتا في  حادث السير  ومشهد سيارة الإسعاف العالقة على طريق مقطوع وغير ذلك ، كلّها مشاهد أنذرت بالأسوأ في حال استمرار قطع الطرق، فساهم موقف  البطريرك الماروني بشارة الراعي  في الضغط على من يقطع الطرقات فكانت اللّحظة المناسبة للجيش للتدخل.

قيادة الجيش ترفض زجّها في الحسابات السياسية ممّا قد يؤدي إلى احتكاك بين عناصرها وبين اللّبنانيين. وهذا ما ركّز عليه خطاب قائد الجيش الذي دفع كل جهة الى تحمل مسؤوليتها في تدهور الوضع. فقرار فتح الطرقات جاء إثر الحوادث والإشكالات التي حصلت، وبناء على ما ورد في كلمة القائد حول اصراره على عدم المس بالاستقرار والسلم الأهلي.

تقول المصادر نفسها بأنّ الحديث عن انقلاب قائد الجيش على رئيس الجمهورية معيب وزج اسم قائد الجيش في سباقات رئاسية لا أساس له سوى التصويب على المؤسسة العسكرية وعملها. قائد الجيش ليس منافسًا لأحد في السياسة ويلتزم بعمله للمحافظة على المؤسسة بعيدًا عن محاولات اقحامها في معارك ليست سوى في عقول من ينسجها.

وتختم المصادر المطلعة على المشهد الأمني أنّ الجيش هو الصامت الأكبر دائمًا إلى أنّ جاءت كلمة القائد بعد أن طفح الكيل.

 

جوزفين ديب

جوزفين ديب

اعلامية ومقدمة برامج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى