مجتمع

هل فشلت خطة الإقفال العام لمواجهة “كورونا”؟

عراجي لـ "أحوال": ما زلنا في عين العاصفة لوباء كورونا

على الرغم من الإقفال العام وإعلان خطة طوارئ لمواجهة فيروس “كورونا” إلا أن أعداد الوفيات والمصابين في لبنان ما زالت على حالها، ولم يتأثر انتشار الفيروس بل من تأثر هو المواطن اللبناني الذي أقفل باب رزقه دون فائدة، فهل فشلت خطة الإقفال العام؟

الدولة لم تطبق الإجراءات بشكل صارم والمواطن مستهتر

رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي قال لـ “أحوال”: ما زالت نسبة الفحوصات الإيجابية 17.8% وأعداد الوفيات مرتفعة والإصابات تتراوح بين 3000 و 3500 إصابة يومياً، وهذا يدل على أننا ما زلنا في عين العاصفة لوباء كورونا، والمستشفيات تعجّ بالمصابين، وبعد السماح بافتتاح الأسواق التجاريّة أتوقع ارتفاع نسبة الإصابات بالفيروس وخاصة أن المواطنين لا يلتزمون بالإجراءات الوقاية واستخدام الكمّامات، بالإضافة إلى أن الدولة لا تطبّق الإجراءات بشكل صارم، وعلينا أن نراقب الوضع خلال العشرة أيام القادمة هل نستطيع استيعاب ارتفاع الأعداد من المصابين.
يضيف، أن الأقسام الخاصة بعلاج “كورونا” في المستشفيات وصلت إلى 90% من قدرتها الإستيعابيّة ما يدل على أننا أمام مأزق في حال ارتفعت ازداد العدد.
أما عن نتائج اللقاحات فيؤكد عراجي أنها تحتاج إلى فترة طويلة، ولو أخذنا على سبيل المثال الولايات المتحدة الأميركية فقد تم تلقيح حوالي 70 مليون شخص وما زالت النسبة 6.9% من النسبة الذين أخذوا اللقاح، وحتى بعد أخذ اللقاح يجب على المواطن الالتزام بوضع الكمّامة.

علامات مقلقة وتخوّف من موجة رابعة

مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض أعلن تخوفه من ازدياد الحالات وغرّد عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: ” مع توجه لبنان لفتح القطاع التجاري ولاحقا المدارس، فإن خطر الموجة الرابعة سيكون محتملا. تعد الأرقام المرتفعة لحالات الكورونا في الأيام القليلة الماضية علامة مقلقة. لهذا السبب، قد يكون الانخفاض في عدد الحالات في الطوارئ فجر كاذب. يجب أن نبقى مستعدين”.
وفي تغريدة أخرى كتب: “مع البدء في افتتاح المتاجر والمراكز التجارية غدًا والمدارس في الأسبوع التالي، لا يمكن للمرء أن يلوم الكثيرين اذا تكون لديهم انطباع بأن وضع الكورونا في لبنان الى تحسن تدريجي. إنه ليس كذلك ونحن نخدع انفسنا على أقل تقدير، اذا لم نعترف بهذا الواقع”.
وحول تخوفه من فتح المدارس أكّد أبيض أنه “لا تظهر الأعراض على معظم الأطفال ‏المصابين بفيروس كورونا، ولذلك فان أرقام الإصابة بالعدوى لدى الصغار غالباً لا تعكس ‏الواقع. ويكشف تقرير أنه سجل في فحوصات كورونا إيجابية لدى 7000 (من 0 إلى 9 سنة) ‏و26000 (من 10 إلى 19 سنة). توفي منهم 15 مريضاً”. ‏
بدوره عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد، توجّه في تصريح على وسائل التواصل الإجتماعي، إلى “اللجنة الوزارية لمكافحة كورونا”، مشيراً إلى أنه “غداً يبدا العمل بتخفيف قيود خطة الاقفال التي طبقت جزئياً!! هل تعلمون أنه لا توجد أسرّة شاغرة للمرضى في المستشفيات؟ وأن نسبة الوفيات لا تزال مرتفعة؟ المطلوب تنفيذ الخطة في كل المحافظات أسوة ببيروت وجبل لبنان وإلا الكارثة تكمل طريقها بقسوة والله يستر”.

 375050 إصابة منذ بداية انتشار الفيروس

بعد الاعلان عن فتح البلاد شهدت الأسواق والطرقات الرئيسية ازدحاماً وهو ما يدعو للقلق من ناحية ازدياد حالات الإصابة بفيروس “كورونا” وخاصة أنه لا يوجد إلتزام كلّي بوسائل الوقاية، وفي تقارير وزارة الصحة اللبنانية فقد بلغ العدد التراكمي للإصابات المثبتة حتى نهاية شهر شباط/فبراير 375050 إصابة، والوفيات 4692، وخلال شهر شباط بلغ عدد النتائج الإيجابية لفحوصات الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي 365 إصابة.

وأمام هذه الأرقام يجب عى المواطن حماية نفسه من العدوى والالتزام بكافة طرق الوقاية، لأن المسؤولية تقع عليه كما على الدولة في تطبيق الإجراءات، ولوحظ احتيال المواطنين على المنصّة الإلكترونيّة الخاصة بتصاريح الخروج من المنزل، فهل تشهد إجراءات جديدة وإقفال عام آخر في الأيام القادمة؟ وحدها أرقام الإصابات التي تحدد ذلك.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى