منوعات

إعادة ترميم مرفأ بيروت Loading…

جهودٌ تُبدل محليًا وعالميًا.. وشركة "شنايدر إلكتريك" أبرز المبادرين

قبل أن تطاله يد الغدر والإجرام، كان مرفأ بيروت بأنواره المنبعثة من رافعاته المضيئة والمنعكسة على مياه الميناء، مصدر الحياة للعاصمة، مشكّلًا لوحة فنية في غاية الجمال. أما اليوم، فبيروت، بمينائها وضواحيها، لبست ثوبها الأسود وفقدت حياتها وحيويتها، بعد أن هزّ مرفئها، في الرابع من آب الحالي، انفجار ضخم قضى على أجمل ما فيها، فأرداها جريحة تصارع للبقاء على قيد الحياة، متسلحة بأبنائها وشبابها الذي يرفض الموت أو الانهزام أو حتى الاستسلام.

ولأن الأسود لا يليق ببيروت وسكانها، هرع اللبنانيون من كافة المناطق لنجدة العاصمة الجميلة، فتجمّع الشبان والشابات في بيروت وضواحيها، وراحوا يزيلون كل آثار الدمار التي سببتها الأيادي المجرمة، آملين أنهم بجهودهم قادرين على إعادة الروح لبيروت، لتبقى كما عهدناها مدينة تنبض بالحياة.

لم تقتصر الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى بيروت على الشباب فحسب، بل طالت أيضًا منظمات المجتمع المدني والشركات العالمية التي جاءت من مختلف الدول إلى لتساعد العاصمة وأبنائها المتضررين، وإعادة ترميمها لتنير كل ما حولها من جديد.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة شنايدر إلكتريك، الرائدة في مجال إدارة الطاقة والتحكم الآلي، عن توحيد جهودها مع منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية لتسريع عمليات إعادة إعمار بيروت وتقديم دعم للأسر المتضررة.

من هنا، قال رئيس شنايدر إلكتريك منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كاسبار هيرزبرغ: “الشعب اللبناني ليس وحده، ونحن ملتزمون بتقديم دعمنا للبنان وشعبه بجميع الطرق الممكنة”، لافتًا إلى أن جميع الموظفين والشركاء ومؤسسات الأعمال في كافة أنحاء الشرق الأوسط والعالم، استجابوا بشكل عاجل لتقديم الدعم للشعب اللبناني، حيث باشر مهندسو الشركة منذ اليوم التالي من وقوع الانفجار بالقيام بعمليات صيانة وإصلاحات لاعادة الطاقة للعاصمة، لتتولى الفرق الفنية في الشركة مهمّة توصيل الطاقة إلى الرافعات في ميناء بيروت واختبار خطوط الكهرباء التي تزود منطقة الميناء بالكهرباء، لتعيد الأضواء المبهرة إليها من جديد، وتقتل السواد القاتم المسيطر حاليًا.

إلى ذلك، تتعاون شركة “شنايدر إلكتريك” مع عدد من الجهات الخارجية والمنظمات غير الحكومية، أبرزها منظمة “بيت البركة” ومنظمة “مغامرة المحبة” بهدف المساهمة في إصلاح وترميم مئات المنازل المتضررة بشكل كبير.

للمدارس أيضًا حصّة من هذه المساعدات، حيث تعاونت شركة شنايدر إلكتريك مع فرع منظمة Semeurs d’Avenir” “IECD الفرنسية لدعم عمليات إصلاح الأضرار التي لحقت بالمدارس والمعاهد الفنية، إلى جانب توفير مصادر الطاقة المتجددة والدائمة، والمعدات الكهربائية بما يضمن جهوزية المدارس والمعاهد لاستقبال الطلبة خلال العام الدراسي الجديد.

إذًا، بيروت ليست وحدها، فهي محاطة بشباب مؤمن بغدٍ أفضل رغم كل العوائق التي تعترض طريقه في كل مرّة أراد فيها العيش بسلام وأمان وطمأنينة، بالإضافة إلى شركات ومنظمات وجمعيات تبذل قصارى جهدها لتعيد بيروت إلى خارطة أكثر المدن جمالًا ورونقًا، وتزيل عنها كل آثار الدمار التي خلفتها ممارسات منظومة فاسدة وقاتلة.

ياسمين بوذياب

ياسمين بوذياب

صحافية لبنانية، عملت كمراسلة ومحررة أخبار في عدة مواقع الكترونية إخبارية وفنيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى